السجدة

سمع الله لمن حمده، كان هذا صوت الإمام. ربنا ولك الحمد لقد قال ربي"ولئن شكرتم لأزيدنكم" ولذلك أنا أشكره علي كل شيء. الله اكبر سبحان ربي الأعلى لا أعلم ماذا أفعل بعد أن فُصلت من عملي لأنني لا أستطيع أن أمدح صاحب العمل كما يفعل زملائي، ولقد اتهمني بأنني إنسان مهمل رغم أني انشط الجميع.
 
 سبحان ربي الأعلى إن هناك أقساطا لابد أن أدفعها قبل أن يمر ميعاد السداد، وإلا قدم أصحاب الأقساط الإيصالات إلى الشرطة وأنا قد عشت طول عمري إنسانا يحسده الجميع على نقائه وطهارة يده.
 
 سبحان ربي الأعلى لابد لأولادي من كسوة جديدة فالشتاء على الأبواب والبرد سيكون شديدا وليس عندهم إلا ملابس الصيف. ماذا سيفعل الأولاد؟ الله اكبر إن هذا الصوت يأتي من بعيد كأنه قادم من بئر عميق.. أذكر أنني كنت في تلك الحالة أرفع جبهتي ورأسي عن الأرض ولكني لا أستطيع النهوض فيداي تعجزان عن حملي، أحاول أن أنهض بشدة ولكني لا أستطيع،أو كأن عقلي قد أمر يدي فلم تعد! تعمل أحد المصلين قد وكزني ليذّكرني أن انهض ولكن معذرة يا أخي فأنا من مدة أحاول النهوض ولكني لا أستطيع، فالأيام تمر أمامي عندما كنت طفلا وكان أبي يجلس مع أمي يحسبان مرتب الشهر وعندما دخلت المدرسة وحفظت الآية التي تقول"ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق"

ثم حصولي على شهادة الدبلوم،وفرح الجميع، وتلك الوظيفة التي حصلت عليها بعد عناء، وذلك الرجل الذي جاء يعرض علي الرشوة لأول مرة فنهرته وكدت استدعي له الشرطة، لأني حفظت حديث الرسول (ص) الذي يقول"فيه من نبت جسمه من حرام فالنار أولى به" ثم زوجتي وأولادي، ومصاريف الحياة، وفصلي من عملي، آه اشعر أن سنوات عمري كلها كأنها تجمعت وحطت على كتفي المتعب. لا أستطيع النهوض الله أكبر، لقد نهض الجميع، وأنا ما زلت ساجدا من أول مرة
  
 واقرأ أيضاً:
 ... كان مالنا نحن بالسياسة....؟!! / من مذكرات شابة مجنووووونة.. الجزء الأخير /  كائنات خالية من الضوء