من وقت لآخر نسمع كلمة سيكوباتي فيقال: "فلان ده سيكوباتي"، ولكن هل السيكوباتي هو شخص مجنون أو معاق عقلياً؟ هل نقصد بالكلمة أن تفكيره محدود؟ أم تعني الكلمة أنه مجرم؟ الحقيقة أن كل المعاني السابقة ليست هي الإجابة الحقيقية، ولكنك ستفاجئ بأن حولك كثير من السيكوباتيين دون أن تدري، لنحكي عن سمات تميزهم.
السيكوباتي (هو أو هي) شخص محبوب للغاية تعجب به من أول مرة وتشعر أنه إنسان رائع جداً فيه كل الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة، فتجد نفسك أنك تقع في غرامه أو تعجب بها، أو تقول لذاتك: كم كنت أتمنى أن أقابل صديق مثل هذا!! تقترب منه وتفاجئ بمميزاته اليومية فهو إنسان لطيف طيب اجتماعي غير مؤذي محبوب من الآخرين، يقابلك بترحاب شديد ويهتم بك اهتماما غير عادي ويتصل بك، له حضور ويحب جذب الانتباه، قد لا يكون جميل الشكل، وقد لا تكون ذات مستوى اجتماعي راقٍ لكنك تتعاطف معه بسبب حكاياته عن طفولته والمآسي التي عاشها في منزله، تحبه وتتمنى له الخير بل وتدافع عنه -في كثير من الأحيان- وقد تبقى أشهر وربما سنوات دون اكتشاف الحقيقة!!!
ومع الوقت والعشرة لا تصدق ما يقال عنه بأنه يوقع بين الناس، أو أنه السبب المباشر في عدم ترقيتك –إن لم نقل طردك من مكان عملك، وتظل تحدث نفسك بأنه إنسان رائع لدرجة أنه يستحق أن يحل مكانك في العمل!!... وفي يوم من الأيام تكتشف أنه يدفعك دفعاً نحو الفشل والهلاك والرسوب، فتارة يحبطك، وأخرى يذكرك دوماً أن الاسترخاء والتنزه أفضل من الدراسة أو العمل، وتكتشف أنه يغير منك ومن نجاحك، أو يكره نجاح علاقة بين اثنين كعلاقة عمل بين زميلين أو صداقة بين امرأتين...
أهم ما يميز صاحبنا السيكوباتي أنه ليس لديه إحساس، نعم ليس لديه أي إحساس دون مبالغة، فبرغم المشاعر التي يبرع في رسمها على وجهه من حب وود واهتمام وتأثر وتفهم وكره لأعدائك، إلا أنه يعاني فراغا انفعاليا شديدا، أتعرف كيف؟ حين لا يتأثر بأي مصيبة تحل به –كوفاة أمه- فالشيء الوحيد الذي يجعله يحس هو أن يتسبب في إيذاء الآخرين، فتكون النشوة أو لنقل أنها المرة الأولى التي يشعر فيها أو يحس بأي مشاعر فيكرر الإيذاء يومياً بالكلام وبالأفعال حتى يشعر قليلاً...
ترى كم مرة قابلت سيكوباتي؟
حكايات السيكوباتيين تتابعونها في الحلقات القادمة من الحياة اليومية
.................... يتبع >>>>>: يعني إيه سيكوباتي (2)
واقرأ أيضًا:
السيكوباتية المغتربة (الشخصية المستهينة بالمجتمع) / الشخصية السيكوباتية (المستهينة بالمجتمع) / الشخصية المستهينة بالمجتمع النموذج وطقوس الإفساد / أم عبد الله والشخصية السيكوباتية