منذ سنين طويلة كتب الأستاذ الشاعر صاحب النفس الكبيرة ((أحمد مطر)) قصيدة متفردة؛ بعنوان ((يا قدس معذرة)).. يعتذر فيها للقدس؛ ليس عما أصابها، ولكن عما أصابنا.. ومرت سنون أخرى ولا زلنا ولا زالت القدس؛ تعاني من صمتنا أضعاف ما تعانيه من ويلات المعتدين، فرأيتها تجيب الشاعر بعد صبر علينا طويل:
لا معذرةً
لا معذرهْ
يا أيتها الشعوب المسخرهْ!
كم ألف حق ضائعٍ
كم ألف قدس خاسره!
لكنكم -والحق- ثُرْتمُ
قمتمُ بتظاهرهْ
غضبى تنادي ثائرهْ
وتدور ثم تدورُ
ثم تدور نفس الدائرهْ
وتعود منكهة القوى
تشكو التهاب الحُنْجرهْ!
*****************************
بنت ((المذلِّ)) القاهرهْ
حتى الصباح ساهرهْ
من أجل ألف مسلسل
لداعر أو داعره!!
*****************************
بلدٌ حرامٌ قد غدا
أرضَ الكروش النافرهْ!
بالدين تجلد ظهرنا
وبالدنايا عامرَهْ!!
*****************************
أرض الخليج الزاهرهْ
تأوي الكلاب الساعرهْ
تجتاح عرضي تمتطي
دبابة أو طائرهْ!!
*****************************
أتباع دين واحدٍ
أفهامهم متغايرهْ!
يدعون ربًّا واحدًا
وقلوبهم متنافرهْ!
إن جئت تصلح بينهم
تدمى الجراح الغائرهْ!
لله درُّ فِعالهم
لو لم تكن متناحرَهْ!!
*****************************
أوَ تلك غاية جهدكم
لخلاص أرضٍ طاهرهْ؟!
ما بين قلب مُعرِضٍ
ومصمصات عابرهْ
وحماسةٍ أضحت سطورًا
في أغانٍ هادرهْ!
ذكري لديكم خطبة
أو أمسيات شاعرهْ!
عجِّلْ إلهي نُصرتي
وامنن فأرضي عاقرهْ
إن لم يكن لي غيرها
إني -ووجهك- غابرهْ
*****************************
ترجون مني المعذرهْ
لا معذرة
لا معذرهْ
فلتطلبوا الأعذار من
تلك الكؤوس الدائرهْ
من ذكريات هواكمُ
بفِراش أنثى عاهرهْ
من كل مليارٍ هوى
بمزاد تحفٍ فاخرهْ
سأظل أجلد وعيكم
لا لن أريم مجاهرهْ
لا معذرة
لا معذرهْ!
يا أيتها الشعوب المسخرهْ!
واقرأ أيضا:
موتى بلا قبور / نعم / يومُ الفتحْ!! / ما ذنبي؟!! / ..صمود.. / اللص المحترم / الشبح القاتل! / الشعبُ المُمَهَّد! / لوْ أنِّي قلتُ الشعرَ؟! / ورع يفتت الكبد!!