كان "أبونا نجم" هو حكيم القرية وصاحب الرأي والمشورة فيها،يرجع إليه أهل القرية في كل صغيرة وكبيرة فهو قادر على حل المعضلات،وكانت آخر مشورة له قبل وفاته حين أتى إليه أهل القرية فقالوا: يابا نجم.. الجمل دخل دماغه في الزير علشان يشرب ودماغه اتحشرت في الزير مش عايزه تطلع... نعمل إيه دلوقتي؟. وهنا أطرق "أبونا نجم" طويلا ثم رفع ر أسه وقال: إن رقبة الجمل مائلة ولذلك لا يمكن أن تخرج الرأس هكذا،فلابد من قطع رقبته حتى يمكن جذب الرأس لأعلى بسهولة من داخل الزير.
فذهب أهل القرية وقطعو رقبة الجمل ولكنهم لم يستطيعوا إخراج رأسه من الزير فعادوا إلى أبيهم نجم يسألونه مزيد من المشورة فأطرق طويلا ثم قال: لابد من كسر الزير حتى نخرج رأس الجمل... وفعلا نفذ أهل القرية مشورة "أبيهم نجم" ونجحوا في إخراج رأس الجمل بعد تكسير الزير... ومات أبونا نجم بعد هذه المشورة بأيام وافتقد أهل القرية حكمته ورأيه ومشورته،وكانوا مثل اليتامى الحيارى من بعده... وذاع مثل ما زال الناس يرددونه حتى الآن في أي موقف يحتاجون فيه إلى المشورة ولا يجدون المشير: "ياويلكم من غير شور أبوكم نجم".
قفز هذا المثل إلى ذهني وأنا أشاهد مبنى مجلس الشورى يحترق تحت أعيننا وبين أكثر الأماكن حصانة في مصرنا "المحروثة"،وتساءلت في حيرة: كيف ستعيش مصر هذه الأيام بدون مجلس شورتها؟.... وتركت كلام خبراء الحرائق والأمن والسلامة يقولون ما يقولون حول احتمالات التقصير والإهمال،واحتمالات التأخير،والربط بين هذا الحريق وحريق العبارة التي غرقت،وحريق قطار الصعير وحريق مسرح بني سويف،وحريق الأوبرا،تركت كل هذا ورحت أقرأ دفتر أحوال المصريين من نكتهم وتعليقاتهم وأقوالهم في مثل تلك الظروف،وجمعت كل هذا من كلام الناس في الشارع وفي الفضائيات وعلى صفحات الإنترنت ومن رسائل الموبايل؛
وأنا أعتقد أن في هذا ثروة كبيرة يمكن أن يستفيد بها صناع القرار في مصر خاصة في ظل غياب نظام استطلاع الآراء عندنا لأسباب لا نعلمها،وأتمنى أن يهتم الأخ الفاضل والعالم الجليل الأستاذ الدكتور ماجد عثمان رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء بهذا الأمر وإخضاعه للدراسة والتحليل بواسطة خبراء في علم النفس وعلم الاجتماع للوقوف على دلالات ومعاني آراء الناس في هذا الحدث الذي يعتبره بعض المحللين من أهم الأحداث التي مرت بمصر في السنوات الأخيرة،فمجلس الشورى ليس مجرد مبنى وإنما هو رمز للحكومة ورمز للشورى والرأي ورمز لمطبخ القرارات المؤثرة في حياة الناس،وهو الركن الثالث المدعم والمكمل للركنين الآخرين مجلس الشعب ومجلس الوزراء.
والآن دعنا من الكلام الكبير وتعالى نقرأ النص الشعبي كما هو "بعبله" حول هذا الحدث:
* رسالة وصلتني على الموبايل لا أعرف مرسلها تقول باختصار وتصرف: "مسئول كبير بيسأل اللي حواليه: إيه اللي خللى مشرف يستقيل؟.. قالوا له: البرلمان أجبره ياباشا. قال لهم: خلاص،ولعوا في البرلمان!!"
