هنا غزة
بدايات عملي كانت في مستشفى الشفاء. ومستشفى الشفاء هي أكبر مجمع طبي في فلسطين، تقع وسط غزة، وخدماتها تغطي مرضى الجنوب والشمال، ويبلغ عدد الأسرة فيها 600 سرير، وبها أكثر من 1400 موظف بين طبيب وممرض وإداري وأعمال أخرى.. ومن الطبيعي أن تستقبل هذه المستشفى النصيب الأكبر من الجرحى والشهداء لتفيض بهم ممراتها وطرقاتها.. فضلاً عن أسرتها وحجراتها.
كانت البداية مع مجموعة من الطاقم الإداري للمستشفى.. شيماء، إيمان، فؤاد، محمد، فاطمة.. كان هؤلاء من الذين عاصروا المجزرة الرهيبة في الأسابيع الثلاثة الماضية.. بدأت معهم جلسة أولية كانت عبارة عن تفريغ انفعالي لمشاعر نفسية مختلطة تتمحور كلها حول أهوال الأحداث اليومية في أسابيع الحرب..
قالت شيماء -وهي مبتسمة رغم شحوبها الواضح-: والله أنا محتاجة جداً لنفساني لأني بموت من الخوف يومياً.. قُصف منزلنا مرتين بإف16 .. كنت بإحدى الغرف.. وفجأة.. اختلط الدخان والتراب والصراخ بدوي الانفجار الرهيب.. لم أفق إلا في المستشفى.. بعدها بيوم قُصفت بقايا المنزل مرة أخرى وتكرر الإغماء.. ومن وقتها صار يغمى عليّ أو أشعر بخوف شديد كلما سمعت صوتاً عالياً أو مدوياً.
فاطمة تقول: لقد تعلمت كل تعليمي في مصر.. وعند أول فرصة سأرجع من جديد للعيش بعيداً عن هذا الدمار.. لقد كان كابوساً.. وما زال..
أما إيمان فقالت: صحيح.. لم يقصف منزلنا، وإنما قصف منزل أختي واستشهد ابن عم لي.. لقد تعودنا على ذلك.. ولكني أخاف جداً عند النوم من أن أمد أقدامي على طرف السرير فأقوم من النوم وقد بُترت قدماي جراء شظية أو قنبلة أو صاروخ من طائرة.. ومن كثرة ما سمعت عن بتر الأطراف صرت أنام وقدماي في حضني..
سألتها: هل أنت مخطوبة أو متزوجة؟؟ قالت: لا.. ولا أريد.. يكفيني تحمل مسؤولية أهلي.. أما أن أتزوج ويقصف زوجي بصاروخ ويترك لي أولاداً..فهذا مالا أريده.
تدخلت شيماء قائلة: ليه؟؟ هذه سنة الحياة.. ولن نتوقف مهما صار..
قلت في نفسي: هل تقصد شيماء بسنة الحياة (القصف أم الزواج) فسنن الحياة في غزة تختلف عن سنن الحياة في غيرها..
فؤاد يقول بتماسك واضح وحزين أيضاً: والله لقد تعودنا على أصوات القصف، ونحن نحمل أرواحنا بين أيدينا طوال الوقت ومسألة الموت والحياة منتهية.. لقد كنتُ مع صديق محبب إلى قلبي وفي اليوم الثاني جاء إلى المستشفى جثة هامدة مفصولة الرأس.. وقد رأيته..
ثم يضيف: فوجئنا بأصوات الصواريخ تنفجر في المستشفي، توقعنا أن المستشفى قصفت.. خرجنا لنخلي المبنى فوجدنا أن الذي قصف هو المسجد الذي يقع أمام المستشفى (مسجد الشفاء).. وعندما رأى الدكتور حسين مدير المستشفى المسجد وهو عبارة عن ركام بكي.. رغم أنه رأى أهوال الحرب في المستشفى ولم يبك.. بكى فقط عندما قُصف المسجد.
