إذا تخيلنا أننا ندق مسمارا في شجرة كبيرة فهل ستتأثر؟ الآن تخيل أنك تدق المسمار في نبتة عمرها أيام أو شهور... أظن أن هذا المسمار سيعيق نموها ويبقى أثره حين تنمو وتصبح شجرة عتيقة، هذا بالمثل هو ما يحدث للكبير والصغير حين يواجه صدمة نفسية، ومن ثم يتضح أهمية مساعدة الأطفال على تخطي الأزمات التي يواجهونها حتى لا تبقى راسخة في أذهانهم وتؤثر على نموهم.
شاركت أمس بتقديم محاضرة ضمن فعاليات مؤتمر "الطب في مواجهة الكوارث"، قدمت هذه المرة محاضرة جديدة عن المساندة النفسية للأطفال في الكوارث، وقد تضمنت المحاضرة عرض صور لأطفال واجهوا أزمات وصدمات نفسية مختلفة من تفتيش وتعذيب ومشاهدة مواقف صدمية، وعرضت كيف يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال عبر الوسائل المختلفة التي تتناسب مع الطفل، وعرضت رسوما لبعض الأطفال الذين واجهوا صدمات وكيف تحسنت رسوماتهم التي تعكس حالتهم النفسية بعد العلاج.
أشعر بالحياة حين أشارك في مؤتمر أو تدريب عن مواجهة الأزمات، فبلدنا الفقير مصر في حاجة ماسة إلى مواجهة الأزمات والكوارث اليومية التي نقرأها في صفحة الحوادث يومياً فمرة نقرأ عن أحداث قلعة الكبش ومرات نسمع عن حوادث مريعة على الطرق ومؤخراً ولا تزال قائمة أزمة الفلسطينيين العالقين على الحدود... إلى متى تستمر الحوادث؟
أظن أنها ستستمر فلا يمكننا أن نمنعها ولكن يمكننا أن نقلل من حدوثها باتباع تعليمات السلامة ونخفف من آثارها بالتخطيط السليم على مواجهة الأزمات وبتضافر الجهود بين الجهات المختلفة من مستشفيات وصيدليات وإسعاف ودفاع مدني ومطافئ وغيرها.
واقرأ أيضاً:
مبروك للأستاذ الدكتور وائل أبو هندي / إحنا معاك / حقا أنتم محظوظون!