* وظهر طبيب نفسي (مبتدئ) على إحدى الفضائيات (المبتدئة) وراح يشرح كيف أن النكتة كانت إحدى أسلحة المصريين للتغلب على الشدائد،وأن الشعب المصري شعب مرح وابن نكته... وبدت المذيعة (المبتدئة أيضا) فرحة ومبتهجة بهذا التفسير الذي يدخل السرور على الناس ويزيدهم إحساسا بالفخر بمصريتهم،وحاولت جاهدا أن أتصل بالبرنامج لأصحح هذه المعلومة (من باب المسئولية العلمية) وأقول بأن النكتة تستنزف غضب الشعب المصري وطاقته؛
وتصرفه عن الفعل الجاد ويشعر بعدها أنه قد أخذ حقه واستراح وكأنه أخذ نفسين حشيش وغاب في سبات عميق،وأن الشعب المصري ليس شعبا مرحا وإنما هو شعب حزين يحاول أن يزيح جبال حزنه بالمبالغة في مظاهر الفرح...... ولكن للأسف الشديد كانت الخطوط مشغولة وانتهى البرنامج دون أن أوصل الرسالة،وحمدت الله على ذلك لأنها لو وصلت لأصابت الناس بالغم ولضيعت عليهم فرحتهم بمصريتهم الطروب.
* مندوب أحد الصحف يحاول أن يستوقف رجلا سائرا على عجل في شارع القصر العيني ليسأله:
- إيه إحساسك تجاه حريق مجلس الشورى؟
- فرد الرجل وهو يكمل سيره وكأن الأمر لا يعنيه: "شورى مهببة"
- هل تعني ذلك الهباب الذي أحاط بالمجلس بسبب الحريق
- يا عم سيبني في حالي،هو أنا ناقصك
* تعليقات على موقع مصراوي لشباب يقضي أغلب وقته أمام الإنترنت،وأبوه الذي ينفق عليه خير منه:
- هي دي مصر يا عبله قصدى يا حكومة ويا مطافي ويا......
- واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله!.. من وراء هذا الحريق؟.. ماذا تريدون أن تتستروا عليه؟
- هيييييييييييييييييييييه عظيمه يا مصر
- الذكي هو اللي هايفهم ليه الحريقه دي حصلت والشعب ده طيب بس مش بيريّل
- منظر صعب للغاية ربنا يستر مع كل الناس
- الحريق ده شكله مقصود لأن مفيش ماس كهربائي يعمل ده كله وبعدين أنا عرفت أن المبنى ده كلف 10 مليون لصيانته!! طب فين انذار الحريق؟ وفين الامن والحراسة،ده منشأ حيوي ياخوانا موش كشك سمك،حسبي الله ونعم الوكيل وياريت ميطلعش مسئول يسرح بدماغنا ويقول ده ماس أو عقب سيجارة لان المفروض ان من يعمل بالمبنى ده بيشربوا سيجار كوبي!!!!!!!!!!!
- حسبى الله ونعم الوكيل في كل من يسبب كوارث وكل من يتقاعس عن أداء الواجب وحسبي الله في الحكومة
- ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
* سألوا أستاذ في كلية الهندسة عن رأيه فيما حدث فقال:
- الوقاية خير من الإطفاء.. تذكروا الحريق الذي حدث منذ خمس سنوات في مركز المعلومات بمجلس الوزراء،وأشرنا إلى أن استخدام التنر في الدهانات يجعل أي مبنى قابلا للاشتعال بل للانفجار في لحظات.
* يقف رجل قروي (غير ساذج) على الرصيف المقابل يضرب كفا بكف ويقو :
- يا اخواننا دا لو الحريقه دي حدانا في البلد كان زمان الناس طفوها بالحلل وجرادل المياه... طب ما يسيبونا واحنا نطفيها.. ما احنا اتعودنا نعمل كل حاجه دلوقتي بس همّا يسيبونا في حالنا.
