وليذهب "يسري الجمل"، بما عمل
استقبلت خبر إقالة الوزير يسري الجمل من وزارة التربية والتعليم، وتعيين أحمد "زكي بدر" بدلاً عنه -كما استقبله غيري- بالذهول والدهشة، والفرحة، والإحباط، وخيبة الأمل!.
الذهول....
من مفاجأة الحدث، فالوزير نفسه قد فوجئ بقرار إقالته مثلي بالضبط، عندما صدر القرار -تقريباً- في نفس الوقت الذي يظهر فيه الوزير -البطل المغوار- وهو يتناول التطعيم -الحكومي- أمام الناس في محاولة منه لإقناع الناس - بشكل درامي بصلاحيته وعدم الخوف منه، وهو يعلم تمام العلم أن عزوف الناس عن ذلك التطعيم إنما هو تعبير مُعلن عن عدم الثقة في الحكومة، وعن شكِّهم في أنها صفقة مشبوهة كما تعود، ولو أن معارضاً قومياً أو شعبياً تناول التطعيم أمام الناس لكان ذلك أوقع.
ولو كان الوزير المخلوع قد علم بالقرار قبل ذلك بلحظات، هل كان سيغامر بأخذ المطعوم؟ وهل كانت الحكومة على علم بتأثيرات التطعيم السلبية على القدرات العقلية المتوقعة حتى تفقدها الثقة بإمكانيات الوزير فجأة؟
أم هل قام الوزير بأخذ شيء آخر غير المطعوم الحكومي المعتمد خوفاً على نفسه، ومخادعاً بذلك لحكومة الحزب التي ضحت به مقابل تعزيز الثقة فيما تعقده من صفقات، ولمّا انكشف أمره... أقيل على الفور؟.
الدهشة..... من الطريقة الفجَّة التي أُقيل بها الوزير الذي تم اختياره بسبب قُربه وولائه وخضوعه لحكومة الحزب، وما تدل عليه من عشوائية في القرار، وتأكيد على الفظاظة، وأن آخر خدمة الغز... علقة.
والفرحة..... من بصيص الأمل في إمكانية التغيير، والتحريك، والتفكيك لتلك الحكومة الحجرية الثابتة طويلة الأمد التي تقبع على صدورنا وتكتم أنفاسنا، وتسلب ممتلكاتنا. كما هي الفرحة من إمكانية النظر والتعديل في الأحوال المُزرية التي وصل إليها التعليم- والتربية- في بلد العلم والإيمان.
والإحباط..... من تخطي التغيير للعديد من الوزراء، من هم أسوأ أداءً، وأشد ابتلاءً، وأكثر ولاءً للفساد.
أما خيبة الأمل.... فكانت متمثلة في تثبيت مبدأ التوريث بدلاً من تذويبه المطلوب، فبعد أن كان بصيص الأمل في قلوبنا من إمكانية مناقشة ذلك المبدأ، وتصويبه فيما يخص رئيس الجمهورية نفسه، امتد الضباب ليشمل تطبيق التوريث حتى في الوظائف الحكومية الرسمية، وليصبح -ابن الوزير- وزيراً بالوراثة، وليستمر ابن المظلوم مظلوماً إلى الأبد.
*** وليذهب "الجمل" بما "عمل ***
واقرأ أيضاً:
انتشار الخرافة انعكاس لضعف الأمم، ومعاناة الشعوب / قناة السويس أم قناة أزهري؟