الكبتاجون هو الاسم التجاري لمخدر الفينيثايلين، وهو مركب ينتمي لمجموعة الأمفيتامينات التي تتميز بتأثيرها الخاص بحدوث نوع من الإدمان لها، والتي تعد من المواد المحظورة حيثت خضعت لقوانين دولية ومحلية لتنظيم استخدامها.
وحبوب الكبتاجون هي حبوب منشطة للجهاز العصبي يسبب استخدامها تحفيز المخ، وزيادة معدلات الانتباه، ورفع كفاءة الإنسان للقيام بالعمليات الحسابية كما أنها تزيد من النشاط الحركي، وسرعة الأداء، والقدرة على التصرف السريع في المواقف، دون الشعور بالتعب أو الإرهاق أو النعاس بالإضافة إلى أنها تعطي شعورا بالنشوة والسعادة على المدى القصير إلا أنها تتسبب في تدميرالجهازالعصبي على المدى الطويل، وقد أثبتت الدراسات أن 16% من سكان الكرة الأرضية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و64عاما يتناولون هذه الحبوب.
ويعد الكبتاجون من المخدرات المخلقة (المصنعة)، والتي صنعت أساسا للمساعدة على اليقظة حيث تم إنتاجها عام 1935 كأقراص منشطة تستخدم لعلاج حالات النوم القهري، وقد كانت تحقن بها خيول السباق قديما لتزيد من نشاطها وحركتها. وفي الحرب العالمية الثانية كانت القوات اليابانية تعطيه للطيارين لتزيد من يقظتهم، كما صرفته القوات الألمانية والأمريكية لجنودها حتى وصل مقدار ما صرف منها إلى 180 مليون قرص، وانتهت الحرب ولكن تعاطي الأمفيتامينات لم ينتهي حيث بلغ عدد متعاطيها في اليابان عام 1945مليون ونصف متعاطي، وبالتالي بدأت الدول التي كانت توزع الأمفيتامينات كحصص غذائية على جنودها وقت الحرب في محاربتها نظرا لما لها من آثار ضارة ومدمرة.
وتمثل المخدرات المصنعة مثل الأمفيتامين، والميثامفيتامين، الديكسامفيتامين، والكابتجون، والترمادول تحديا كبيرا نظرا لحداثتها، وندرة الأبحاث والدراسات الطبية المتعلقة بطرق علاجها بالإضافة إلى شدة خطورتها حيث اهتمت التقارير الصادرة حديثا عن الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات عام 2014، ومن قبله تقاريرمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عام 2014، وأيضاً بعض التقارير الدولية والمحلية التي تعنى بمشكلة المخدرات بتوضيح مدى خطورة المخدرات المخلقة (المصنعة) والتي تكمن في سهولة تصنيعها حيث يعكف المخربون الذين يستهدفون شباب أمتنا على تصنيع آلاف الأنواع منها في مراكز مشبوهة بغرض زيادة المعروض منها، وطرحها بأسعار في متناول الشباب من ما يجعل الطلب عليها متزايدا، بالإضافة إلى صعوبة رصدها والتعرف عليها سواء بوسائل الكشف عليها من قبل أجهزة المكافحة أو أجهزة المراقبة في المطارات والموانئ، علاوة على سهولة تداولها بين الشباب، ناهيك عن نتائج استعمالها الكارثية والتي قد تؤدي إلى إصابة متعاطيها بالذهان أو الاضطرابات النفسية الأخرى، وما قد ينجم عن تعاطيها من حوادث العنف الرهيبة.