* والتقط أحد الصحفيين المبتدئين هذه الكلمات من القروي الفصيح،وراح يسأل أحد الضباط الذين أوكلت إليهم مهمة إبعاد الناس عن مكان الحريق:
- لماذا لا تتركون الشعب يطفئ الحريق بنفسه؟..... جربوه هذه المرة ولن تخسروا شيئا... سيبوا الناس على النار وشوفوا ها يعملوا إيه.. دي تبقى ملحمه شعبيه هايله
- إبعد ياد من هنا الساعه دي،وخد منه الزفت الكاميرا دي يا عسكري ومش عايز أي صحفي ابن...... من بتوع المعارضه يقرب من الناحيه دي.. جايين تشمتوا في الحريقه ياولاد ال..... انتوا مصريين انتوا؟.
وجرى الصحفي حتى يحتفظ بكاميرته وكرامته،وجرى وراءه جمع من الجنود والناس يتفرجون ويضحكون ولا يبكون،وهم واقفون.
*تعليقات القراء على موقع قناة الجزيرة دوت نت (تم حذف الأسماء حفاظا على أرواح أصحابها وممتلكاتهم):
يا جماعة أنا اضايقت جدا من التعليقات.......... مش عارف هو انتوا مقريتوش الموضوع كويس بيقول الخبر مساحة المبني 6000 متر مكعب وخشب واجهزة كمبيوتر يعني فعلا صعب السيطرة عليه ليه بقه كل الاحباط في الكلام ده . يا ريت دايما نحكم عقلنا قبل اتهام الناس بالباطل.
هذا يدل على استمرار عجز الحكومة المصرية في عدم معالجة الكوارث مما يزعزع الأمن والاستقرار في أرجاء الجمهورية وهذا دليل قاطع على أن الحكومة المصرية لا تزال تستخدم الأساليب التقليدية في إطفاء الحرائق المشبثة ولا يزال الوضع على ما هو عليه ولا يزال كل مواطن يتوقع أكثر من ذالك وهذا أن دل فإنما يدل على فقد الثقة في الحكومة وهذا أيضا في حد ذاته اكبر مصيبة تحل على البلد في غضون الأيام المقبلة وربنا يسترها عليا الفقير إلى الله.
ياخراشي ياخراشي
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا اله إلا الله العظيم الحليم لا اله إلا الله رب العرش العظيم لا اله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم أنا لله وأنا إليه راجعون اللهم أجرهم في مصيبتهم واخلف لهم خيرا منها
كنت أتمنى أن الأعضاء المزورين يكونوا وقت الحريق داخل المجلس وعلى العموم هي دي نهايتهم سواء أكانت في الدنيا أو في الآخرة وعلى فكرة الموضوع ده أكيد أكيد بفعل فاعل وطبعاً الفاعل مجهول لأنهم هما عوزين كده وسلامي إلى الأغلبية المطلقة المطّلقة من الشعب كله.
ياااااااااااااااارب مع ترميم المبنى حد يفتكر أن فيه مستشفى جامعي لطب الأزهر تحت الإنشاء من 1984 وحد من الزييطه إلى آل يتبرع يفتكرها ولو بجنيه لأن الدولة عندها كراااااااااااااامه وحترمم المبنى من ميزانية الدولة الضخمة اللي هي أساسا فلوس الشعب.
قرأت أن احد رجال الأعمال سوف أو تبرع بمبلغ مالي للمعاونة في إصلاح المبنى ولم اسمع أحدا (لحد الآن) سيعاون في مساعدة الموظفين ممكن دايما بتروح على الصغار والغلابة الله يعوض ويفرج على الجميع.
لا اله إلا أنت سبحانك إنا كنا ومازلنا ظالمين
يا ترى ده له علاقة بالحكايات القديمة 1 حريق القطار 2انقلاب القطار 3 قتل 13 فرد من عائله واحده 4 5 6 7 8 9 وغيره وغيره وغيره
من الأخر كلنا عرفين أن مصر فيها حرامية كتير بس في كلمتين هقول المختصر مصر طول عمرها هتبقى بخير وهيجى اليوم اللي كل واحد هياخد حقة حتى لو كان من من من من
هذا غضب علينا من ربنا والحمد لله أنه لم يحدث حريق القاهرة الثاني واللهم أغفر لنا وشكرا.
