كانت فكرة تتكرر في ذهني على خلفية الاهتمام بمساحة العلاقة بالإنترنت، وعلاقتي بهذه الشبكة العجيبة تمتد إلى بعد دخولها إلى مصر بأشهر قليلة في بدايات النصف الثاني من التسعينات بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للسكان والتنمية بالقاهرة – سبتمبر 1994 – ومنذ أول استخدام للإنترنت بدأت أدرك خطورة وأهمية هذه الإمكانية الجديدة، ثم تبين لي تدريجيا أنه عالم متكامل ومختلف يحتاج إلى فهم عميق ومتأمل، وتبين لي أيضا أن إدراكنا له وتعاملنا معه مازال يدور في إطار الانبهار واللعب والاستكشاف، وأبحرت مع الناس في هذا المحيط الذاخر،
ولكن بوجهة نظر طبيب نفساني يستقبل رسائل وأسئلة من قراء وزوار تعاملوا مع هذا العالم، وبعضهم وقع في فخاخه، أو تعثر في دروبه وأرسل شاكيا أو مسترشدا، وكان لابد من تطوير أفكار وأدوات تحليل مناسبة بفهم النت وما يحدث عليه للنفس وآثارها على الإنسان والمجتمع من جميع النواحي.
وضمن العلاقة بيني وبين النت اقترحت على إدارة ساقية الصاوي، وهي مركز ثقافي رائع وقائم على الجهود الأهلية المحضة، وأعده بحق مفخرة لكل مصري وعربي، ودليل على أن الناس يمكن أن يفعلوا الكثير بجهودهم وعقولهم إذا وثقوا في أنفسهم، وقرروا الحركة والنشاط.
اتفقنا على لقاء شهري في شكل صالون ثقافي حواري يتناول علاقتنا بالإنترنت من كل جوانبها.
وكان اللقاء الأول مساء الاثنين الماضي 20/6/2005، وأدهشني تنوع الحضور عمريا وثقافيا، وعمق المشاركات التي شارك فيها كل من حضر اللقاء تقريبا، وأعجبني صراحة وجرأة واهتمام المشاركين.
تحدثنا عن الاستخدامات الإيجابية والسلبية للإنترنت، وتحدثنا عن الآثار الإيجابية والسلبية، وتحدثنا عن طبيعة هذا الوسيط الاتصالي الفريد وعلاقته بالنفس والخيال والمجتمع والاقتصاد، وغير ذلك من الجوانب.
كانت جولة سريعة وفريدة وممتعة تناولنا فيها ما نستعمله جميعا، ولكن لا نكاد نتحاور بشأنه إلا قليلا، تعاهدنا على اللقاء القادم، وعلى التفكير فيما نريد أن نناقش لاحقا، والحمد لله
.
واقرأ أيضا:
على باب الله: في بيتنا هيفا !!!!!!/ على باب الله --- كيف نقرأ ؟!/ على باب الله مع المراهقين/ على باب الله: حكايات أصحابي/ على باب الله: كيف تسافر بأقل التكاليف؟!!