أفعال حركية بسيطة، مثل نقل قطع رخام صعودا أو نزولا بين صناديق كرتونية، قد لا تبدو ذات مغزى. إلا أن دراسة نشرت في عدد أبريل 2010 في Cognition¹, تبين أن النشاطات الحركية قد تمكن جزئيا من تحديد الذكريات العاطفية.
فقد أدى تحريك الرخام تصاعديا بالمشاركين إلى تذكر مزيد من تجارب إيجابية في الحياة، فيما نقلها إلى الأسفل سمح بتذكر مزيد من تجارب سلبية في الحياة، وفقا لدانيال كاسانتو (معهد دونديرز، نيميغن) وكاتينكا ديكسترا (جامعة ايراسموس في روتردام).
مجرد أعمال حركية غير ذات معنى يمكن أن تجعل الناس يتذكرون الأوقات الجيدة أو السيئة.
عندما يتحدث الناس عن المشاعر الإيجابية والسلبية فكثيرا ما يستخدمون الاستعارات المكانية. الشخص السعيد هو الذي على قمة العالم، لكن الحزين هو ذلك الشخص في أسفل الهاوية. ويعتقد بعض الباحثين أن هذه الاستعارات هي علامات على الطريقة التي يفهم بها الناس العواطف: لا نستخدم فقط الكلمات المكانية للحديث عن الحالات العاطفية، نستخدم أيضا مفاهيم مكانية للتفكير فيها.
الحركة والانفعال
لاختبار هذه العلاقة بين المكان العمودي والعاطفة، طلب كاسانتو وديكسترا في أول التجربة من الطلاب تحريك رخام زجاجي إلى الأعلى أو إلى الأسفل في داخل أحد الصناديق الكرتونية، بكلتا أيديهما في وقت واحد، فيما يتم احتساب الوقت عن طريق المسرع. وفي الوقت نفسه، كان عليهم سرد ذكريات السيرة الذاتية، إما إيجابية أو سلبية عاطفية، مثل "أخبرني عن الوقت الذي كنت شعرت بالفخر عن نفسك، أو الوقت الذي كنت شعرت أنك تخجل من نفسك".
عندما طلب منهم ذكر الذكريات الإيجابية، بدأ المشاركون في سرد تجاربهم بشكل أسرع خلال التحركات الصاعدة، ولكن عندما طلب منهم ذكر الذكريات السلبية استجابوا بشكل أسرع خلال التحركات النزولية. وكان استرجاع الذاكرة هو الأكثر فعالية عندما تطابقت تحركات المشاركين مع الاتجاهات المكانية التي تربطها الاستعارات اللغوية مع المشاعر الإيجابية والسلبية.
الأفعال 'الجوفاء' تعدل الذاكرة
اختبرت التجربة الثانية ما إذا كانت هذه النشاطات التي تبدو بلا معنى يمكن أن تؤثر على محتوى ذاكرة الناس. أعطي للمشاركين تلقينات محايدة التكافؤ، مثل "أخبرني عن شيء ما حدث أثناء المرحلة الثانوية"، ليتمكنوا من اختيار إعادة رواية شيء سعيد أو حزين. فكانت خياراتهم محددة، في جزء منها، في الاتجاه الذي كان مخصصا لنقل الرخام؛ فنقل الرخام صعودا شجع الطلبة على حكي تجارب المدرسة الثانوية الإيجابية مثل "الحصول على جائزة"، ولكن نقلها النزولي شجع على ذكر التجارب السلبية مثل "الفشل في اجتياز اختبار".
"هذه البيانات تشير إلى أن الاستعارات المكانية للعاطفة ليست فقط في اللغة"، يقول كاسانتو: "الاستعارات اللغوية تتوافق مع الاستعارات النفسية، وبتفعيل المجازات النفسية 'فوق أفضل' يمكن أن يسبب لنا أن نفكر أسعد الأفكار".
وهكذا بما أن الأفعال البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ذكريات سعيدة، هل يمكن أن تكون هناك آثار عملية؟ "من يدري"، يقول كاسانتو، "سيكون أمرا رائعا إذا تمكنت هذه البحوث الأساسية من مساعدة الناس على التفكير بإيجابية أكثر في العالم خارج المختبر -العلاج بالرخام-؟"
المراجع:
1. Daniel Casasanto, Katinka Dijkstra. Motor action and emotional memory. Cognition, 2010; 115 (1): 179 DOI: 10.1016/j.cognition.2009.11.002
المصدر:
Radboud University Nijmegen (2010, March 4). To remember the good times, reach for the sky. ScienceDaily. Retrieved March 6, 2010,
واقرأ أيضاً:
هل تتخذ الكثرة قرارات أفضل؟/ الكسندر فليمينغ: سيرة ذاتية في خدمة الإنسانية/ لعبة الكرة واللعب بالأوطان/ أخبار علمية حديثة