* فتاة تمشي هي وصديقها يتبادلان النظرات والهمسات واللمسات تقول في دلال ومرح شبابي :
- ياكشي تولع
* رجل وقور جاوز السبعين:
- ياناس كفايه شماته حرام عليكوا.. دي في الآخر حاجتنا مش حاجة الحكومه.. والمجلس ده ها يتبنى على حسابنا ومن دم الغلابه اللي زينا
* يرد عليه رجل أقل وقارا وهو في منتصف العمر:
- همّا حرقوه علشان يتاووا أوراق ممدوح إسماعيل وشركة هايدلينا وبلاوي كتير زرقا
* يستطرد شاب في أول العمر في تساؤل يخلو من البراءة:
- هي ليه حرايق الحكومة دائما تجيب الموضوع لآخره وما تنطفيش إلا لو جابت آخر حته في المبنى؟.. دي حكومة جايبه جاز.
* ترد عليه سيده محترمه جدا:
- إحنا ها نفضل بالسلبيه دي في كل حياتنا؟!.... واقفين تشمتوا وتشتموا في الحكومة وأموالكم بتتحرق قدام عينيكم والآخر تولولوا زي العواجيز الخايبه!!!!.
* مراسله في أحد القنوات الفضائية تسأل شابا متدينا:
- إيه رأيك؟
- ده غضب ربنا علينا علشان ما بناخدش بمبدأ الشورى الحقيقي في الإسلام
* ثم تسأل مراسلة أخرى أحد أعضاء كفاية المعروفين فقط لأصدقائهم:
- وانت شايف إيه؟
- شايف أن مصر من غير مجلس الشورى ومجلس الشعب تبقى أجمل وأحسن،لأن المجلسين دول رمز لتزوير إرادة الشعب،وهما دراع الحكومة ووسيلتها لتمرير كل القرارات والقوانين اللي بتخنق الناس،فاكره قانون رفع الأسعار،وقرارات تمديد الطوارئ 27 سنه،وتعديل الدستور،وتعديل تعديل الدستور،وغيرها وغيرها،فاكره الموافقة والإجماع؟.. فاكره ترزية القوانين اللي قاعدين ليل نهار في المجلس ده واللي جنبه يشوفوا ازاي يمكنوا الحكومة تمسك رقبة الناس؟.... فاكره قهر المعارضه الشريفه؟.... مش كل ده بيتم في المجالس دي؟... طب عمرك شفتيهم ضغطوا على الحكومة أو سحبوا الثقة منهم؟... ياريت يوفروا مصاريفهم ومرتبات الأعضاء والموظفين.. ويطرحوا المباني بتاعتهم للبيع ودي تجيب مليارات دلوقتي بشرط إنها تتباع بذمه.
- لكن هل ممكن تبقى بلد من غير مجلس شورى ومجلس شعب؟
- مادام مالهمش وظيفه يبقى كفاية علينا مجلس الوزرا ومقر الحزب الوطني ولجنة السياسات والأهم من دا كله مبنى الرئاسة (وهنا انقطع الإرسال قبل أن يكمل الناشط في حركة كفايه كلامه)
* متعلقات من أرشيف مواطن مصري لم يدركه عته الشيخوخه:
0 مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 بحريق في سجن مصري
0 حريق يلتهم حيا فقيرا بقلب القاهرة
0 السجن عشر سنوات لثمانية مسؤولين بحريق مسرح مصري
0 مقتل 29 على الأقل في حريق بني سويف بمصر
0 التدافع ضاعف خسائر حريق مسرح بني سويف بمصر
* تتوالى تعليقات موقع الجزيرة دوت نت ،ننشرها دون حذف الأسماء هذه المرة نظرا لضيق الوقت والصدر (وهمّا ونصيبهم):
مصري اوى اوى
على فكره مصر بقى بيحصل فيها بلاوى كتيره والشعب ميعرفش ده كله منين والحكومة بتدارى على الخبر وتطلعلها باى حجة في كل مصيبة ومصر دى بلد حضاري.. وحسبي الله ونعم الوكيل على الظالم والمفترى.
