كم أنا أحتاجكِ
آهِ من أن تدركي
إن شرط العيشِ عندي قربكِ
إن طعمَ الموت عندي بعدكِ
والحب عندي رحلةٌ نحو الجنون
يا (منى) هل تدركين؟
قد يكون هوايْ آخرُ غيرَ ما قد تحسبين
حاولي. قد تفهمين
كيف أنسى في وجودك أن لي صوتٌ
فأسكت شاردًا مع كل حرفٍ تهمسين
كيف أرضى رغم شأني أن أظل معلقًا
بالساعتين لنظرة أو بسمةٍ أو أن أذوب بلمسة
من مرمر الكفين من فرط الحنينْ
ليس ذنبي.
أن قلبي يعضُّ صدري غبطةً لما علينا تُقبلين
أن قلبي يطير طيرًا خلفك لمَّا بميلٍ تخطرين
يروغ منى ليرتمي في الظلِّ ما بين الكعوب
وبين ذيل فساتينكْ
ويغوص في عاج القوام وينسكبْ
عشقا بدمِّ شرايينكْ
كيف أسهر من عيون الليل أقطر كحلاً لعيونكْ
يا (منى) هل تشعرينْ
كيف أشهق شهقة طِفْلية لو أنني بالبيت منتظرٌ
وإذ بكِ تدخلينْ
كيف أحكي للبنفسجِ عن خدودكْ
عن رموشكِ عن شقاوةِ نظرتكْ
فيغار منك الياسمينْ
كيف كل الناس تجهل قدركِ
ومهمتي إفهام كل الجاهلينْ
هل قد يضئ البدر إن لم توقدي شمس الجبين
هل قد يجن الليل إن لم تسدلي الشعر الظلامى الحزين
أم هل يجئ الصبح إن لم تطلعي من شرفتك تتبسمين
لا تقلقي فمصير حبك في وجودي يكون أحلى
لا تقلقي فكنوز صدرك من بياني تصير أغلى
ثم هل قد تقلقين؟
ورجولتي شغل انشغال نهارها
تحقيق حلمك فاحلمي ملء الجفون
صدقيني مرة قد تكسبين
جربينى مرة قد تسعدين
جربى إيقاع صدري نشوة قد ترقصين
جربى نيران شوقي بالعشيِّ فتَدفئين وتُدفئين
جربى ترديد اسمي بين بينك والهوى تتنهدين
جربى درب الغرام برفقتي
وبرفقتي سترين ما لا تسمعين
فلأن طبعي في الغرام تفرد….فإذا عشقت فإنني متعبد
وإذا عُشقت تفجرت تحتي العيون
لكنني صعب القياس فحاولي
ألا على تطبقي ما تحفظين
سترينني محض بشر.. وترينني بُعد مَلَك
وأكون طفلا مرتبك.. فأصير فحلا مقتدر
سترين ضجة فرحتي وترين كم صمتي حزين
سترينني القديس ثم ترينني جسدا سخين
ويدور عمري راكبا أرجوحة
بين التصوف والمجون
وتالف الأضداد إحدى عجائبي لو تدركين
يا منى هل تدركين
حاولي قد تدركين
واقرأ أيضا:
أغنية للأم/ خصام الحبايب/ الحب القاسي/ استشارة مجانية في الوسواس القهري/ عودة سباعيات المجنون الفصيح(4)/ إلى مدمن!!!/ إلى مريض الهوس/ إلى مكتئب/ إلى مريض الفصام/ إلى مريض الوسواس