على (النِت)وتحت عنوان (المكتئبون العرب) قيل ـ والعهدة على الراوي- أن في مصر (16 مليون) مواطن مصابون بمرض "الاكتئاب". بالطبع لابد وأن نتوقف عند تعريف مرض الاكتئاب، لأنه يختلف عن (الشعور) بالاكتئاب، أو الانزعاج والإحساس (بالقرف).
إذن فهو مرض الاكتئاب الذي من علاماته إذا ما كان جسيماً: شعور بالاكتئاب معظم الوقت، كل يوم تقريباً، الإحساس بالخواء الداخلي أو أن يلاحظ الآخرون على المكتئب أنه متجهم، منقبض، وقد تملأ الدموع عينيه كما تنحسر كل اهتماماته وسبل متعته وتقل كل نشاطاته اليومية، ينخفض وزنه أو يزيد مع عدم الرغبة في الأكل أو النهم الشديد، أرق، إحساس بالتعب دون بذل أي مجهود، تهيج وتوتر وعصبية وغيرها من أعراض شتى مؤلمة وقاسية قد تدفع بصاحبها إلى التفكير في الانتحار أو على الأقل (تمني الموت).
عودة إلى الرقم المذكور (16 مليون مصري مكتئب) أعلاه كيف تم التعرف عليه، هل تم فحص الناس من إسكندرية لأسوان وطبقاً لمواصفات الاكتئاب العالمية العلمية لتحديد الأمر؟! ننتقل من هذا إلى تصريح لمنظمة الصحة العالمية (أخبار اليوم) ـ (7 أغسطس 2004 ـ ص 29 ـ هند فتحي).
حيث تقر المنظمة في أحدث تقرير لها إن الاكتئاب قد أصبح يمثل أزمة صحية عالمية، حيث يعاني منه حالياً (150 مليون) شخص على مستوى العالم ليصبح (الرابع) في قائمة الأمراض التي تهدد البشرية، وقد يحتل المرتبة الثانية بعد مرض القلب بحلول عام2020، وفي دول العالم الثالث يصيب الاكتئاب (20%) من السكان وفي الدول المتقدمة (10%) (هذا في لاشك فيه لعلاقة الفقر والقهر بالاضطرابات النفسية عامة وبالاكتئاب خاصة).
وللاكتئاب وجوه أخرى أهمها (الجسدنة) أي عندما تكتئب النفس يمرض الجسد، فنجد المريض يقول (آه يا قلبي) يشكو بألم في الصدر وهو سليم عضوياً، يقوم من النوم متعباً وكأنه (مضروب علقة)، أو أن يشكو من سقوط في الشعر أو يصاب بالثعلبة، وقد ينسى ويظن أنه قد أصيب بألزهايمر في حين أن المسألة هي ضعف التركيز فجأة. وكان العلماء يعتقدون أنه لا اكتئاب في الأدغال والغابات والقرى والنجوع لكن أحدهم قال بخبث (افتح عيادة نفسية وأعلن عن مكانها ولسوف ترى).
عودة إلى (اكتئاب المصريين)، فهناك من يرى أننا بطبيعتنا شعب مرح (ابن نكتة)، ويميل إلى التهكم والسخرية، وهذا صحيح لكننا أيضاً شعب يميل إلى الحزن والنكد وبعمل من الحبّة قبّة أي يكبر ويهول توافه الأمور ويجزع من كبائرها، وأحياناً ما يستعذب الألم ويتمادى فيه لهذا فإن اكتئابه يكون عميقاً وكأنه (التكوين العكسي) للمرح والفرح والابتهاج، لم يعد المصري تدمع عيناه، لكنه أصبح مكشراً وعابساًَ وبائساً لا يهتم بمظهره ولا يحلق ذقنه أو يسوى شعره (هكذا أصبحنا نرى كثيراً من الناس في المكاتب والشوارع والمواصلات العامة)، وكأن المصري رغم الفقر والإجهاد والفساد يبتسم، لكنها ابتسامة الموناليزا ابتسامة بألف مغزى ومعنى، (وربما بدون معنى على الإطلاق).