زينهم محمود حجاج
لا اعتقد أن تعليقات المهرجين بالشماتة والاستظراف وخفة الظل لها محل الآن فهي تشبه الكثير من البيانات والقرارات غير المسئولة التي صدرت عن الكثير من المسئولين تحت قبة المبنى المحروق متى نأخذ الأمور جد- الموضوع يمكن أن يكون اخطر بكثير جدا مما حدث وتعليقات المهرجين من المصريين هنا للأسف هي أقوى دليل على ذلك ربى لا أسالك العوض فيما خسرت مصر في هذا الحريق بقدر ما أسالك الرحمة من هذه العقول الخاوية.
ليدى هايدى
حرام والله حرام المصريين مايستهلوش كده شعب ضعيف مستكين لكن فيه من يسومه العذاب
الجزيرة دوت نت
أنا متهيقلى لو واحد من السادة الأفاضل من الحكومة وخاصة وزير الداخلية لو شاف التعليقات هيقول ظلم أيه اللي إحنا بنعمله للشعب وأكيد الريس هيقول مهو مش معقول ارضي كل الشعب،وأنا معاه بس لما نتعامل بمهانة في أقسام الشرطة ومن اصغر عمالها في الشوارع وده غير الأرقام السودة الصغيرة والنسر اللي على عربيات المسؤولين أو خريجي كلية الشرطة واللي أبنائهم بيلعبوا بيها في الشوارع وغير الوسايط لدخول الكليات العسكرية ده حتى الطرق العامه منظرها مش كويس طيب بعد ده كله قلولي أنا غلطان
لينا
شاهدوا تاريخ مصر وهو يحرق..!!
مصطفى كمال محمد
السبب معروف طبعاً لدى أجهزة الأمن المصرية والسبب هو ماس كهربائي أصل عندنا في مصر الحرائق لا تحدث سوى بسبب الماس الكهربائي ربنا يلطف بينا إن شاء الله
هاني
علي فكره الحياة ابسط من كده مجرد مكان أتحرق أيه يعني ما كل يوم ألف طموح شاب بيحترق وألف كلمة حق بتحترق،المهم أن ربنا معانا للنهوض ببلدنا ياجماعة دي مصر والله لو فاهمين ماتقعدو سكتين دي مصر اغلي الغاليين.
بوسلمة المصرى
السلام عليكم حسبنا الله ونعم الوكيل في حكام مصر إلا من رحم ربى نسال الله العافية مصر التي أهلها ظالموها وحسبنا الله ونعم الوكيل في...........
سيد حميدو
يا جماعة ده آخر إنذار... بعد كل الكوارث دي اللي بتحصل في مصر لازم من وقفة عاقلة. يا تري أية الأسباب؟؟؟؟ الشاطر فيكم يقول لي!!!
ahmed zaher
مجرد حريق في مبنى..... شيء عادى ووارد الحدوث ولكن... ولأن الشعب المصري لا يثق في حكومته إطلاقا... إطلاقا (وأنا أولهم).. تلاقى 3000 شكوى و3000 تهمة و3000 حكاية... ياريت الحكومة تعرف يعنى إيه ثقة شعب..(في المشمش).
ربيع إبراهيم صبري
ده غضب من ربنا علينا لان الشعب نايم علي ودانة ولازم حاجة تفوقة؟
بكرة النكد
بكره يعملوا مبنى جديد بأموال الناس الغلابة فانتظروا قراراتهم الجديدة أولا - رفع وخصم قيمة منحة الولاء والانتماء على المدى البعيد ثانياً - ارتفاع بالمزيد من غلوا الأسعار والعيشة كمان اكتر هتبقى ميت فل ونار.
السلام على من اتبع الهدى
دي دعوة واحدة ما نزلتش الأرض أرجو أن تكون الموعظة وصلت خاصة وأن الحريق تم في نفس الشارع اللي حصل فيه هبوط أرضي عند وزارة العدل شارع مجلس الشعب كما أرجو أن ينقلوا المجلس لمكان بعيد علشان الخنقة وتوقيف الشوارع اللي في وسط البلد لما ينعقد المجلس الموقر يا ريت يعملوه في آخر القاهرة بعيد عن الناس كما هو في الحقيقة والسلام.