أما محمد الذي يعمل بأمن المستشفى فيقول: لقد رأينا هنا في المستشفى أشلاء وبقايا أجزاء.. وكنا نرفع الرجل فتتساقط أجزاء جسمه منه أو يقع رأسه من جسده.. وقد أفاض في الحكي عن هذه المشاهد المروعة..
ويقول عادل: لقد تعودنا.. قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار..
كانت الملاحظة الأعم في أغلب المتحدثين عن هذه الأهوال أنهم قد حيدوا مشاعرهم تماماً.. فقد كانوا يتحدثون عن هذه الفظائع وكأنها أمرٌ عاديٌ يحدث كل يوم.. علمتُ بعدها أن هذا التحييد تلقائي وغير مصطنع.. وهو نوع من الدفاع النفسي الذاتي تتدثر به النفوس الأبية لحمايتها من هول المآسي وبشاعة الذكريات..
لا مجال للعواطف هنا.. أو لا مجال لإبرازها وتسييدها.. فلو ظهرت واضحة جلية لانهار كل شيء منذ اليوم الأول الذي خسر فيه أهل غزة ما يقارب المائتي شهيد تناثرت أشلاؤهم في ساحة مبنى من مباني الأمن في غزة.. وكانت الصورة الشهيرة لأحد الجرحى منهم وهو يرفع سبابته بالشهادة قبل أن يفارق الحياة..
لقد كنت أسأل نفسي دائماً: ما هي نوعيات نفوس هؤلاء؟؟ حتى يحتملوا كل هذا.. كيف يرى الإنسان ابنه أو أباه أو أخاه أو أخته أو أمه أو زوجته أو صديقه وقد تحولت أجسادهم إلى كتلة من الفحم لا تكاد تميز عضواً من أعضائها.. ويحكي لك عن كل ما رأى... ثم يقول: ولكننا صامدون.. سنبقى في هذه الأرض حتى نهايتهم..
صامدون؟؟؟؟ كيف؟؟؟
تتذكر الشعارات القديمة الجديدة عن الصمود والتصدي فتراودك نفسك أن هذا الرجل ليس سوى مخدوع آخر بهذه الشعارات التي خدعوا بها الملايين من أبناء الأمة.. ثم يعود إليك وعيك في لحظة صفاء وتجلٍ لتقول لنفسك: إن الذين رفعوا هذه الشعارات لم يرفعوها إلا في المظاهرات وخلف شاشات التلفزة وفي الصالونات الأدبية ومقاهي المكلمة الفارغة والنضال الحنجوري فقط.. فلا يمكن أبداً أن يتساوى هذا وهؤلاء..
هؤلاء لم يخسروا شيئاً.. بينما هذا خسر كل شيء.. هؤلاء يتكؤون على آرائكهم ويصرخون بالمقاومة.. بينما هذا يتكئ على أشلاء أحبابه ويصرخ بالمقاومة.. وشتان شتان..
لم أعرف معنى حقيقياً للشعارات التي أتخمت الوطن العربي إلا في غزة.. لأنها وببساطة شديدة تأخذ منحى آخر هناك..
في غزة.. القول يعقبه الفعل.. بل ربما لا تدري أيهما يعقب الآخر ..
في أحيان كثيرة لا تسمع قولاً.. بل ترى فعلاً.. وفعلاً مدوياً..
لقد فكرت كثيراً في سر صمود هذه النفوس الأبية التي صقلتها المصائب ومحصتها الابتلاءات.. فكان سؤالي الأبرز لنفس المجموعة السابقة في اليوم التالي عن هذا السر؟؟
قلتُ لهم: كيف؟؟
اتفقوا جميعاً على الآتي:
- الإيمان الشديد بالله وبقضائه وقدره.
- شدة المصيبة كانت أكبر من التفكير فيها أو اجترارها.
- عموم المصيبة التي جعلت الجميع معرضاً للعدوان مما دفع الجميع إلى التكاتف والتماسك.
- تكرار الصدمات أكسبنا مناعة.
- استحضرنا جميعاً آيات القرآن وأحاديث السنة التي تحض على الصبر والتحمل.
