وَتَحَسَّسَتْ كَفِّي الجِرَاحْ
يَا لَلْغُـؤُورْ !!
أَكُلُّ هَذَا فِيّ
وَمَازِلْتُ ..
كَمَا قَدْ كَانَ
يَعْـهَدُنِي الجَمِيعْ
الصَّبْرُ أَفْيُونِي
كَأَنِّي لِلْجَزِيرَةِ
خِدْنُ مَرْوَانٍ
وَهَذَا الحُزنُ جَيْش
الهَاشِمِيِّينَ البَوَاسِلْ
وَهُـنَاكَ زَابٌ
غَيْر هَاتِيك
الَّتِي كَانَتْ
وَلَكِن لاَ تَزالْ
مَعَارِكِي تَحْتَاجُنِي
وَأَنَا السَّبِـيلُ ..
لِمِلْءِ هَذَا السَّأْمِ
بِالوَقْتِ المُطَارَدْ
فَأَتِيهُ فِي جُرحِي
وَأَسْتَلْقِي عَلَى تَرَحِي
مَعَ السَّكَرَاتِ
مُرتَشِفـاً ..
جَوَى الأَشْجَانْ
.. وَفَوْقَ ذُرَاهُ أَبْنِي
خَيْمَةَ الأَحْزَانْ
مَأْسُوفـاً عَلَيَّ
وَجِدَّ آسٍ
ثُمَّ أَرْهَنُ ..
عِنْدَ ضِيقِ الوَقْتِ
قَبْلَ مُرُورِهِ
سَرْجِي وَمِحْبَرَتِي
وَحَقْل الأُمْنِياتْ
فَهَلْ سَيَغُضُّ
عَنِّي الطَّرْفَ ثَانِية
بُعَيْدَ السَّبْرِ لِلأَغْوَارْ
.. أَخْشَى عَلى أَهلي
وَنَبْشَ قُبُورِهِمْ بَعْدَ الهَزِيمَهْ
أَخْـشى عَلى الأحْياءِ منهم
حَمْلَهُم مَا لاَ يُطَاقْ
أَخْشى عَلَى نَخْلِ العِرَاقْ
أَخْشَى عَلَى حُلُمي ..
بِلَمِّ الشَّمْلِ
إنْ مَرَّتْ لِوَأْدِ النَّوْمِ
عِنْدَ تَسَـدُّلِ الأَجْفَانِ
عَـنْ عَيْنَـيْهِ ..
مُفْزِعَـةً لِغَفْـوَتِهِ
بِكَابُوسِ الـشِّقَاقْ
أَخْشَى عَلَى بَلَلِ الجِدَارْ
أَخْشَى عَلَى مَخْدَعِـنَا العَرَبِـيِّ
مِنْ زَحْفِ التَّـتَارْ
إِذْ لَمْ يَعُـدْ قُطُزٌ هُـنَالِكَ
يَشْرَئِبُّ إِلَى الشِّـجَارْ
وَلِمَ التَّـزَحْلُقُ
حَيْثُ لا ثَلْجَ سَيَصْمُدُ
رَغْمَ قُرْبِ الخَافِقين
شِتَاؤُنَا الصَّيْفِيُّ
أَرْهَقَهُ الـخَرِيفْ
وَلاَ رَبِيعَ فِي الجِوَارْ
الزَّهْرُ لَمْ نَشْـتَمَّهُ
إلاَّ لَـدَى الشُّـعَرَاءِ
فِـي نَزْفِ القَصَائِدْ
حَيْـثُ لاَ الآسُ ..
وَلاَ النَّيْلُ وفَرُ الوَسْـنَانْ
قَد عَبِقا ..
بِبُسْتَـانِ ابْنِ زَيْدونٍ
وَلاَ وَلاَّدَةَ اليَوْمَ
بِأَنْدَلُسِ الطَّوَائِـفْ
سَوْفَ تُذْكِي بِالتَّبَارِيحِ
سِأرَاجَ الشِّآعْرْ
إِذْ قَدْ صُودِرَتْ ..
عِنْدَ احْـتِدَامِ الجَذْوَتَيْنْ
كُلَّ القَوَافِي
وَتَنَاثَرَتْ فَوْقَ البُحُورِ
بِحُـجَّةِ الإِقْوَاءْ
شُطْآنُ تَفْعِيلاَتِهَا
الغُـرُّ الفَـرَائِدْ
قَبْلَ انْـبِلاَجِ ..
الشَّمس بِالأَوْزَانْ
فَانْتَحَرَتْ عَلَى الأَسْتارِ
عِند الكَعبة
مِمَّـا رَأَتْه
مُلْصَـقَاتُ العَرَبِ السَّبْعُ
كَمَا افْتُرِشَـتْ ..
لِكَيْ يَعْـبُرَ هُولاَكُو
ضِفَافَ النَّهْـرِ صَاغِرَةً
وَنُكِّسَـتِ المَحَابِرُ
مِثْلَمَا الرَّايَاتِ ثَانِيَةً
وَدُنِّسَـتِ المَنَادِيلُ
الَّـتِي تَـحْوِي
عَلَى جَنَبَاتِـهَا الغَـرَّاءْ
.. دِمَـاءُ بَكَارَةِ النَّخَوَاتْ
عِنْدَ سُجُوفِ سُوقِ عُـكَاظْ
وَفَـوْقَ خَزَازَ هَائِمَةً
إِلَى المَشْجَى بِلاَ قَائِدْ
مِنَ الحَنَـقِ
عَلَى أَعْقَابِـهَا ذُلاًّ
وَحُوِّرَتِ الرُّؤَى غَبْناً
وَلَم تَأَلُ ..
وَمُزقَتِ القَصَائِدْ
بنغازي 12/2/2001م
نشرت بجريدة الزمان/ لندن
واقرأ أيضا:
حَائِطُ الشَّجَـا / أَقْتَاتُ حُزْنِي / رَحِيلُ رَجَاء / القَلْبُ الدَّامِي