بنت حلال
أنا قلت أنا اللي بييجي عليّه ما بيكسبش عرفتوا دي دعوة مين؟ مش بقالهم كام أسبوع في مصايب زي العقد المفروط يا رب يتعظوا
محمود نحنوح
يللا ننااااام بلا وجع دم دماغ،النوم اللي بنهرب فيه من وجع الدماغ والملل ومن الحر والفقر والولعة والحرائق والبوائق والشورى ومجلس الشورى والكوابيس،نروح ننام أحسن بعد صلاة الفجر لنهرب من واقعنا الأليم للنوم العميق عن إذنكم: محمود
* وحضر مجموعة من الشيوخ والشباب ووقفوا في صفوف أمام المبنى وهو يحترق وقادهم أحدهم في دعاء تقطعت له القلوب والأفئدة بأن يرفع الله الوباء والغلاء وسائر المحن عن بلدنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة،وقرر هؤلاء الشباب الاستمرار في مسيرة الدعاء حتى تنطفئ النار بإذن ربها،أو تصبح بردا وسلاما على المبنى وما حوله،فالدعاء بلا شك هو من أقوى الأسلحة في مواجهة المحن والشدائد.
والتف جمع كبير من الناس يتابعون هذا المشهد الجلل وقد انشغلوا به عن الحريق والدخان،وهنا أدرك رجال الأمن خطورة الموقف فطلبوا من الداعين والملتفين حولهم أن يخلوا المكان حتى تمر عربات الإطفاء وسيارات الإسعاف فرفض الجميع وحدثت مواجهة بين الفريقين استمرت لعدة ساعات قبل أن يسيطر الأمن على الموقف ويعتقل قادة المجموعة والمحرضين فيها.
* ويرد أحد الضباط في جهاز اللاسلكي على قيادة يبدو أنها كبيرة:
- كل شيء تمام يافندم،الموقف تحت السيطرة سعادتك,.... سيادتك اطمئن تماما وطمن القيادة السياسية،إحنا عملنا اللازم وأكتر شويه في وقت قياسي.
ولكن يبدو أنه سمع ردا غير مناسب فتغير وجهه وراح يتمتم بكلمات غير مفهومه.
* نشط المدونون (ولو ناموا) كعادتهم في مثل هذه المواقف وفي غيرها وهم في حيرة بين وطنيتهم وتمردهم على الأوضاع:
اندهشت كثيرا حينما سمعت نبرة الفرح في صوت احد المواطنين وهو يخبر صديقه منتشيا بالأمس: (مجلس الشورى ولّع يا جدعان) وكان حكومته الغالية أخذت صفعه فوق الوجه الذي استوى تلطيشا وبهدله.
آلمني جدا الوجه الذي ظهرت عليه القاهرة بالأمس الثلاثاء 19 أغسطس 2008
أذاعت وكالات الأنباء خبرا بالأمس:
اندلع حريق هائل في مبنى أقدم برلمان في الشرق الأوسط ((مجلس الشورى المصري)), والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1889 م وأشارت الحكومة المصرية أنها سيطرت على الحريق بعد 7 ساعات كاملة،حيث أن المبنى قديم للغاية آلمتني الوجوه التي ظهرت بالأمس:
(1) وجه المواطنين:
تضارب في ردود الأفعال بين الفرح والمنتشي باحتراق مبنى مجلس الشورى ومنهم من أراد أن يحترق مبنى أخر................
ومنهم من رأى انه انتقام السماء على موافقة مجلس الشورى الموقر على قانون المرور الجديد
ومنهم من حزن على احتراق أول مظهر من مظاهر الديموقراطية في مصر والشرق الأوسط
(2) وجه الحكومة:
الحكومة سارعت إلى إطفاء الحريق والذي بدأ يلتهم أروقه المجلس وقاعته الرئيسية ولجان مجلس الشعب في داخله،وسارعت طائرات الإطفاء التابعة للقوات المسلحة بمعالجة الوضع،حيث أن المبنى تتكون أغلبيته من الخشب،والتهمته النيران.