إذن هو الدين.. الدين..
الدين الذي قُصفوا بسبه.. هو هو الذي يحيون بسسبه.
لقد قابلت في المستشفى طبيباً مصرياً كان قد أمضى في غزة ثلاثة أسابيع ختمت بزيارته لأم نضال.. همس لي هذا الطبيب قائلاً: لقد عدت من الحج هذا العام ولقد وجدت في غزة روحانيات أعلى بكثير من روحانيات الحج.. هكذا كانت مشاعره في أرض الرباط.
ولقد أطلعوني على صور العمليات في المستشفى وهي شيء بالغ القسوة.. ولكنها كانت فرصة للتفريغ وإعادة التذكر في موقف مطمئن.. ومع صحبة كبيرة.
المجموعة الثانية التي جلست إليها في المستشفى كانت مع ثلاثة: مراسل.. ومسعف.. ومتطوع.. وكلهم لم يغادروا المسشتفى طيلة الحرب.
يحكي أبو نعيم عن دوره فيقول: لقد تطوعت من نفسي لأساند أهل الجرحى والشهداء.. آخذ بأيديهم وأذكرهم بالله.. رأيت كل شيء.. فقد عملت على ثلاجة الموتى بالمستشفى، وشاهدت آلام الجميع فور سماعهم خبر استشهاد أو عند استلام الجثث.. وعادة ما تكون عبارة عن أشلاء.. يصمت كأنه يستحضر الثبات كلما شعر بتزعزعه ثم يقول: فقط.. كلما رأيت شعرت بالغضب الشديد.. أرجو أن ننتقم منهم في يوم من الأيام.. لا بد أن ننتقم.. وفي القريب العاجل.. ثم يقول: في يوم.. وأنا أساند بعض الناس قال لي أحد الأصدقاء: إن فلان استشهد ـ وفلان هذا من أقرب الناس لي ـ سكتُّ لحظة؛
وقلت: أين هو.. قال: وراءك.. استدرت ورحت إليه ومسحت على وجهه وودعته.. ثم انصرفت إلى ما أنا فيه.. ثلاثة أيام ولم أشعر بشيء، وفي الليلة الرابعة ذكرني نفس الصديق بصديقى وقال: ألا تزور قبره؟؟ فتركته وذهبت إلى الحمام وظللت أبكي لأكثر من نصف ساعة ثم مسحت دموعي وغسلت وجهي وعدت مرة أخرى.
لقد لاحظت أن هناك شبه اتفاق على ألا يرى أحدٌ دموع أحد.. البكاء ليس من شيم الرجال.. هكذا يقول أغلبهم.. لا بد من تماسك الجميع أمام الجميع.. وإن كان ولا بد فليكن البكاء بعيداً عن الأنظار حتى لا يفت ذلك في عضد الآخرين..
تكررت نفس القصص من المسعف والمراسل.. وتكرر معها إحساسي بتلك السحابة الرحيمة التي غطت على مشاعرهم وحيدتها وهم يحكون ويحكون ويحكون.. وإن كنت أخشى أن تنقشع سحابة الرحمة هذه في يوم من الأيام وتظهر شمس الكآبة المحرقة.. فلكل إنسان طاقة.. وقد تحمل هؤلاء ما لا يتحمله البشر.
أطفال غزة... الرجال الصغار بحق
وقد رأينا في بعض القنوات الفضائية تقريراً مفصلاً جميلاً عن أطفال غزة أوضح فيه أصحابه جوانب كثيرة من حياتهم قبل العدوان وبعده، كما ركزوا تركيزاً لافتاً على طريقة اللعب التي يمارسونها هناك.. فليس أمامهم سوى البنادق الخشبية، والاختفاء فيما يشبه الأنفاق، والهجوم على العدو المفترض وأسره أو خطفه..
لقد صبغتهم الحياة بصبغتها، وأجبرتهم البيئة على أن يتعاملوا معها بقوانينها وقواعدها.. وما أقسى البيئة التي يلعب أطفالها فيها لعبة الحرب..