و تتواجد الأمفيتامينات بصور وأشكال مختلفة فمنها الحبوب، والكبسولات، والبودرة، وقطع الكريستال الصافية، كما تنوع طرق تعاطيها حيث يمكن تعاطيها عن طريق وضعها في صورة أقراص تحت اللسان، أو عن طريق البلع، أو الشم، أو التدخين، أو الحقن. وقد استخدمت الأمفيتامينات في الماضي قبل أن يتم اكتشاف آثارها القوية على الجهاز العصبي لتحقيق بعض الأغراض العلاجية حيث كانت تستخدم كمخفف للوزن لما لها من تأثير مقلل للشهية علاوة على قدرتها على زيادة معدلات حرق الطاقة، كما كانت تستخدمها الفتيات في سن 13 و 14 سنة لاعتقادهن أنها تبرز مفاتن أجسادهن، أما حاليا فيقتصراستخدامها في المجال الطبي بجرعات صغيرة للغاية في علاج اضطراب فرط النشاط الحركي مع عدم القدرة على الانتباه والتركيز في الأطفال، كما يستخدمها الأطباء في مجال الطب النفسي في علاج بعض حالات اضطرابات المزاج، وفي جلسات التفريغ النفسي، وعلاج بعض حالات اضطرابات النوم مثل اضطراب النوم القهري، وفي علاج الحالات التي تعاني من ارتفاع نسبة المهدئات أوالمنومات في الدم.
وتجدر الإشارة هنا لوجود العديد من أنواع حبوب الكبتاجون والتي تختلف من بلد لآخر وفقًا لطريقة التحضير الكيميائي لها، ونوعية المواد الخام المستخدمة في التصنيع والتي يقدر عددها بأكثر من ٣٠٠ مادة خام تسمى "السلايف الكيميائية" تتفق جميعا في تمركزها حول الأمفيتامينات كمادة أساسية. ونظرا لخطورة أمر هذه السلايف الكيميائية فقد أصدرت الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات تقريرا بعنوان "الرقابة على السلايف الكيميائية" حيث لا يسمح بتداولها إلا بقانون لما لهذه المواد من تأثير نفسي ضار.
ولحبوب الكبتاجون أسماء شائعة يستخدمها المروجون والمتعاطون والتي قد تختلف من بلد لآخر مثل قضوم، حمص، لجج، أبو قسين، حلاوة، أبو ملف، داتسون، طباشير، كبتاجون، كبتي وكلها أسماء متداولة لهذا المخدر القوى الذى انتشر انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة بين الشباب والمراهقين في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في الوطن العربي حيث يشير البحث القومي للإدمان – الفصل الأول– بعنوان الوضع الإقليمي/ الشرق أوسطي لمشكلة المخدرات إلا أن المملكة العربية السعودية استحوذت على أكبر كمية ضبطيات من أقراص منشط الكبتاجون إذ بلغت في٢٠٠٧ حوالي ١٤ طن بعد أن كانت أقل من نصف طن في ٢٠٠٢.
الجدير بالذكر أن ثقافة المخدرات لا تقتصر على الفئة ذات الغنى فقط بل تمتد لتشمل الفئات الفقيرة والمهمشة، كما تشير الأبحاث (البحث القومي للإدمان – الفصل الأول– بعنوان الوضع الإقليمي/ الشرق أوسطي لمشكلة المخدرات) إلى انخفاض سن التعاطي لحبوب الكبتاجون إلى ١١ سنة بدلا من ١٤ سنة، وبناء عليه فإن طلبة المدارس والجامعات يعدون من أكثر الفئات استعمالا لهذه الحبوب خاصة خلال فترة الاختبارات بحجة أنها تعينهم على السهر والاستذكار، كما يستخدمها بعض قائدي الشاحنات وسيارات الأجرة على الخطوط الطويلة، والأشخاص الذين يعملون في ساعات متأخرة من الليل أو الذين يعملون لفترات طويلة، وأحيانا يستخدمها الرياضيون لزيادة النشاط وسرعة الأداء، و بعض السيدات الباحثات عن الرشاقة أو المصابات بالبدانة بغرض تقليل الوزن، كما تستخدم في المناسبات حيث توضع في القهوة أو الشاي أو العصير لجلب الشعور بالسعادة إلا أنها في الحقيقة سعادة زائفة تنتهي بالإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية لاسيما الاكتئاب النفسي.
