الصورة لجوليو ريجيني طالب الدكتوراه الايطالي كان يعد بحثا عن النقابات العمالية في مصر قتل في ظروف غامضة في مصر ووجدت جثته في 3 فبراير ملقاة على قارعة طريق. منذ ذلك الحين سربت السلطات والصحف المصرية رتلا من الأخبار "الخائبة" لاحتواء أزمة ريجيني منها أنه شاذ جنسيا وكأنه بلا دية ولا ينبغي له، أو انه مثلا مثلا انخرط في علاقة شوارع أدت إلى نوع من العنف الجنسي!! ثم قالت وزارة الداخلية: كل الاحتمالات واردة (يقصد سرقة مسلحة مثلا؟! الجثة بها كسور متفرقة في الجسم ونزع لجميع الأظافر في الأطراف الأربعة.)!!
علاقاته كثيرة ومتشعبة بالنسبة للفترة التي قضاها في مصر (اشتباه أمني)!! كلّم اثنين من ضباط الشرطة بعجرفة وبطريقة غير لائقة (لولا بشاعة الجريمة لقلنا عذر أقبح من ذنب)!! وهكذا حتى وصلنا لأن وزير الخارجية الإيطالي قال لنظيره المصري: إنت حتضحك عليا؟!! وبعد سفر الجثة لإيطاليا وفحصها هناك، قال وزير الداخلية الايطالي أن الجثة أظهرت علامات لتعذيب" لا إنساني، حيواني، بعنف غير مقبول.
السيسي أشار إلى مؤامرة ما ولو صدق هذا الكلام فهي مؤامرة داخلية تعكس صراعا بين الأجنحة الأمنية داخل النظام وفي كل الأحوال هو مسؤول عنها.
من جانبه، بلغت سخرية الشعب المصري أقصاها حين رفع لافتة "هو إحنا كمصريين قصرنا معاكم في حاجة؟!" ودع الشعب المصري جوليو بالشموع والورود وأصدر قطاع من الشعب حكمه (بطريقته) على نظام سادي تواق لسفك الدم والقتل ويعمل على تصديرهما للخارج!
فكر قليلا في تاريخ الاختفاء (ذكرى 25 يناير الماضية) المصحوبة بهلع غير مسبوق من النظام. فكر في شكل الجريمة: كسور متفرقة في الجسم ونزع لجميع الأظافر في الأطراف الأربعة. أي متابع لصفحة الحوادث في أي جريدة مصرية يعلم أن مثل هذا النوع من العنف غير شائع لدى المجرمين المصريين "معظمهم حرامية غسيل وليسوا قتلة متسلسلين أو من النوع "السيكوباتي المبدع" الذي تشاهده في أفلام الرعب الأمريكية. من يملك كلابات نزع الأظافر؟ من يملك تلك الوحشية المسددة باحتراف للضلوع وللرقبة؟!
وحدها الداخلية المصرية والحكومة ومؤيدي نظرية المؤامرة تراها أحداثا فردية بينما يراها العالم أجمع نمطا متكررا من الانتهاكات التي ينبغي أن يعزل من أجلها هذا النظام، وتسحب منه امتيازاته.
إذا كانت هناك مؤامرة حقيقة فهي مؤامرة هذا النظام على سمعة مصر وتقزيمه لها عالميا ومؤامرته علينا نحن كشعب لأنه موش "بيضحك علينا" بس لكن يتآمر على كرامتنا أيضا.
واقرأ أيضاً:
من مدينة البط إلى جمهورية الموز/ القطاع الصحي.. سلامتك!/ الأخلاق والفيديو والألتراس/ حذاء فان كوخ... أو كمال هكذا التطبيع !