تركزت زياراتي المنزلية في شارع صلاح الدين وسط غزة، ومخيم الشاطئ، وبيت حانون، ووجدت أن أكثر من قابلت من الأطفال أو الصبيان ينظرون إلى القصف نظرة من اعتاده وتعايش معه حتى صار جزءاً من حياته اليومية..
مفيد جمال الإفرنجي في الصف الأول الثانوي قال لي: لقد تعودنا على القصف.. وعندما أكبر سأكون مهندساً.. نحن شعب الجبارين.. وأكد كلامه محمد باسم في الصف الخامس الابتدائي الذي يرغب أن يكون طبيباً عندما يكبر..
كان هؤلاء الأطفال من الذين لم تقصف بيوتهم..
أما الذين قصفت بيوتهم في بيت حانون مثلاً فقد جمع لي أحد المتعاونين معي مجموعة من الأطفال في منزل مقابل تماماً لمسجد عمر بن عبد العزيز الذي قصف عدة مرات من طائرات F16 فوجدت أنهم جميعاً تبدو عليهم مظاهر القلق والاكتئاب.. وقد أخبرني بعض أولياء أمورهم أن بعضهم لديه تبول ليلي لا إرادي، وهي ظاهرة منتشرة بكثرة لدى الأطفال في مناطق القصف.
الغريب أن أمنيات هؤلاء جميعاً (أي الأطفال الذين قُصفت منازلهم) كانت تتمحور حول المقاومة، وأنهم سيلتحقون بها عندما يكبرون.. كانوا يتكلمون بغضب مكتوم، ورغبة عارمة في الانتقام.. ساعتها تذكرت ذلك الضابط الإسرائيلي الذي قال في الأسبوع الثاني للقصف: لقد خلقنا في غزة جيلاً سيقتلنا.. صدق وهو كذوب.
وقد فُتح حوار مع الأطفال حول مفهوم المقاومة، وسَّعَ فيه بعض أولياء الأمور مفهوم المقاومة ليشمل التمسك بالأرض، والتعليم، والدين.. فالعدو قد قصف المصانع والمساجد وجرف الأرض.. فلابد أن تكون المقاومة في كل هذه المجالات.
ولكن الطفل طفل.. فحالات الخوف والرعب الشديدين والتوتر (خاصة في الليل) ما تزال مسيطرة على الأطفال هناك لأنهم لم يفيقوا بعد من آثار الصدمة التي يتحدثون عنها وكأنها وقعت لغيرهم.. غير أنه من اللافت للنظر أن تعبيرهم عن الحزن والخوف لا يكاد يظهر للآخرين أبداً لأن غالب الآباء قد تربوا أولاً وربوا أبناءهم ثانياً على عدم إظهار مشاعر الحزن والحنق والجزع أمام الأطفال ليظل الجميع متماسكاً.. النساء فقط هن من يبكين هناك أما الرجال فلا.. وإن كان هذا التصرف أضعف أسلوب من أساليب المقاومة الواقعية إلا أنه أقوى أساليب المقاومة النفسية على الإطلاق؛ لأنه يحفظ جسد المقاومة القوي، ويمده بالدماء النقية يوماً بعد يوم.. إنه يقول للعدو: ربما تسيل دم جسدي ولكنك لن تسيل دمع روحي الذي سأحوله لماء عذب يروي نبتة المقاومة في قلوب أطفالي..