ويمكن التعرف على مدمن الكبتاجون أو الحبوب المنشطة عن طريق ظهورالعديد من العلامات أو الأعراض التي تبدو عليه بعد تعاطيه للجرعة العادية، والتي تقدر بحوالي 15 ملجم من الأمفيتامين، وقد تظهر بعض هذه الأعراض مباشرة بعد التعاطي وقد يظهربعضها الآخر بعد فترة من التعاطي، مع ملاحظة أن وجود بعض هذه الأعراض في شخص ما لا يؤكد أنه يتعاطى المنشطات إذ أن هناك أسبابا أخرى قد تتسبب في ظهور نفس الأعراض، لهذا ...ولقطع الشك باليقين... يمكن التأكد من المتعاطي والتعرف عليه من خلال عمل تحليل للبول للكشف عن المادة الفعالة في حبوب الكبتاجون وهي (الأمفيتامين) في البول، حيث تظل المادة الفعالة في البول لمدة أقصاها ستة أيام بعد آخر جرعة تم تعاطيها أما عن العلامات والأعراض التي تظهر على متعاطي الكبتاجون أو الحبوب المنشطة فهي:
-الأرق الشديد، وكثرة السهر، والتوتر الشديد نتيجة وجود المادة المنبهة في جسمه.
- كثرة الحركة، وزيادة الطاقة والنشاط.
- الكلام الكثير، والتدخين بشراهة مع ظهور رائحة كريهة تخرج من الفم.
- تشقق الشفتين، وجفاف الريق مع كثرة إخراج اللسان لمسحها.
- من الأعراض الشائعة أيضا كثرة حك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي، وحك الأسنان ببعضها.
- عدم القدرة على الرؤية في الضوء حيث تزداد حساسية العين للضوء وخاصة ضوء الشمس بسبب اتساع حدقة العين والذي غالبا ما يحدث بعد ساعة من تعاطي الحبوب، بالإضافة إلى ظهور سواد حول العين .
- شحوب لون الوجه، مع ضعف الشهية للطعام والشعور بالغثيان والتقيؤ.
- صعوبة في التبول وقد يحدث إمساك أو إسهال.
- استثارة الأعصاب وارتعاش اليدين وهبوط التنفس .
- يؤدي تعاطي الكبتاجون إلى زيادة العمليات الحيوية في الجسم مثل (درجة الحرارة – ضغط الدم – معدل
ضربات القلب) وبالتالي نلاحظ على المتعاطي وجود زيادة في إفراز العرق (تصبب العرق) بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يشعر المتعاطي بالآلام الخاصة بالذبحة الصدرية (ألم في الصدر) بسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
- قلة الرغبة الجنسية أو الجماع مع الزوجة، فعلى الرغم من أن استخدام مشتقات الأمفيتامين ومن ضمنها الكبتاجون يرتبط على المدى القصير بزيادة في الرغبة الجنسية، لكنه على المدى الطويل يؤدي إلى الإصابة بخلل عضوي في الوظائف الجنسية ومن أهمها مشكلات ضعف الانتصاب.
- تقلب المزاج حيث يشعر المتعاطي لحبوب الكبتاجون بعد ساعة من تعاطيها بالمرح المرضي خاصة إذا تناولها في الصباح، وفي المساء يبدو عليه الحزن والكآبة.
- حدوث حالة من اضطراب الحواس والتوهم حيث يلاحظ على المتعاطي وجود هلاوس سمعية أو بصرية فيتخيل أشياء لا وجود لها أو يسمع أصواتا لا وجود لها، فمثلا قد يرى الشقوق الموجودة بالجدران وكأنها ثعابين تتحرك على الحائط، وقد يصاب المتعاطي أيضا بالهلاوس الحسية حيث يشعر مدمن الكبتاجون بأن هناك الكثير من الحشرات تتحرك على جلده من ما يؤدي لوجود تقرحات وخدوش بجسمه خاصة بالذراعين والصدر نتيجة لحك جلده لشعوره الوهمي بالتنميل أو لدغ الحشرات .