ابتسامة باهته شاحبة كالوجه المتعب المكفهر، ابتسامة (المكتئب الباسم) ـ بالفعل ـ هناك اضطراب نفسي يصيب الناس فيضحكون، كرد فعل للمصيبة، يبتسمون للمأساة وكأنهم يتحايلون على البؤس واليأس بالابتسامة الزائفة أو الحقيقية سخرية مما يحدث لهم، بعد ما بشروا بأن الرخاء قادم بعد انتهاء الحروب وأن رغد العيش في انتظارهم، فلم يجدوا سوى تدني الخدمات وانهيار العمارات انتشار العشوائيات وترهل الأجهزة الحكومية، لم يجدوا سوى الكذب المتواصل والتناقض المباشر والشيخوخة التي أصابت مفاصل الأجهزة الحكومية بلا استثناء فما كان إلاّ بسمة الموناليزا، بسمة بدون أمل.
فعلى الرغم من قسوة نكسة (67) إلاّ أن سيل النكت كان عارماً لكنه أيضاً كان بحجم وقسوة وألم الهزيمة، غير أن الأمور اتخذت مساراً آخر فاتجه الناس إلى الهجرة إلى دول النفط وإلى أوروبا وأمريكا، بل وإلى جنوب أفريقيا وأستراليا.. إلى كل بقاع الأرض، وسادت الناس قيم وعادات جديدة، تغيرت أخلاق المصريين وتمركزت حول المادة والثراء بأي شكل وبأقل مجهود، ثم حدثت فوضى توظيف الأموال وضاعت على الملايين مليارات، مما أدى إلى اكتئاب عام وشديد وصل في بعض الحالات إلى الانهيار التام بل والانتحار.
ما لا يعرفه الناس أن التغيرات الاجتماعية والحياتية المحيطة بالإنسان والتي تؤثر عليه سلباً مثل فقدان الوظيفة، البطالة، الطلاق، عدم القدرة على الزواج، العوز والحاجة، المرض العضوي، إدمان أحد أفراد الأسرة، وفاة عزيز، تحمل المسئولية فجأة، الزحام، عدم الإشباع الوظيفي، التعرض لصدمات متتالية، العيش تحت وطأة ظروف صعبة، خلافات مع أهل شريك الحياة، القضايا والمحاكم، الإحساس بعدم الأمان.... كل تلك العوامل وغيرها تؤثر على كيمياء المخ وعلى لدونته فتسلبها ما ينظمها ويوجهها ويقرر ثبات المزاج والنفس، فنجد اضطراباً في الكيمياء العصبية في مواد مثل (السيروتونين ـ الدوبامين ـ النورأدرينالين) وغيرهما.
كما أن لدونة المخ تلك (NEUROPLASTICITY)، تتوقف وتتصلب فتصيب المصاب بكل الآلام النفسية وأعراض الجزع والاكتئاب بمعنى أن حالة الاكتئاب (التفاعلي) هنا تصبح مساوية لحالة الاكتئاب (الداخلي) الذي يصيب الإنسان دون سبب على الإطلاق: (رجل في وظيفة مرموقة، يركب سيارة مرسيدس عيون، يسير على الطريق العام غير قادر على الفرحة، غير متمكن من الابتسام، مخنوق وأيضاً غير قادر على البكاء يطالع من خلف نظارته الشمسية الأنيقة وزجاج سيارته الفيميه مجموعة من البنات والأولاد على ظهر عربية نصف نقل يصفقون ويضحكون كما في أغنية نانسي عجرم ( آه ونص) يتساءل (من أين أتوا بكل هذه الفرحة، وهم محروقون في الشمس، مكدودون، وعلى قَدّ حالهم؟!) ...
