رُوحٌ جَدِيدَةٌ!!!
منذ أسبوعٍ فقط ...
- واسمحوا لي أن أتكلم باسمي واسم كل سوري حر -
دبّت في داخلنا رُوحٌ جَدِيدَة ...
ليس فقط تجدد الحب لوطننا...
وليس فقط انتعاش الفخر بأبناء بلدنا الأبرار ...
ليس فقط ثورة الحنين إلى الديار..
أبداً .. #روح_جديدة حرفياً!
رُوحٌ هي مزيجٌ من الحب لوطننا، وأبناء وطننا الشرفاء..
رُوحٌ فيها كل الاحترام لجنسيتنا، الذي فقدنه، وذقنا بسبب هذه الجنسية الويلات
رُوحٌ فيها كل التقدير والاعتبار لبعضنا، وما نملك كشعب سوري من قدرات على التحرير والاتحاد، ثم إعادة الإعمار والبناء والازدهار بإذن الله...
رُوحٌ فيها كمٌ هائلٌ من المرح والفرح، لم نذقه من قبل حقيقة، ولا أظن أنا شخصياً أني شعرت به أبداً من قبل!!!
رُوحٌ فيها تحررٌ كبيرٌ من "عبودية غير الله"..
تحرر من عبودية بشر أو فصيل أو ملة أو عرق...
رُوحٌ فيها تحرر من قيود الخوف والذلّ!
رُوحٌ واحدةً تحت رايةٍ واحدةٍ..
رُوحٌ فيها "حرية" حرية منضبطة واعية مذهلة في وعيها وتحضرها...
وشاهدوا الآن ما يفعله الأحرار في حلب، من تنظيمٍ وحسن إدارةٍ، بكل إتقانٍ وإحسانٍ..
*****
هذه "الحرية" لم نرضعها -ويا للأسف- مع حليب أمهاتنا.. ولم نعهدها نحنا أبناء جيل السبعينات والثمانينات..
بل أرضعتنا أمهاتنا خوفهن الشديد مع حليبهن ..
ثم كان آباؤنا يشترون الخوف من النظام الحاكم والذلَّ له، من عرق جبينهم المطأطأة بذل، ويطعمونا إياه مع رغيف خبز، وكأس حليب وكيس أرز وطحين .. وغيرها من أساسيات العيش، والتي كانت توزع على السوريين بكل خسّة ومذلة...
طوابير ذلٍّ طويلة، ليحصل السوري على كيس أرز أو علبة مناديل ..
فلا تلوموا جيلي على خوفهم، الذي بات جزءا من أبدانهم، وأنفسهم، وقُتلت به أرواحهم، أو ظنوا ذلك..
*****
ولكن اليوم !
أنا كحماه خاصة، التي خزّن فيها وفيَّ وفي كل سوري، النظام المجرم كمية هائلة من الرعب..
وأنا كمعرة النعمان، بلدي وملاعب طفولتي!
أنا كحلب، مسقط رأسي ودراستي!
أنا كادلب، محافظتي..
أنا ككل المحافظات السورية الحبيبة..
أنا اليوم أتحرر من خوفي... أتعافى منه... أتطهر منه... أحلق فوقه عالياً في سماء العزة..
"أنا الآن وطني ووطني أنا..." كما رددها الموسيقار العالمي الحرّ مالك جندلي ...
"ارفع راسك فوق، أنت سوري حر.." كما رددها أبناء جبل العرب الشرفاء، طيلة الأشهر الماضية ...
أنا الآن صديق
********
روح نسجها لنا أبطال شرفاء من روحهم......
روح غياث مطر ويحيى شربجي ..
روح الساروت وهادي العبد الله وجميل الحسن..
روح ميشيل كيلو وياسين الحاج صالح ورياض سيف وجورج صبرا..
روح مشعل تمو وعبد القادر الصالح وأبو فرات ..
روح مي سكاف وفدوى سليمان ..
روح وَ روح وَ روح
*****
رُوحٌ جديدةٌ..
ساحرةٌ.. جميلةٌ ...
ولدت من جديد في نفوس السوريين...
رُوحٌ لم أعهدها طيلة سنوات عمري..
أنا - حرفياً - أولد مع وطني سورية من جديد...
أنا الآن عمري أسبوعٌ فقط..
لا تعتبوا عليَّ أبداً...
لشدة فرحي.. لشدة حماسي... لصراخي.. لبكائي فرحاً وحنيناً وحزناً ...
*****
الـ 12 سنة الماضية، وما قبلها وطيلة 40 سنة، كانت درساً قاسياً جداً ... تعلمنا منه كسوريين الكثير والكثير..
فكلُّ السوريون الأحرار اليوم لديهم خبرة 1000 عام!
لكن عمر أنفسهم الآن، أسبوعٌ فقط ...
نعم ولدنا منذ أسبوعٍ فقط!!
سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور..
****
أقول أخيراً ..
لمن ملك مثلي هذه "الروح الجديدة" ..
مبروك تلك الولادة العظيمة وتحرر نفسك من نفسك !
وبارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغت أشدّك، جعلني الله وإياك بارين بأمنا سورية..
لكن ..... حافظ على روحك الجديدة !!
إياك أن تخفت أو تخبو!
ودعها تنتشر كشذا العبير من سهول حماه ..
كنسمةٍ عليلةٍ باردة من جبال القلمون ..
كريح طيبةٍ من الساحل السوري ..
أو كطرفةٍ تسعد كل من يسمعها من نكات حمص..
انشر روحك الجديدة بين أهلك ومعارفك وأبناء وطنك..
الوطن وأخيراً بحاجة لي ولك بتلك الروح!
*****
وأقول لمن لم يملك بعد هذه الروح العظيمة !
هي أمامك، على مقربةٍ منك، فقط افتح لها ذراعيك، احتضنها بقوة، معلناً انشقاقك عن تلك الميتة العالقة بك!
ر*و*ح اليأس والخوف والإحباط والتشاؤم...
ر*و*ح "كنا عايشين" أو "عايشين" وبس، بل روح "الآن ولدنا وسنحيا كراماً"..
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ...
الله أكبر والعزة لله...
واقرأ أيضًا:
نفسي وهذا العيد... تبعات نفسية2 / الابن العاق!