- ظهور أعراض على المدمن تشبه أعراض مرض الفصام حيث يزداد لديه الشعور بالاضطهاد، ويصبح كثير الشك في الآخرين من ما يؤدي إلى إثارة الشغب، ويتسبب في تدمير العلاقات الاجتماعية والأسرية، فقد يشك المتعاطي في زملائه في العمل أو في أحد أصدقائه المقربين، وقد يشك في جيرانه أو في أحد أقاربه، حيث يعتقد عن طريق الخطأ - نتيجة لاضطراب أفكاره وعدم قدرته على التعرف على الوجوه بسبب التعاطي – أنهم يراقبونه ويتتبعون أخباره، أو أنهم يريدون إيذاءه ويدبرون له المكائد ويزداد الأمر سوءا عندما تكبر دائرة الشك لتطال أحد أفراد الأسرة (كالأم أو الزوجة) فيلقي عليهم اتهامات باطلة دون وجه حق، ودون وجود دليل قاطع على هذه الاتهامات كأن يتهم والدته مثلا بأنها تضع له السم في الطعام للتخلص منه، أو يتهم زوجته بالخيانة وإقامة علاقات آثمة مع غيره من ما يؤدي إلى القيام بأعمال العنف دون سبب، وقد يصل الأمر إلى ارتكاب جرائم خطيرة كالقتل مثلا.
- هذا، وترتبط الجرعات العالية من الأمفيتامينات، والتي غالبا ما تكون عن طريق الحقن بالإحساس بصدمة كهربائية يصفها البعض بالطنين ويشعر بذبذبات في النخاع الشوكي والدماغ تدل على التهيج الكبير الذي أصاب الجهاز العصبي والتي تؤدي إلى وجود حالة من الهذيان، وظهور مجموعة من الأعراض منها تشوش الوعى مع انخفاض القدرة على التركيز، ووجود عدد من التغيرات المعرفية مثل اضطرابات الذاكرة واللغة، بالإضافة إلى عدم الاتساق في الحديث وفقدان الترابط اللفظي، واضطراب الوجدان وسهولة الاستثارة أو الهياج الحركى، ووهامات الإشارة أو الوهامات (الضلالات) الاضطهادية، وقد يتطور الأمر ليصل إلى الإصابة بالتشنجات الصرعية الخطيرة والدخول في غيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة.
الجدير بالذكر أن التوقف تماما عن تعاطي الكبتاجون يؤدي لظهور الأعراض الانسحابية للكبتاجون، كما أن هذه الأعراض الانسحابية قد تحدث أيضا بسبب التقليل من تعاطي الكمية المعتادة من حبوب الكبتاجون، وغالبا ما يتوقف المدمن عن التعاطي أو يقلل من جرعته المعتادة بسبب عدم قدرة المدمن على الحصول على جرعة جديدة من حبوب الكبتاجون بسبب التضييقات الأمنية، أو لأنه لا يمتلك المال الكافي لشراء جرعة جديدة، أو لأنه قررالتوقف تماماعن التعاطي والالتحاق بإحدى مصحات علاج الإدمان للبدء في رحلة التعافي والشفاء.
وتبدأ أعراض الانسحاب في الظهور من بعد عدة ساعات من آخر جرعة تم تعاطيها حيث تبلغ ذروة شدتها خلال يومين إلى أربعة أيام من التوقف عن التعاطي ثم تتلاشى عادة في اليوم السابع. وتتنوع تلك الأعراض الإنسحابية ما بين الشعور بالصداع، وظهور رعشة بالجسم وخاصة الأطراف إلى الإحساس بعدم الارتياح، وإنهاك القوى، والخمول البدني مع الشعور بالتعب دون جهد. كما تتميز أعراض التوقف عن تعاطي الكبتاجون أيضا بالعصبية الزائدة، وزيادة الشهية للطعام مع الشره الشديد، والنوم ربما لبضعة أيام مع وجود الأحلام المزعجة والكوابيس المصاحبة لحركة العينين المستمرة أثناء النوم،هذا بالإضافة إلى أعراض القلق التي قد تحدث بفعل تعاطى الأمفيتامينات، وقد تحدث اضطرابات نفسية أخرى كاضطراب الوسواس القهري، واضطرابات المخاوف والفزع. إ لا أن أكثر أعراض انسحاب الأمفيتامينات وطأة هو الاكتئاب، والذى عادة ما يكون مصاحباً لانسحاب الجرعات العالية من الأمفيتامينات، حتى إنه قد يرتبط إدمان الكبتاجون في بعض الأحيان بسلوكيات إيذاء الذات وبالأفكار الانتحارية أو السلوك الانتحاري.