من هنا تتضح مسألة إلغاء منطق الاكتئاب كرد فعل والاكتئاب (الجواني) ويتأكد تشخيض الاكتئاب كمرض فحسب (DEPRESSIVE ILLNESS) نأخذ مثلاً برجل متزوج ولديه من الأطفال ثلاثة يقترب من سن الأربعين بعمل في فندق (5 نجوم) ودخله أفضل من كثيرين في مستواه، يعيش مع زوجته وأولاده في حي شعبي، يتردد على العيادة النفسية منذ حوالي عشر سنوات، لديه طموح في تعلم اللغة الإنجليزية والكمبيوتر لكن لم يتمكن من تحقيق حلمه. أقصى أمنياته أن يصبح (مشرفاً Supervisor) صَرَخ مرة واحدة في إحدى الجلسات قائلاً (أنا برميل زبالة)، يهمس إلى نفسه كثيراً (أنت مزيف، عش بحجمك الحقيقي)، يسأل نفسه (كيف أغير جلدي من غير أن أجلد ذاتي)، (أنا نتاج تربية خاطئة، لم أرث شيئاً طيباً من أهلي ولم أتعلم منهم أي أمر إيجابي) (أستيقظ من نومي متأخراً أذهب إلى الشغل بالعافية... وا شيء يسعدني).
حاول أن ينهل من ينابيع الثقافة فأخطأ المصدر وأخذ بالقشور فأصابه الإحباط وقال في لحظة غضب (... يا دي المصيبة.. أنا طلعت مش مثقف)، (الاكتئاب ده مالوش لون ولا ملّة، إحساس صعب قوي، مؤلم، يدخل في ثناياك، يعيش معاه ويعشش فيك، يهرب إلى النوم ولا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، ويتساءل عما يعتريه هل هو خوف أم ضعف، يضطر للتنازل عن حقوقه طوعاَ. مسجون داخل ذاته).
هذه هي صورة، الصورة الأخرى لامرأة في العقد الثالث من عمرها تزوجت وهي بعد (22 سنة) من رجل جاءه عمل في بلاد النفط، وافق الأب المتزمت فجأة (ليس طمعاً لكن رغبة واعتقاداً في أن ابنته ستعيش أحسن عيشة، تمنت ألا يتم الزواج، فقدت أختها في حادث سيارة وهي بعد شابة، لم تحب زوجها، ولم يكن هو الذي تبحث عنه، كانت هناك فجوة بينهما، قضت من عمرها (12 سنة)، ولم يتمكنا من ادخار شئ اشتاقت للوطن مصر بحرقة، أحست بالاختناق وبعدم الأمان، لا تتمكن من الاستمتاع بأي شيء.. لم تعمل ولم تنجب ولم تتطور، (إذا طلبت الانفصال من سيتزوجها وهي في تلك السن)، (إذا كان البنات اللاتي في العشرينات مش لاقيين عرسان... ) انهمرت الدموع من مآقيها غزيرة واسترسلت في نوبة اكتئاب فظيعة.
نموذجان لرجل وامرأة من مصر في زمن العولمة يعكسان أموراً واضحة حول تحقيق الذات، الطموح والإحباط، التوقع والواقع، الألم النفسي في حالة المرأة هناك، فقدان الأخت أحبتها بجنون، زوج بينها وبينه فجوة، لا مدخرات ولا أولاد وحنين جارف إلى الوطن وفي حالة الرجل أمور مشابهة..
إذن فإن التغيرات الاقتصادية السياسية والاجتماعية بما لا يدعو مجالاً للشك ـ قد أثرت في عموم المصريين وتسببت في اكتئابهم سواء كان اكتئاباً مرضياً بحق أو كان مجرد شعور عابر بالضيق والرغبة في الهروب. أخطر ما في الموضوع هو ما صرحت به مريضة بالاكتئاب عمرها (50 سنة) هي أنها بعد ما شفت وزال عنها شبح الاكتئاب (افتقدته)، ( وهي تعيش لوحدها، لم تتزوج، نعم 3 خطوبات وكتب كتاب وكله اتفسخ)، (لما باروح المطبخ أعمل لنفسي شاي بارجع لأوضتي بسرعة عشان حبيبي الاكتئاب بيبقى لوحده... تصوروا لما بيغيب عني بيوحشني، لما باضحك باستغرب نفسي يا ترى أنا باضحك ليه؟!)...
