تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (6)
وإذا بفريق من الأطباء الفرنسيين يصلون إلى المعبر وشعرت وكأن الدماء قد تجددت في عروقي من جديد وان هناك من يقاسمنا مشاعر العجز وقلة الحيلة والانتظار القاتل، وتصورت ببلاهة أنهم سيمرون لأنهم أجانب ومعهم جوازات سفر أجنبية ونحن نعلم أنهم فوق الرؤوس، ولكن رغم ذلك خاب أملي فالباشا لم يأذن لهم أيضاَ! وظلوا معنا رفاق المعبر وعدم العبور يتقاسمون معنا التساؤل والغيظ وسماع أصوات الحمير! ولكن ما حدث معهم جعل باقي فريقي يصرّون أكثر على العودة ووجدتني غريقة ولا أعرف أي القرارين أتخذ فلم يكن لي بد من التفكير جيدا ووجدتني أفكر بشكل مختلف فقلت لنفسي لقد خرج من ذمتي لله عز وجل أسبوع داخل غزة فلماذا ألخصه ليومين أو ثلاثة فسأحاول لمدة الأسبوع، فإن عبرت فشكرا لله على قبولي وإن لم أعبر فأكون قد حاولت بحق، ولكنني كنت احتاج في تلك الفترة للدعم النفسي الذي أزعم أني سأقدمه للفلسطينيين!
فكان لابد لي من مكالمة لأغلى شخصية في حياتي لأسمع منها فقط رأيها وكنت أتمنى في قرارة نفسي أن تقول لي أصمدي وكنت أخاف أن ترجح عودتي لأنني أحبها وأثق فيها وإذا بها تقول لي لو كنت مكانك لظللت مكاني!! وكأن نار الصراع بداخلي قد انطفأ في لحظة وكأن القرار قد اتضح جدا وبلا مواربة وكأن القوة قد دبت في نفسي، ولكن معنى ذلك أنني سأبقى وحيدة بلا فريق ولا باص ولا متابعة من اتحاد أطباء العرب كالسابق فقط أنطونيوس...
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (8)
واقرأ أيضًا:
تاراباتاتوووو / يوميات مجنونة صايمة / من أنت؟