من هنا، ومن هذا المنطلق، يتضح لنا أن شبح الأدمان لحبوب الكبتاجون قد بات يهاجم كل بيت وأسرة، ويهدد بضرره و بعواقب تعاطيه السيئة الشباب والفتيات في مجتمعنا، وهو ما يستدعي دق نواقيس الخطر لمن يهمهم الأمر، و لعل أبرز ضرر من أضرار التعاطي لحبوب لكبتاجون المنشطة هوالإدمان عليها، فبعد تكرار استعمال الجرعة العادية يحتمل الجسم تأثيرها بحيث تقل فعاليتها بدرجة ملحوظة، مما يجبر الشخص المتعاطي لحبوب الكبتاجون على الإكثار من مقدارالجرعة وعدد مرات تناولها حتى يحصل على نفس التأثير والشعور الذي كان يشعر به من قبل عندما كان يتعاطى حبة أو حبتين، فيتناول خمس حبات أو أكثر حتى يصل للشعورالمطلوب لديه من إدمان الكبتاجون وتعاطيه، وبالنسبة للأمفيتامينات فقد يصل مقدار الجرعات اليومية في بعض الحالات إلى جرام من الأمفيتامين وفي حالات أخرى يصل المقدار إلى جرامين أو أربعة جرامات في اليوم، كما يؤدي استنشاق الأمفيتامين إلى إثارة الأغشية المخاطية للأنف، ويسبب حقنه في الوريد بجرعات كبيرة حدوث إصابات في الشرايين مثل الالتهاب، وتدمير الأوعية الدموية بالكلية والإصابة بالفشل الكلوي، وانسداد الأوعية الدموية للمخ أو الإصابة بنزيف المخ الذي قد يؤدي إلى الوفاة، كمايؤدي استخدام الحقن الملوثة أثناء التعاطي إلى نقل عدة أمراض خطيرة مثل الإيدز، والتهاب الكبد الفيروسي من نوع سي وبي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أناستخدام حبوب الكبتاجون لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث إعاقة مستديمة بالجسم حتى بعد سحب الأمفيتامين من الجسم ذلك لأن مادة الأمفيتامين تحتوي على مادة الإفدرين التي تؤدي إلى تدمير مراكز نهايات الأعصاب المركزية للسيرتونين بالمخ كما تؤدي إلى ضمور المخيخ مما ينتج عنه الشلل الزعافي، ذلك لأن تحضير هذه الحبوب يتم بطرق غير نظامية وغير صحية حيث تحتوي على الشوائب الضارة بالجهاز العصبي في الجسم .
أما أبناؤنا من طلبة المدارس والجامعات والذين يقدمون على تعاطي الكبتاجون فترة الاختبارات بهدف زيادة التحصيل الدراسي فلابد لهم أن يدركوا أن تعاطي حبوب الكبتاجون المنشطة يؤدي إلى تعطيل بعض الخلايا بعد نشاطها المفاجئ من ما يؤدي إلى تعطيل النشاط الذهني للمتعاطي وهو ما قد يتسبب في السرحان والشرود الذهني والنسيان مع عدم القدرة على التركيز وترتيب الأفكار، كما أن إدمان الكبتاجون يتسبب في السهر لفترات طويلة والشعور بالإجهاد، مما يؤثر على الصحة بشكل سلبي حيث يؤدي لظهور أعراض اضطرابات عضوية في المخ مثل التشنجات، كذلك يجب أن يدرك أبناؤنا من الرياضيين الذين يستخدمونها لرفع كفاءتهم عن طريق زيادة النشاط وسرعة الأداء أن هذا الشعور المزيف يصاحبه عدم الدقة، وعدم القدرة على تقييم الأداء واستدراك الأخطاء، كما أن اللاعب قد يضطر إلى إخفاء أعراض الإعياء ومواصلة اللعب حتى لا ينكشف أمره من ما يكون له بالغ الأثر على سلامته.