وقد وضح ذلك جلياً في جاهزية الطفل الفلسطيني للمجابهة والحديث مع الغرباء وأمام الكاميرات دون حياء أو خجل لشرح ما يفهمه من قضيته العادلة، والتعبير عنها بكافة الأشكال.. إلا أن عدد الأطفال الذين يعانون في غزة من الصدمات النفسية أو الاضطرابات يزداد يوماً بعد يوم.. صحيح أن هذه الصدمات لا تصل في معظمها إلى الانهيار الكامل الذي يحول الطفل إلى مريض مزمن (أقول: في معظمها) فهو يرى والده ووالدته وأهله متماسكين نوعاً ما رغم اضطراب كل شيء حولهم.. فالدنيا ليست وردية هناك، ولكنها صدمات واضطرابات لابد من احتوائها سريعاً حتى لا تتفاقم وتتحول إلى أمراض مزمنة.. خاصة وأن عدد الأخصائيين النفسيين في الميدان قليل.. بل ونادر مقارنة بالحالات المتراكمة، وكثير من العائلات هناك لا تعرف أين تذهب بأطفالها الذين تظهر عليهم أعراض الأمراض النفسية.
ورغم أن المسؤولين في التربية والتعليم قد أعلنوا أن الأسبوع الأول من الدراسة سيكون أسبوعاً ترفيهياً للحديث حول الحرب والرسم واللعب إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى أن يكون داخل إطار (الطب النفسي) حتى يخرج بنتائج أفضل؛ لأن المدرسين العاديين غير مؤهلين لتفعيل هذه الفكرة بالشكل الأمثل.. ولكنها كفكرة تحسب لهم.
عزبة عبد ربه
لم أتخيل أن يكون هناك دمار بهذا الشكل.. ما حدث في عزبة عبد ربه غير عادي.. وما نقلته القنوات الفضائية كان أقل من الواقع.. لقد دمرت تدميراً شديداً.. وسويت المنازل بالأرض.. شوارع بأكملها لا يرتفع فيها إلا بقايا مصعد للمنزل، وقطع الفرش والأجهزة المنزلية بين الركام..
لقد غادر الجميع إلى منازل الأهل والأقرباء في الأحياء الأخرى بعد وقف إطلاق النار، والخيام التي نصبت على عجل لم يسكن بها أحدٌ في برد غزة القارس..
مزرعة الفولي ـ وهي إحدى المزارع التي دمرت تماما بما تحتويه من مواشٍ ـ قدرت الخسارة فيها حوالي مليون شيكل.. قال صاحبها: عوضي على الله سأبدأ من جديد..
آخر زيارة لي كانت مع أحد أفراد الشرطة إلى مكان توجد فيه عدة صواريخ إف 16 ألقيت ولم تنفجر زنة الواحد منها طن متفجرات.. هذا عدا صواريخ أخرى أقل حجماً وبعض المقذوفات التي جاءت من الزوارق البحرية.. مازحني الشرطي قائلاً: أغلقوا معبر رفح كما تريدون فالصاروخ الواحد من هذه الصواريخ يمكن من خلاله صنع عشرات الصواريخ القسامية..
تذكرت ساعتها قول الشاعر:
من قسوة الأصداف من ظلمتها
تنبلج الدرة
من رحم الهجير
يولد الندى
وفي انتهاء الصوت
يبدأ الصدى
لك الحياة في الردى
لك الحياة في الردى
أيتها الزهرة
أيتها الفكرة
أيتها الأرض التي
تؤمن دوماً أنها حرة
خلاصة:
الأمر في غزة يحتاج إلى كثير من الجهود..
لقد زار غزة كثير من وفود الأطباء النفسيين.. من الأردن والعراق ومصر وغيرها من البلاد العربية والأجنبية.. وهذه الوفود لا بد أن لديها ما تفعله.. فلو توحدت الجهود تحت راية لجنة الإغاثة النفسية باتحاد الأطباء العرب لتمكنا من عمل شيء غير الرصد والمتابعة وكتابة التقارير النفسية التي لن يقرأها من كتبت من أجلهم..
إن توحيد خطة العمل (إن وحدت) سيتم من خلاله تدريب كوادر فلسطينية قادرة على التعامل مع الآثار النفسية للحرب المستمرة هناك.. والتي لا يعلم إلا الله وحده متى ستنتهي..
وأخشى أننا إذا طال صمتنا على المآسي التي رأيناها فربما نحتاج إلى أطباء نفسيين لعامة الشعوب العربية بعد ذلك.. وليس لشعب غزة فقط.