(3) وجه العدالة:
لا ادري أن كان ذلك حقا هو جزء من عدالة السماء التي صبت جام غضبها على المجلس الموقر الذي ساهم بشكل أو بآخر في تضيق الخناق على المواطن المطحون
ولا ادري أن كان الناس حقا ضاق بهم ذرعا واختنقوا، ويبدو أن اختناق الأرض وسكانها قد أشعل الغضب في السماء، فاختنقت بدخان الأخشاب التي شهدت جلسات لرجال صنعوا تاريخ مصر
كل ما يمكنني قوله انه الآن.
هنا القاهرة
* إحدى المدونات تعلق بجرأة:
الحقيقة أنا مستغربة جدا من الناس اللي مستغربين من رد فعل الناس "التانيين" اللامبالي والساخر من حريقة مجلس الشورى.. رد الفعل ده منطقي جدا في ظل اللامبالاة والإهمال اللي بيتعامل بيهم أعضاء مجلسي الشورى والشعب -عن الحزب الوطني- مع هموم الناس.
نظام.... نجح في حاجة واحدة بس.. إنه يحسس الناس إنه هو والبلد واحد.... كل حاجة يبنوها يقولك مدرسة.... مستشفى.... مكتبة.... إلخ لغاية ما للأسف اختلط الأمر على الناس فعلا وبقت أي حاجة وحشة تحصل في مصر يتم التشفي فيها على أساس إنها حصلت للحكومة ورئيسها.... باعتبار إن مصر دي خلاص بقت بتاعتهم مش بتاعتنا.
أيوه زعلت على المبني لأنه تاريخ... ولأن شكله والنار والعة فيه لغاية الليل مرعب بجد، لكن مقدرش أدين أو حتى ما فهمش رأي الناس اللي فرحت في اللي حصل صعبان عليا كمان عامل المطافئ اللي دخل بصدره في النار -طبعا لأن مفيش أقنعة واقية للغلابة دول- وراح فيها.
النار فكرتني بحريق قصر ثقافة بني سويف من تلات سنين اللي مات فيه مجموعة من شباب الفنانين والنقاد اللي بيحبوا شغلهم بجد وبيعملوه في مكان فقير في الأقاليم،للأسف كل اللي بيموت بلاش في البلد دي هما الغلابة والمحترمين اللي يستاهلوا يعيشوا.
هناك شيء خطر يحدث أظنه أخطر من حريق مجلس الشورى،ذلك الشيء الذي ظهر جليا تحت أضواء نيران الحريق الكاشفة،وقد تصبح الكلمات المستخدمة تافهة أو هزيلة،وقد لا تستطيع توصيل الحقيقة لمن يهمهم الأمر خاصة إذا تشبعت تلك الكلمات بشيء من الدبلوماسية أو الحذر أو مراعاة اللياقة أو الحفاظ على الوقار العلمي.
إنه شيء أبعد من الشماتة وأخطر من ضعف الانتماء،إنه نوع من الغضب الداخلي يتفجر في وقت المحن بدلا من تلاقي الأيدي للخروج من الأزمة،إنه نوع من اللوم الصامت والصارخ لكل من أقصى الناس عن المشاركة في صنع مصيرهم،واعتبرهم قاصرين عن التفكير فضلا عن قصورهم عن الفعل.
إنه نوع من تمني الشر الكامن في النفوس يخرج عند كل مصيبة،وكأن الناس فقدوا قدرتهم على التعبير فتركوا الأمر لغضب السماء يحقق لهم ما يريدون حتى ولو كان على حساب مصالحهم الشخصية والعامة،أي أنهم يحققون الإفيه الذي ورد في أحد المسلسلات التليفزيونية "ياكشي تولع", أو يحققون القول الشرير القديم "عليّ وعلى أعدائي".
لقد يئس الناس من التغيير السلمي فاقتنعوا بأن آخر العلاج الكي.. لا ليس الكي ولكن الحرق.. وكأن كل حريق يقربهم من الخلاص.
إن صورة السلطة في الوعي العام –كما تتضح من التعليقات والمواقف السابقة- تدعو إلى الفزع حيث لا ولاء ولا انتماء لهذه السلطة بل عداء يتخفي تحت قناع من الخوف والمداهنة ويظهر في وقت المحن لوم وشماتة وتشفي،مع أن المتوقع في مثل هذه الأوقات نسيان الخلافات وتجاوز الإساءات وتكاتف الأيدي والقلوب.