ولا يخفى علينا ما للاستخدام المنتظم للكبتاجون كمنشط جنسي بهدف إطالة مدة الجماع من أضرار حيث يؤدى بعد فترة وجيزة لحدوث مشاكل مزمنة بالجهاز التناسلي ومن ثم الإصابة بالضعف الجنسي المزمن ذلك لأنه يعمل على الجهاز العصبي وهو ما يتسبب في ضعف القدرة الجنسية على المدى الطويل، والتي قد تؤدي فيما بعد إلى الوقوع في مشاكل الطلاق بين الزوجين.
كما لا يفوتنا أن ننوه إلى أن تعاطي الكبتاجون يعد بمثابة الخطوة الأولى للانزلاق إلى هوة التدخين، وتعاطي الحشيش، والاكثار من شرب الشاي، والقهوة، والمسكرات لما لهذه المواد من تأثير قد يؤدي الى زيادة أو تقليل مفعول الكبتاجون، إلا أنها في الوقت ذاته تؤثرعلى صحة المتعاطي وتسلبه إرادته. وقد اثبتت الدراسات الحديثة أن تعاطي الأمفيتامينات (الكبتاجون) يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة، وأمراض سوء التغذية من ما قد يؤدي إلى نقص كريات الدم البيضاء، والأنيميا وهو ما يضعف من مناعة المتعاطي وقدرته على مقاومة الأمراض، كما أنه قد يتسبب في حدوث تشوهات في الأجنة لدى الأمهات اللاتي يستخدمن الأمفيتامينات خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.
هذا، ويؤدي تعاطي الكبتاجون إلى الإصابة باضطراب السلوك واضطراب التفكير لدى المتعاطي، حيث يتمثل اضطراب السلوك في الإصابة بالسلوك الهستيري (السلوك العدواني) للمدمن دون وعي لأن المتعاطي يشعر بالقوة والجرأة مع اختلال عقلي، كما يؤدي إلى الإصابة بمرض باندنج والذي يتميز بقيام المدمن بتكرار نفس الأعمال مرات متوالية دون انتباه أو ملل كأن يقوم المدمن بتغير ملابسه أو ترتيب الأشياء في الخزانة لعدة مرات متتالية دون ملل، أما اضطراب التفكير فيتمثل في ظهور نوبات الذهان الحادة والتي قد تؤدي إلى ذهان مزمن (ذهان الأمفيتامين)، والذي يتميز بوجود وهامات التفكير والشعور المستمربالاضطهاد، والشك في الناس، وفقدان الحكم الصحيح على الأمور وهو ما قد يؤدي إلى الانطواء والعزلة والبكاء بدون سبب، وقد يؤدي به إلى الإقدام على الانتحار ومن ثم الوفاة.
وللعلاج من إدمان حبوب الكبتاجون ينبغي علينا أولا أن نؤمن بفكرة أن الإدمان مرض يستوجب التعافي منه وليس جريمة تستحق العقاب. ولعلاج إدمان الكبتاجون نتبع نفس خطوات العلاج المعتمدة في علاج أنواع الإدمان الأخرى من حيث المرور بمرحلة علاج أعراض الانسحاب، والتي يفضل أن تكون في مؤسسة طبية وتحت إشراف طبي متخصص حيث تستغرق مدة تتراوح من عشرة أيام إلى أسبوعين، يليها فترة علاج تأهيلي تستمر لمدة أربعة إلى ستة أشهر، ثم مرحلة الرعاية اللاحقة بعد الخروج من المستشفى بهدف منع الانتكاسة.
واقرأ أيضًا:
التعليق: شكراً لجهدك الجميل