يا دارُ لنْ أرضَى بغيرِك دارا
حتى ولو بذلُوا لِيَ الأقمارا
يا دارُ يا مهدَ الأحبَّةِ والهوى
يا جنةً كمْ أنبتتْ أطهارا
يا دارُ يا نبعَ المفاخرِ والنَّدَى
يا معهدًا كم خرَّجَ الأبرارا
يا دارُ يا نبضَ الفؤادِ تحيةً
ممن تشرَّدَ عَنْوةً وجهارا
ألْفَيتُ فيكِ الحبَّ ينبُعُ صافيًا
ونظِمْتُ فيكِ الدُّرَّ والأشعارا
وصدَحْتُ كالطَّيرِ المغرِّدِ هاتفًا
بينَ الخمائلِ بُلْبُلاً هزَّارا
وعرَفتُ من أحببتُ فيكِ مكرَّمًا
عفَّ الخِصالِ محصَّنًا مِبْرارا
وركَضْتُ خلفَ النَّحْلِ أعبَثُ وادِعًا
بينَ المروجِ أداعبُ الأزهارا
وسمِعتُ هَمْسًا للرمالِ ببحْرِنا
وعلوتُ موجًا باسِمًا هدَّارا
ورَتَعْتُ في سهلٍ فسيحٍ ناضرٍ
وشَتْه كفُّ أبدعتْ آثارا
ناغيتُ ساقيةً ونهرًا جاريًا
وبيادرًا ... ومَزارعًا وبِحارا
وشهَدْتُ في الغُدْرانِ وُزًّا سابحًا
مثلَ السفائنِ يذرَعُ الأقطارا
وعرَفتُ تاريخَ الجُدودِ ومجدَهُم
ورأيتُ شُمًّا دوَّخُوا استعمارا
وعلوتُ صَهْوةَ مُهْرةٍ عربيةٍ
وسللتُ سيفًا قاطعًا بتَّارا
أحببتُ أرضَ ديارِنا وجبالَها
وسهولَها والشُّمَّ والأغوارا
ورفضتُ ما فعلَ الجُناةُ بشعبِنا
وأبيتُ ذلاًّ يفرِضُون وعَارا
ورضعتُ ألبانَ الكرامةِ والوفا
يا دارُ منكِ ولمْ أخُنْ أحرارا
وحَنَنْتُ لليومِ الذي يُدمِي به
سيفُ العُروبةِ مجرمًا غدَّارا
وسمعتُ قَرْعًا للطُّبُولِ مدوِّيًا
ومَزاعِمًا وتحوَّلت أمصارا
كان المجيءُ مصيبةً لا نَجْدةً
ونتيجةُ الوعدِ الكذُوبِ بَوَارا
اللهُ يلعنُ يا بلادي خائنًا
ولَّى جبانًا وانحنى سِمْسَارا
والشعبُ يلعنُ يا بلادي عُصْبةً
كانت وبالاً لطَّختْ "أيَّارا"
يا دارُ منك طُرِدتُ في عهدِ الصِّبا
وحُرِمتُ رَوْضًا يانعًا مِعْطارا
يا دارُ لن أهوَى سواكِ مَوَاطِنًا
كلا ولنْ أرضى بَدِيلَك دارا
واقرأ أيضا:
طريد الدار