هل السحر والحسد موجودان بالفعل؟ فإذا كانت الإجابة نعم هل يمكن أن يؤثرا على العلاقات الزوجية؟ وهل هناك من أو ما يحمينا منهما؟ ولماذا أوجد الله السحر والحسد؟ ولماذا يقتنع الناس بمن يفك السحر أكثر من اقتناعهم بالمعالج النفسي الذي يفك العقد؟
كثيراً ما نتناسى أو نتجاهل أننا سبب رئيسي في مشكلاتنا الزوجية ومن ثم نجد زوجة أو زوج يشكو من أنه قد سحر له، وإذا اقتربنا من أي منهما سنجد كمًّا كبيرا من الخلافات الزوجية والمشكلات التي ترجع إلى اختلاف وجهات النظر، وإصرار كل منهما على رأيه، وانشغال الزوج المستمر في عمله، وإهمال الزوجة لمظهرها، وتدخل أهل الزوجين في الحياة الزوجية وفي حل الخلافات، وعدم تقوى الله في معاملة شريك الحياة، وفقدان الحوار ...........
وعوامل أخرى كثيرة قد لا تعد ولا تحصى، ولكن ما يحدث هو أنا نتجاهل كل هذه المسببات المرتبطة بعدم الرضا الزواجي ونلقي اللوم على السحر أو الحسد وكأننا نريد ألا نواجه أنفسنا بأخطائنا وعلاتنا التي هي علات بشرية، والتي بدونها لكنا ملائكة ولسنا بشر، أو لا نريد ان نظهر للطرف الآخر نقاط ضعفنا فتلقي باللوم على الغير(الذين حسدونا أو سحرونا)، كما نريد أن نصل إلى حلول سهلة وسريعة فنذهب لمن يفك لنا السحر، ونقنع أنفسنا أن الموضوع سيحل بسرعة... ولا نسأل أنفسنا لماذا لم يفتتح أبو بكر وعمر رضي الله عنهما عيادات للتداوي بالقرآن؟ ولا نحاول أن نتوقف دقائق لنفكر في الحكمة من وجود السحر والحسد!!
هذه العيادات لم تفتتح لأن هناك من كان يأخذ بالأسباب من جانب ويحافظ على قراءة المعوذتين صباحاً ومساءً واللتين يقرأهما الانسان لنفسه دون الحاجة لأحد فتحميه من الحسد والشر... قد تكون أعظم حكمة من خلق الله تعالى للحسد والسحر هي أن نتذكر الله عز وجل في وقت الشدة ونتذلل له ونخضع إليه. ولا يمكن أن تكون الحكمة هي أن نجعل بيننا وبين الله تعالى"وسيط"، لأن الله تعالى قريب منا فقد قال فى كتابه الكريم:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (سورة البقرة).
الغريب ما يذكره الأطباء النفسيون عن الأعراض التي يأتي بها الشخص للعيادة طالباً العلاج وفي نفس الوقت يشكو من سحر ما. ذلك أن تلك الأعراض تندرج تحت احد تشخيصات الطب النفسي فهناك من الأمراض النفسية ما يجعل صوت الانسان يتغير أو يحدث انفصال للذوات، بمعنى أن كل منا له أكثر من ذات وتحت ضغط معين يمكن أن يتحدث الشخص بذات غير التي نعرفها!!
لكن يقتنع الناس بمن يفك السحر أكثر من اقتناعهم بالمعالج النفسي الذي يفك العقد، فالشخص الذي يدّعي أنه يفك السحر يقترب من الثقافة الشعبية للناس ويكلمهم بلغتهم، وتحت مظلة الدين يمكن أن نقبل أي شيء، ليس هذا هو السبب الوحيد ولكن هناك أسباب أخرى منها أن الطبيب النفسي –في أحيان كثيرة- يكون قد قرأ من المراجع الغربية المتخصصة كم كبير للغاية وأصبح يتحدث بلغة الغرب ومن ثم يشعر المريض ببعد المسافة بينه وبين طبيبه.
لن أطيل عليكم يمكنكم مراجعة مزيد من التفاصيل من خلال أسئلة وأجوبة درات في حوار حي بيننا وبين قراء صفحة اسلام أون لاين... فتابعوها وأرسلوا إلينا آرائكم حول الموضوع.
اقرأ أيضاً :
قيمة العقل في الإسلام! ماذا جرى؟ / هو يقول، ونحن نقول ... أين البحث العلمي / التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري