"السابعة صباحًا".. تعالى رنين الهاتف.. آه.. من ضيف الصباح الثقيل هذا؟؟ كيف لا يعلم أني لم أنم سوى قبيل ساعة؟؟ مددت
يدي متثاقلة.. ورفعت السماعة.. السلااااااام عليكم.. ألو؟؟؟
وسمعته.. يا إلهي!!.. ما أشد دفء هذا الصوت.. لقد أزال عني وحشة المكان.. وبرودة الطقس.. وفي لحظة أزال سخطي.. إنه صوت
أبي.. آه أيها الغالي.. كم أفتقدك.. كم أفتقدك يا أمي.. يا عائلتي الحنون!!!
- السلام عليكم
- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- وجدان.. صغيرتي.. اليوم عشرون من الشهر.. لقد أصبح لك شهران مغادرة فلسطين؟؟
- أوه.. أبي، أتؤرخ هذا اليوم؟؟
- بالطبع صغيرتي
وتواصل الحديث، حتى انتهى عبر الأثير.. لكنه لم ينته بداخلي.. أسرعت بإمساك قلمي.. لأكتب لغزة.. لأحبائي.. لغربتي
آه لو تعلم ماذا أودعت فيك أيها الوطن الغالي؟؟ أودعت فيك عيني أمي الخضراوتين، ولحية أبي الوقور.. أودعت فيك دلال أخي
الصغير.. أودعت فيك.. كثير ذاك الذي أودعته
أستحلفك بالله أن تحافظ عليهم.. لا تجعل من أفكاري فكر ليل دامس.. ورغم الحدود.. علمني كيف أحيا؟؟ كيف أهوى؟؟ كيف
أخاطب أناسًا ليسوا بلون طينك
زحفت إليَّ الذكريات.. في القلب متاريس وحواجز، في القلب جوازات سفر، وثمة جرح.. جرح فيه فتاة تصلي.. تبتسم.. ترقص وحتى تنتحب..
ومن قلب أعياه الحب.. وهزه شوق الحنين، أكتب إليك، مناشدة إياك أن توصل سلامي لأناسي هناك
واقرأ أيضا:
مذكرات مغتربة: الأوطان ليست واحدة / مذكرات طفلة: يوم موتي / شيء من الحب / الحب ليس فارسا أسطوري/ ولسوف نموت ككل الأشياء / كثيرا ما أذابتني الكلمات/ امرأة بدون رأس/ مسكونة بجني أنا!!!