وهكذا من الممكن بعد طول العشرة يصبح الاكتئاب ونيساً وهنا ممكن الخطر أن يستغرب المكتئب الفرحة ويتعود على الاكتئاب كما يتعود السجين على سجنه والنزيل على مستشفاه.
من الجدير بالذكر أيضاً أن شكل الاكتئاب قد تغير وتبدلت ملامحه على وجوه المصريين خلال الثلاثين سنة الماضية، ولم يعد حكراً على المرضى المصابين به (بيولوجياً) أو لعوامل وراثية بحته، ولم يعد ذلك الاضطراب الأنيق الذي يجرح المزاج ويصاب به المرفهون والفنانون المثقفون والذين يملكون أدوات التعبير، فلفظ (الاكتئاب) والتعبير عنه لم يكن متداولاً بين (العامة) أو في الريف والمناطق الشعبية..
صار لفظ الاكتئاب عادياً يمضغه الناس كلقمة العيش ولم يعد استبدال وصف حالة الاكتئاب باضطرابات أخرى منتشراً كما سبق، كما لم يعد هناك خجل منه فلقد نزعت منه وعنه (الحساسية) ولم يعد صِنواً للجنون بل أصبح البعض يتفاخر بأنه مكتئب.
أمام كل هذا وبعد كل هذا قد تبدو الصورة قاتمة، ربما لأن المصري تعود أن يستثمر همّه وأن يستعذب غمّه، ولأنه أيضاً إذا أصابه مرض عضوي أو ألمت ضائقة استسلم واسودّت الدنيا في وجهه ولا يرى سوى النهاية المؤلمة، فينتابه اليأس ويأخذ منه مأخذاً وغالباً ما يتوقع وينتظر أسوء السيناريوهات لأي مشكلة عادية هنا علينا بترميم وتقوية الأنا، بالنهوض من العثرة واسترجاع الحكمة القديمة لنيتشة (الضربة التي لا تقتلني تقويني)، لنا أن نرى في تجربة الاكتئاب فائدة فهي تعلمنا معنى السعادة، وتوضح لنا جمال الدنيا تقوي دفاعاتنا وتدربنا على مواجهة ما قد يأتي. لنا أن نبحث عن مكان نرتاده لنستنشق الهواء الطلق (للأسف أن القاهرة قد انعدمت فيها حدائق الميادين العامة التي كان يرتادها الناس للنزهة ومحاولة الفرحة حتى ذلك الميدان الشهير(ميدان التحرير)؟؟ استبدلت الأماكن بالعمارات والبنايات والأكشاك. لنا أن نرسخ مفهوم عطلة نهاية الأسبوع (الويك إند) وأن ننطلق ونبحث عن كل ما يمكن أن يمتعنا دون مغالاة.
أطباء النفس وعلمائها ومنظمة الصحة العالمية رأوا أن (البوح) هو أهم علاج للإكتئاب المرضي بمعنى آخر (الفضفضة)، وهي ليست الدردشة مع جار أو صديق أو قريب لكنه ذلك الحوار المهم مع معالج ومحلل نفسي بمنطق الأشياء ويعلمك كيف تصطاد الأفكار السوداوية وكيف تقهرها ـ العلاج بالكلام والتداعي الحرّ والدخول إلى العقل الباطن وفك طلاسمه، فما يكتم عادة يُقال، وما يخجل منه يصرح به دون مواربة أو خزي، وعلى الرغم من أن تلك العمليات الجوارية العلاجية قد لا تعيد ما فات، لكنها ترمم الذات وتقوي النفس وتشحذ العزيمة،(ومن ثمّ فإن العلاج النفسي بدون دواء يعمل ـ فعلاً ـ على تغيير الكيمياء العصبية إلى الأفضل، ويعيد إليها توازنها واستقرارها فيؤهل المريض للاستغناء عن الدواء المضاد للاكتئاب في حالة ضرورة وصفه واستخدامه، تؤكد على ذلك د. هيلين ماي بيرج من كلية طب إيموري بأطلنطا أن الأشعة المقطعية على مخ المصابين بالإكتئاب المعالجين حوارياً ودوائياً قد أثبتت أن الفضفضة فقط في حد ذاتها تحدث تغييرات معينة في بعض مناطق المخ لا تصل إليها الأدوية المعروفة بمضادات الاكتئاب.
