تمحورت حياتي في فترة الأيام السابقة حول متابعة أخبار إخواننا في لبنان، أو الاهتمام بوضع ما يعن لي من اقتراحات، وأدعى أنني أتابع وسائل الإعلام المختلفة ومواقع الانترنت عربية وغير عربية، هذه الأيام كما لم أفعل من قبل، فقد أصبحت أخبار لبنان شغلنا الشاغل، وأعتقد أنه محاولة ضعيفة أو حتى متخيلة للوجود معهم، ومتابعة أخبارهم، ورؤية ما يدخره العالم له..
وبالطبع في كل مرة أرى فيها ما يحدث ينتابني شعورٌ بالألم والضيق، والاستفزاز من العدو الصهيوني.. وحتى الآن كل هذا طبيعي، وربما يستغرب منه البعض لماذا أرويه فهو حالنا جميعاً، بل أصبحت "الفرجة" "والدعاء" هما أسهل الوسائل التي نعبر بها عن اعتراضنا على قصف بلد عربي وتشريد أفراده، وتجويع أبنائه.. باعتبارهما أضعف الإيمان؛
ولكنى أصبحت بإحباط كما لم أصب من قبل، وشعرت بغصة شديدة وأنا أشاهد على بعض المواقع العربية ((للأسف)) ذلك النقاش الدائر بين الأفراد في منتدى الموقع حول: هل تستحق لبنان المساعدة أو الحزن لأجل أفرادها؟ تصوروا!!، وفى لهجة أخرى هل يصح لنا أن ننصر الشيعة؟ ولهجة ثالثة: كيف نحزن على لبنان وأهله كانوا يرقصون وفلسطين محتلة؟ وفى أطروحة رابعة يطرح البعض صوراً لبعض فناني لبنان وهم يحيون حفلات فنية، معلقين بأن هؤلاء أهل لبنان؟ تصوروا...
ظللت أكرر: تصوروا.. تصوروا..، ولم أجد تفسيراً لذلك، وذهب بعض أصدقائي إلى أن ذلك لعبة غربية، في محاولة لإحداث الشتات والفرقة بين العرب، وهى نظرية المؤامرة التي نفسر بها كثيراً من تخاذلنا، كثيراً من عجزنا.. وأنا أراه فعلاً دفيناً فينا نحن العرب، أراه مرضا نفسيا عربيا، نعم هو الشتات والفرقة، حتى في أحلك الأوقات، التي يتجمع فيها الأفراد باختلاف انتماءاتهم...
ها نحن ننشغل بوجود (هيفا) خارج البلاد، ونتساءل عن ثروة نانسي التي يمكن أن تحل مشاكل لبنان!، وأصبحنا نتشرذم بين فقه ديني نسأل فيه حول إمكانية المساعدة للشيعة، وفقه دنيوي نبحث فيه عن رفضنا لأن يحيا اللبنانيين..، ونختصر هذا الشعب المنكوب في عدة أشخاص، ونحكم عليه من خلالهم..
وأجد نفسي أتساءل: هل حقاً تفشل القمم العربية التي تعقد لفشل الرؤساء؟ أم لفشلنا نحن في أن نجتمع على كلمة واحدة..
هل سيأتي يوم ويصبح لدينا جامعة عربية؟ جامعة شعبية، جامعة تجتمع فيها الشعوب العربية -قبل الزعماء- على كلمة رجل واحد..
أعتقد أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لإرهاب العدو الصهيوني.. إن كنا نرغب!!!!!
يا ليتنا نفيق، يا ليتنا نفهم أن في فرقتنا ضعف، وفى شتاتنا وهن، فإذا كنا نبحث عن القوة، فاجتمعوا، فتوحدوا، وسوف نظل نردد بلا ملل، يا بلاد العالم العربي اتحدوا..
واقرأ أيضاً:
لم يعد خرساً زوجياً فقط.. اللعبة عامة / سيكولوجية الاكسترا أيضاً حرب لبنان حلاً