كانْ يا ما كانْ.. يا سعدْ يا إكرامْ... ما يحلى الكلام.. إلا بذكر النبي.. عليه الصلاة والسلام..
كانت ليلة "شم النسيم".. ومع نسماتِ الليلِ البهيم..
اقتربت مني "المدام".. وهي في أحسن هندام..
وقالت لى بصوتٍ رَخيم.. ما تيجي بكرة يا "تيتو" نشم النسيم..
تعالَ ناخدْ العيال.. وأيضا قليلاً من المال..
ونطلع بالعربيةْ.. بدري من الصبحيةْ..
ونكُر السِّكة كَرْ.. ودوغري على "راس البر"
أنا قلت: لأ.. فى الحال.. وبعد مناهدة وجدال.. منها ومن العيال..
وافقتُ على مضض!
فأنا لا أحب الزحام.. ولا أحب الدوخة على الحَمَّام.. خارج بيتي أو في أي مكان عام..
وصحيت من نومي بدري.. على صوت مراتي بيدوِّي..
بتنادي على زوجة بواب العمارةْ.. قائلة: أنتِ يا بت يا سمارةْ..
فين العيش واللمون والبصل الأخضر السارح.. اللي موصياكِ عليهم يا مزغودة من ليلة امبارح؟!!
فردت عليها سمارةْ: حاضر يا مدام.. خمس دقايق وكُلْ حاجة هتبقى تمام..
قمت من سريري مفزوع
فوجدت زوجتي الفصيحةْ.. قاعدة في الصالة وأمامها صفيحة.. وهي بترص فيها أشياء غريبة بس ليها ريحةْ!!
قلت لها: أيه دا يا ستي؟!! قالت لى:
فضلةْ خيرك.. شويه فسيخ ما ياكلهم غيرك..
وكام حتةْ ملوحةْ.. وكيلو سردين من عند الحاج بوحةْ..
فسألتها بكل أدب واحترام: ودول هناكلهم فين يا مدااااااام؟!!
فبصت لى بعين ونص.. ورفعت حاجب وقالت: يا سلام.. ع البحر طبعًا يا هُمام..
أنا عاملة حسابي فى البصل الأخضر واللمون.. ومتخافش.. جايبالك معايا فوطة وصابون..
وعنها.. واتشحنت الصفيحة المليانةْ.. في شنطة عربيتي الغلبانةْ..
وبعد ساعة يا بهوات.. وصلنا بالسلامة لـ"بلاج" العائلات..
ويا دوب ريحت ضهري على "الشيزلونج" تحت الشمسيةْ.. وبدأت أشم ريحة البحر والميه.. وأرجع بذكرياتي لأيام الطفولة الشقيةْ..
لقيت مراتي فرشت حصيرة بلاستيك في حجم الطبلية..
ثم اعتدلت لى وقالت: يلاَّ قُوم افتح شنطة العربية.. وناولني الصفيحة..
أنا قلت: يا نهار أغبر.. يا دي الفضيحةْ..
أبوس رِجلك نقضِّيها شندوتشات كباب وكفتة.. وبلاش الاحتفال بالصفيحة.. ما تهيِّجيش علينا دار الإفتا..
وفي لمح البصر.. قامت جابت الصفيحة واللمون والبصل..
وبعد دقايق يا حضرات.. لقيت "البلاج" كله تحول إلى مجموعة من الطبليات..
وتعالت الأصوات من كل الجهات بأجمل السيمفونيات..
أنت يا وااااد يا حسين.. ناولني يا منيل لفة السردين..
كده برضه يا بت يا ماجدةْ.. جايبة لنا "الرنجة" باردة!!
أخص عليكِ يا زكية يا باااااااي.. حد ينسى برَّاد الشاي؟!
بقول إيه يا سي موريس.. ما تقوم يا خويا تغسل لنا الخس والسريس..
وف ظرف ساعة يا بهوات
تاهت رائحة البحر من أنفي.. وتاهت الرمال الناعمة من خلفي..
وأصبحت أستنشقُ عبيرَ الفسيخ والملوحة.. ومن خلفي أكوام من البقايا على هيئة زبالة منزوحةْ..
وعدت لبيتي في المساء.. لأنقع روحي في "البانيو" المملوء بـ"الشامبو" والماء.. عسى أن أتخلص مما أنا فيه من وعثاء..
وجاءني صوت زوجتي المصونة والجوهرة المكنونة من خارج باب الحمام..
هاااا؟؟ أظن مزاجك بقى جميل..
فصرخت بأعلى صوتي: حسبي الله ونعم الوكيل!!
حسبى الله ونعم الوكيل!!
واقرأ أيضاً:
بيقـولـوا ..: عملوا لنا كـويز!! / حدوتة راجل مفروووس جدًّااا / فين المصري؟؟؟ / منتهى العقل / الموظفون في الأرض! / المجانين في نعيم! / دنيا النص ف الميَّة / يابتاع الفول والطعمية...