وفي دراسة أخرى ثبت أن (60%) من مرضى الاكتئاب لا يتناول أدويتهم بانتظام أولا يتناولونها إطلاقاً لكنهم يتحسنون بالنشاطات المبتهجة وبسماع الكلمة الحسنة، بتخفيف حدة الشجارات الزوجية والعائلية وتقليل ضغوط العمل. أما آخر تلك الدراسات فهي التي أجريت في أوغندا حيث ظهر أن الفضفضة أدت إلى تراجع الاكتئاب من (86%) قبل العلاج غير الدوائي إلى (6.5%) بعده.
هنا يبرز مفهوم (الصحة النفسية) المختلقة حتماً عن مفهوم (الصحة العامة)، لأن الصحة النفسية لا تعني الخلو من الأمراض أو الأعراض، إنها التفكير الإيجابي والقدرة على تخطي الأزمات وإقامة علاقات صحية وصحيحة مع الآخرين، أي النهوض من العثرات؟، قوة الأنا والقدرة على الاستمتاع، ويندرج تحت لوائها مفهوم (اللياقة النفسية) على غرار (اللياقة البدنية) وتعتمد على المرونة والصلابة والثراء النفسي.
ولقد أثبتت الدراسات أن اللياقة النفسية في مصر تقل كثيراً عن اللياقة البدنية، فلقد أفاد القومسيون الطبي في معهد الطيران المدني أن نسبه كبيرة من الذين يجتازون اختبارات اللياقة الطبية، يتم استبعادهم بسبب عدم لياقتهم نفسياً (أخبار اليوم 29/12/2004)، وفي (2001) تلقت وزارة الصحة المصرية عدداً من المساعدات الأجنبية للنهوض بالصحة النفسية ورفع اللياقة المعنوية للمواطن المصري!! وأهم تلك المساعدات جاءت من فنلندا التي خصصت عشرة ملايين جنيه لتدريب القائمين على شئون الصحة النفسية في مصر. وتم عقد اتفاقية بين مصر وفنلندا، وقعها وزير الصحة السابق إسماعيل سلام ويتساءل صلاح قبضايا كيف يتم إنفاق تلك الأموال خاصة أن العلاج ورفع اللياقة النفسية للمواطن المصري لا يتم بالضرورة داخل المصحات والمستشفيات وسائر الجهات التابعة لوزراة الصحة.
لأن مفهوم اللياقة والصحة النفسية مفهوم وقائي اجتماعي بيئي يجب أن تشترك فيه مؤسسات المجتمع كلها، فهناك الدورات وورش العمل والجماعات والجمعيات وهذا لا يمكن أن يتم بسهولة نظراً لانخفاض الوعي وانتشار الأمية الأبجدية والثقافية.
إن دراسة متأنية لما تنشره الصحف، ويصدر عن الهيئة العامة للكتاب ولنشاطات وزارتي الثقافة والإعلام ودور التليفزيون تحديداً ستلقي بالضوء على أمور لا يمكن وصفها إلاّ بأنها فكاهة أو متعالية جداً.
*إن الاكتئاب لدى المصريين مرتبط بأمور السياسة والاقتصاد والصحة والنظام وغيرها ومرتبط أيضاً بالقدرة على الترفيه والترويح وتدني وارتقاء الذوق العام والخاص، بالجمال والقبح، بالجو العام، بالبيروقراطية وانتهاكاتها، وبعلاقة المصري بالمصري في الشارع وفي البيت وفي العمل لكي نقاوم سوياً أحاسيس الغضب المعلن والمكبوت، العداء والشعور بالحسد والرغبة في إيذاء الآخر وحتى لا نسقط في بئر النرجسية المظلم.
واقرأ أيضا:
عندما يضطرب الوجدان فتضطرب الحياة / اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression / اضطرابات وجدانية: اكتئاب مضاعف Double Depression