موجة اكتئابية 3
الأخت مكتئبة كل عام وأنت بخير شفاك الله من كل ضرر.
عندما قرأت موجاتك الاكتئابية التي هاجمتك في بحر الحياة تذكرت ما مر بي وما يمر من هذه الموجات وأنا بلا سفينة تحميني من هذه الموجات التي تفتك بي وقد مررت بفترة من الاكتئاب وعسر المزاج أكثر عمقا "وأكثر تشعيبا" في مجالات الحياة المختلفة ومما زاد الأمر صعوبة أن أصاب بهذا التخبط في سن صغير وأنا بلا علم وبلا خبرة وقد كتبت في ذلك قصيدة طويلة ولكن هذه الأيام علمتني الكثير في أمور الحياة وسوف أحاول أن أكتب ما استخرجته من معاني مفيدة في هذه المرحلة في مدونات.
أحب أن أبشرك بأن معاناتك لن تمر بلا فائدة يقول رسول الله (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه) (رواه البخاري في صحيحه)، وأن علاج حالات الاكتئاب "ناجح جدا".
أولا: التفريخ بالكتابة وعملية التوازن
قلت أكرمك الله أن كلماتك أصبحت خناجر تقتلك بدلا من أن تخفف عنك أتدرين لماذا؟ لأن الإنسان المكتئب يريد أن يعبر عن معاناته بكل عمق بالكتابة لذا يحاول أن يختار الألفاظ الأكثر عمقا "في المعنى والأكثر وصفا" لحالته لذلك تصبح المعاناة شيء ملموس يتم استرجاعه بقراءة هذه الكلمات العميقة ثم يترك المرء نفسه محاطة ومزدحمة بالاكتئاب فقط لذا أقول لحضرتك عليك عمل توازن وسوف اقسم الكتابة في عملية التوازن هذه إلى:
(1) الكتابة للتفريخ عن النفس:- وهي كتابة ما نشعر به من ضيق وألم لننفس عن أنفسنا وأنتي بارعة في ذلك وأسلوبك جميل
(2) الكتابة لتنشيط النفس بعد الضيق:- وهي كتابة للحصول على التوازن النفسي بعد التفريخ عن مشاعر الضيق حتى تنشط النفس لممارسة أمور الحياة ولمقاومة الاكتئاب وهذا ما أود أن أكتبه في مدونات. وكيفية هذه الكتابة في رأيي وكما جربتها
(أ)محاولة استخراج المعاني المفيدة من هذه المشاكل التي تسبب الضيق
(ب) كتابة ما كان يتمناه المرء أن يحدث أو ما يتمناه أن يحسه في هذه المواقف بكل عمق كما كتب مشاعر ضيقه بعمق
(ج) كتابة وتحليل قصص الناجحين التي جعلتهم يشعرون بالسعادة والتعليق عليها
ثانيا: انتظار الموت
• الموت يا أختاه ليس راحة في حد ذاته بل هو استعداد لموعد نتيجة عمل الدنيا وبعد الموت هناك أشياء كثيرة صعبة.
هل سكرات الموت والقبر والصراط والحساب شيء هين؟ هل نكتفي بما قمنا به من طاعة لنتمنى الموت لنقابل الله بهذه الطاعة.
• انتظار الموت نفسه يعمق ويزيد الاكتئاب لأنه سوف يضيع عليك فرص النجاح وإنجاز نشاطات مهمة لك ولمن حولك في انتظار شيء لن يتحقق إلا في وقته.
• هناك من سيتضرر من استسلامك وانتظارك للموت كالزوج والأبناء والأهل.
نصائح لمواجهة الاكتئاب والضيق
* حاولي أن تزيدي من نشاطاتك واهتماماتك.
* حاولي أن تحققي هدفاً يحقق المنفعة العامة والسعادة لك وللناس فكم من علم وفكر يحتاج إلى تحقيق وتطوير وتنفيذ وترتيب.
* تعدد مصادر السعادة يزيد من فرص وجودها فلا تعتمدي على مصدر واحد.
* السعادة ربما تكون في شيء بسيط جداً حولنا فتأملي حولك واستخرجي السعادة.
* تقربي إلى الله بالدعاء في جوف الليل.
* حاولي أن يكون تفريخ مشاعرك مع شخص مقرب إليك.
* اجمعي بين العلاج المعرفي والدوائي للاكتئاب.
* حاولي حل المشاكل التي ساهمت في الاكتئاب أو التي تطوره.
سوف ننتظر أخبارك ومدوناتك
عمرو عماد
مصر
الأخ الفاضل "عمرو عماد"؛ سلام عليكم
أشكرك كثيرا على اهتمامك وربنا يكرمك على كلماتك التي صغت فيها الكثير من الاقتراحات المفيدة.
والحقيقة أن إحساسي بالرغبة في الموت تأتي في محاولة للهروب من الإحساس المؤلم الذي يغمرني كل صباح، فأشعر أنني لا أريد أن أعاني المزيد فتأتي رغبتي في الموت للخلاص من معاناتي القاسية.مثل من يتعاطى المخدرات من أجل الهروب من الواقع الذي يعيشه.
هي محاولة للهروب من الألم والعذاب الذي رغم سوداوية كلماتي لم انجح في التعبير الحقيقي عنه فهي مجرد محاولة. والحقيقة أني لست في حالة تسمح باستخلاص العبر من التجربة التي أمر بها كما ذكرت وإن كانت الفائدة التي أعرفها الآن هو تكفير الذنوب كما ذكرت ولكن أخشى أن تكون ذنوبي بلغت عنان السماء.
أما عن الأنشطة والاهتمامات التي تتحدث عنها فهي فعلاً كثيرة ومتنوعة وأشعر معها في حالتي العادية بالتوازن النفسي والسعادة والاستمتاع ولكن كل هذا متوقف الآن لأني لا أرغب في أي منها الآن وليس لدي أي إرادة لفعل أي شيء. بل إن إحساسي أن يكون ما أنا فيه عقاباً لي على ذنوبي الكثيرة مؤلم جداً. وأدعو الله كثيراً كما أشرت أن يزيل الهم وأقول أدعية فك الكرب. ولكن فعلاً إحساس قاس جداً أن تشعر بكل هذا الضعف والتضاؤل وأن ليس لك إرادة ولا تقو على أي فعل.
أكرر شكري لاهتمامك.
................ويتبع ........ : موجة اكتئابية مشاركة من أجل الصمود.... مشاركة
اقرأ أيضاً:
يوميات مجنونة صايمة: الاكتئاب / يوميات ولاء: لماذا أنا مكتئبة؟ / موجة اكتئابية1 مشاركة / موجة اكتئابية1 / موجة اكتئابية2