(قصيدة إلى كل مقاتل ضد الظلم والعدوان)
همسوا في الجلسات الليلية..
اجمع كل السهرانين
على أرصفة تراب لم تكملْ
في كل مكان من قريتك الحدّيـّة
أن: "لا بد الآن هنالك مجهولا يتحدى صمت الليل بصمت"
ما شهدوك ولا سمعوك..
وما ضربوا بالمندلْ..
لكن قالوا.. إن هدوء العتمة
لون العتمةْ.. عمق العتمةْ ..
رعب العتمةْ
أكبر من أن يتركها مجنون مثلك ترحلْ
عرفوك بفطرتهم..
جُبلوا منك.. ومنهم أنتْ..
حبسة أنفاسك.. إيقاع النبضْ
وهدوء خطاك..
تزلزل أركان الأرضْ..
تتلفت..
يحتك جبينك بالريح
فتنهار خنادق حراس الظلمة والتيهْ..
وغصون التمويهْ..
تلتف كإكليل الشوك على خوذتك الجبلية
ذات الألوان الطينية..
تلك الأبهى والأجملْ..
من أبهى تيجان الحكام الذهبية
يكتمها الليل..
فتزدان نقاءا وبريقا لا يأفل..
تُنبت كل عناقيد الغضب
وتعلن ميلادك قديسا..
خَضْرا.. لا يترجل
يتحدى طُغَم الهمجية
خوذتك الطينية
تبرق هالة نور فتُصدّع جلجلة البغض
وتحطم أعمدة الهيكل..
من أنتْ..؟
أرأيت الشر تخفـّى
في لهب التنين الباسط سلطانه
فوق عروش الكون المخزية
فعلوت حصانك وطعنت..؟
من أنت؟
تزحف.. تتسللْ..
تتمدد.. تتثنى.. تسبح في الوحل
وتعرق.. تدمى..
تحمل جعبة نار الفقراء الأزلية..
تقطر حبا.. عنفا.. فرحا.. حزما..
تحمل "هيهات الذلة منا".. وشـْـما
تعلن "للظلم الرفضْ"..
وحزامك من لون الأرضْ..
أصفر.. أخضر..
كفن..
خاطته أمك من عَلَم العزة والحرية
يدك على مقبض رشاشك..
تتوعد بالنار..
أقوى من بأس حديد الرشاشْ..
وبعزمك هذا الرشاشْ..
أصبح عنوانَ بقاء الإنسانية
عنوان جموح البشرية
في وجه السفلة والأوباش
تتقدم.. تتمدد.. تتقلص.. تتلفت..
تخترق الشوك وتدمى
تربك كل الكشافات..
وتبهر أعتى الحراس.. بنور الوعي ونور الإصرار
تزحف.. قِدما..
لغما.. لغما
تقطع عن نفسك كل خطوط الرجعة..
تعطي الجبل الصامت درسا في..
كيف تكون الروعة..
كيف يثور البركان
كيف يثور الإنسان
كيف يكون الإنسان البركان..
من أنتْ
خبرني من أنتْ
في رحم الجوع تكونتْ
في ليل البرد وحضن الحب ترعرعتْ
في بيتٍ.. "هيهات الذلة منه".. كبرتْ
من أنت؟؟
يا قديس الليل الحامل كل دموع المحرومين..
يا رافض أضواء الكذب وثرثرة التلوين..
يا عاشق قسوة أسرار الصمتْ..
أُمـّا ما ودعت..
أختا ما ودعت..
أحدا عن هول اللحظة.. ما خبرت..
يا حاملنا.. يا ماسح كل خطايانا
يا منقذنا من ذل الغرق ببحر الموتْ
من أنت؟
جئت تخلصنا نحن جميعا
تفدينا نحن جميعا..
لم تنبئنا.. لم تطلب منا بدلا..
لم تسأل..
يا قديس العتمة.. من أنت؟
ولماذا أنت..؟
ولماذا نحن جميعا لسنا أنت؟؟
ولماذا نحن جميعا لسنا أنت؟؟
أشعر بلهيب يتنامى في صدري
أشعر بالبرد وبالحر
لا أكذب.. أقسم,, من قهري..
أتمنى أن أصبح في إكليل الشوك على رأسك..
ورقة فخر..
بقميصك خيطا.. نتفة زر..
في نعلك مسمارا صدئا..
يحملك ولا يدري..
علمني يا قديس الليل السري..
علمني قبل رحيلك في عرس الفجر
علمني
كيف أكون..
وكيف أثور.. وأملك أمري..
علمني
علمني
بل علمني كيف أصيرك أنت..
واقرأ أيضا:
أوجـاعُ الليل! / !!!.... حـولـكِ ...!!! / أحبيني والقرن عشريني ! / هروب / غيبوبة / بين الموتين!!/ في الخروج من الشمس!!/ تشكيل.../ حين...وبعد..!!/ وداع!