إنه ليس خطأ النظام فقط بل خطأ الناس أيضا الذين يلجئون لهذا النوع الخبيث من العدوان السلبي حيث يتركون حقوقهم تضيع أمام أعينهم ثم يلجئون إلى اللامبالاة والسلبية والتشفي وإلقاء السبب على الحكومة وسبها أو الدعاء عليها في السر (لاحظ تكرار: حسبي الله ونعم الوكيل في أكثر من تعليق،وهي في الوعي المصري والدين تعني تسليم الخصم العنيد لقدرة الله وجبروته وبطشه), وتسير الأمور كما هي بلا أي نهاية تبدو في الأفق،وكأنها حالة من التواطؤ السلبي العام.
إنها حقا أخلاق العبيد الذين لا يملكون شيئا تجاه أسيادهم وينتظرون المصائب تحل بهم فيفرحون ويبتهجون،والسادة يزدادون تحكما وتسلطا على هؤلاء العبيد الأوغاد،ولا يجدون سببا مقنعا لاحترامهم،فهم في أعينهم قطيع لا يستشار ولا يوضع في الاعتبار.
إن مجلس الشورى ليس مجرد مبنى وإنما هو رمز للحكم والتدبير والتخطيط،وهو مطبخ للقوانين والقواعد والأفكار التي تحكم حياتنا،وهو الضلع الثالث في مثلث السلطة –كما ذكرنا – وبهذا تعتبر مشاعر الناس تجاه احتراقه كاشفة وفاضحة لمشاعرهم تجاه السلطة بكافة أركانها.
والناس لا ترى في المجالس النيابية فائدة،فأعضاؤها يصلون إليها بطرق يعلمها الجميع،وأغلبهم يسعون لتحقيق مصالح خاصة،ولا يشكل أي مجلس رقابة حقيقية على الحكومة،ولم يعرف في تاريخ المجالس النيابية الحديثة في مصر (وربما القديمة أيضا) أنها سحبت الثقة من الحكومة أو أقالت مسئولا كبيرا أو صغيرا،وإنما هي بمثابة أذرع للحكومة،وهيئات تعطي ستارا من الشرعية لكل ما تريد الحكومة فعله.
ولذلك فالناس لا ترى فيها فائدة تعود عليها بل على العكس قد ترى ضررا أو أضرارا،فهي تذكرهم بتزوير انتخاباتهم وتزييف إرادتهم،وتذكرهم بالموافقة على قرارات ضد مصالحهم وضد جودة حياتهم مثل قرارات غلاء الأسعار وتمديد قانون الطوارئ،وقانون المرور الجديد،والقوانين التي تخدم مصالح رجال الأعمال وتأتي على حساب مصالح الشعب.
ربما كل هذا يفسر تلك المشاعر المتناقضة والسلبية في أغلبها تجاه هذا الحريق. إذن لا تسل عن الانتماء أو الولاء أو اللحمة الشعبية أو التضافر بين الشعب والحكومة أو بين السلطة والأمة،حتى في وقت الأزمات،فثمة شروخ عميقة ظهرت تحت ضوء هذا الحريق بشكل يثير الفزع ويدعو إلى المراجعة التي نعرف جميعا بحكم الخبرة أن لا أحد يهتم بها من الشعب أو من الحكومة،والجميع في النهاية يدفع الثمن،إما بحرق أمواله وممتلكاته ومستقبله ومستقبل أبنائه،أو بحرق أعصابه.
ويظل هباب المشاعر الذي أحاط بهذا الحدث أخطر بكثير من هباب الدخان الذي ملأ هذا المبنى والمباني المجاورة... ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
يتبع >>>>>>>: يا ويلكو من غير شور أبوكو نجم
اقرأ أيضاً:
قانون الطوارئ الممتد والمتمدد / شكراً سيدتي الأولى على الزيارة / السنة والشيعة.. فتنة السياسة أم فتنة العقيدة؟