في لحظةِ صمتٍ شاردة من رماد أيامٍ شهدَتْ مجازر التضحية من أجل الحياة تنحني بجذعك أيها الإنسان .. تبحث بأصابع الخيبة بين الصفوة والغبرة لعلك تنجح بإعادة جمرة واحدة من رفات الأجداد والأحباب .. وصدى غناء الغجر على الآلام في الخيام بصحراء الضجر .. أيام مدفأة الحطب النحاسية.. والربابة.. ورائحة الهيل.. وترديد أجدادك لتلك الأغنية المعتقة برائحة قهوة من كتبها:
(يالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل
قهوتنا للأجود أو للبادي
واللي ناره واقدة بظلام الليل
قهوتنا نحليها ..
ويلك ياللي تعاديها يا ويلك ويل
يالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل
صبوها للنشاما على ظهور الخيل..)
في الصوت المغادر للبعيد القريب .. مع حوافر الخيل في البيداء مع دمعات التصقت بروح وجروح ، الهيفاء مع :حسناء ، ثناء ، وفاء ، شيماء . وغيداء التقطها دلو يغوص في بئر الدهشة تسمع سيمفونية لاتحاد العظام مع صمت البكاء ونقيق ضفدع ..
في لحظة نجمة هاربة اختلستها من السماء ذات مساء .. أهديتها , أهديتني.. (لا فرق)
قربانًا ووضعتُه هناك في المكان النابض بألحان منسية .. باسم المحبة .. والإخلاص ..
في لحظة شوق .. وضعت الأيام والحب ، والإنسانية والقهوة ، بحقيبة الفرحة المسروقة ببطاقة تاهت مع القدر .. دون عودة إلى الأرض ، إلى القمر.. لا فرق
واليوم ..
حين أشرقت الشمس المسلوبة منذ ألف عام من عيني وتحجرت دمعاتي على ضفاف الأنهار الوردية وصافحت دمعاتك أيها الإنسان
تنادي ؟ من ؟ تناديني ؟ أنا !
في لحظة ندم .. تناديني ؟ ويرجع صوتك في ذاك الوادي ! في مضارب الذكريات قرب المسكن الطيني لقيس وليلى بالشرق ، و قصور روميو وجوليت في الغرب ، ولم أعد أذكر أنك شرقي أم غربي ؟ لطالما شرقي معي وغربي معها ، معهن ، معك أيتها القارئة لسطور اللحظة ..
أما زالت صورتي مطبوعة على سقف أوهامك ؟ هاك .. أهديك ممحاة ذابت ولم يتبقى منها إلا بقايا آلام وآمال ، وحفنة من الأوكسجين الساكن برئتيْ الوجع والانتظار للانتصار ..
في لحظة .. تحبني ، في لحظة .. تكرهني ، ودهر تنساني ..
ولكن ألا تدري أن لحظاتي هي عطشي للحياة ؟ألا تدري أن لحظاتي هي عطشي لك
وأن جدولي وجدولها وجدولهن لا ماء فيه .. وأمطار النقمة شحيحة هذا الزمان .. لطالما رحيلك حوَّل الواحة لصحراء لا نبتة فيها.. ولا بصيص ابتسامة ..
أمشي ومشت ويمشين على أرض الأشواك، صبار نباتاتنا أيها الإنسان الغارق بالنسيان
أتحسب أن مشاعري تتمدد وتتقلص وأننا مجموعة معادن ؟وأني وهي وهن لم نحتمل بعد حروف الجر !! وأننا من نون النسوة وآهات جداتنا هربنا لقواعد نبنيها بسواعد الحقيقة ؟ركائزها احترام الإنسانية أعمدتها من رخام الحرية سطحها مرآة لأخلاق المضارع والمستقبل .. لصفحات اللانهاية ..
في لحظة قاتلت العالم لتحظى بي بها بهن .. في لحظة قتلتني ... ذبحت قلبي بشفار خنجر جدك .. ولحظتي أيها الإنسان هي ذاك الفوز بقلبك مجددًا والطعن بحبك .. قرنًا
لأنك وهو وهم وأنت يا من تقرأ .. تجيدون لعبة الحرب وظلم الشعوب والشعور .. وأنا وهي وهن نضمد الجروح .. ونستقبل من قتلنا وأقسم مرة وهجرنا ألف مرة ونشارككم لعبة المحبة ولكن ,, بضمير
رصاصة تلمع بين القنابل الذرية تائهة بين الألغام ..
بين قصر الأشواق والأشواك ..
أقفز مع خوذة قديمة
أنتظر اقتناص اللحظة !
واقرأ أيضا:
مشاعر أم/ أحجار الوَداع ../ أنا لست مثالية!/ هل تذكر يا حبيب ؟!!../ إذا غيرت رأيك