اغفر لي .. كان عام
كان عام ..
عشته والرعب يسري في عروقي
باردا كالسم يغتال شبابي
كان غول عند بابي :
((إنهم آتون بالتابوت عند الواحدة
بعيون فوهات تدفق النيران منها
الحبال السود في أيديهموا تحكي الأفاعي
والخطاطيف كأذناب العقارب
إنهم آتون عند الواحدة
عندما تصمت كالقبر المدينة
في الدجى تجتر أحزان لعينة
وأنا الفأر الذي سدت عليه المصيدة)) !
أرصد النسمة والنبشة والخطو البعيد
خائفا .. أرشح بردا وعرقا
خائفا .. هل تعجبين بي ؟
إنني مثل الورى لحم ودم
أتعين؟
لا أريد الموت مازلت صغيرا كالزهور
لا أريد المعزل المسدود .. إني كالطيور
أعشق الخضرة والأضواء و الجو الرحيب !
وتمر الواحدة
مثل سكين تمشت في كياني باردة
((ربما يأتون عند الثانية )) !
واغفر لي .. فلكم صافحت بالأمس الصديق
وبكفينا لقاء في الغد
وحنين للغد ..
كنت أمضي وبقلبي لهفة .. للملتقى
((أيجيء ؟))
وتدق الساعة الشوهاء في رأس الطريق
((بلع الجب الصديق
وصديقا .. وصديقا .. وصديقا ))
ثم مازال يريد
وأنا .. ما كنت يا حبي أريد
وتمر الثانية
كالرحى تطحن عـظمي قاسية
((ربما يأتون عند الثالثة))
* * *
((ربما يأتون عند الرابعة))
* * *
((ربما يأتون عند الخامسة))
ربما يأتون .. في كل نباح .. أو مواء
أو صرير .. أو دبيب ..))
ربما يأتون .. حتى أسمع الصوت الحبيب
((يا حليب)) ..
عندها ينشف رشحي وأنام
فاغفري لي .. كان عام
كان عام !!
* * *
واحتوانا الصمت كالنعش ومرت ..
ساعة تنفث موتا
كل شيء حولنا ينفث موتا ..
شمعةٌ تندب فوق المائدة
ودواةٌ فارغة
وحروفٌ طمسـتها كف عفـريت مريد
ووشاح من جليد
كفن الأوراق والكتب وأعقاب السجائر
كانت الغرفة كهفا لفنا
بدخان وغبار
وعلى الجدران أشباح تلوت في سعار
وخيوط العنكبوت
- ((يا سجين الخوف لن نخسر إلا قيدنا
فالذي تخشاه عملاقا يموت
واقفا يحرس قبره
حائرا يرقص رعبا وقلق
إنه يخشاك لا ترعبك من عينيه حمرة
فهو يا طيري عملاق ولكن من ورق
لن تخاف الجب يمتص الطيور الأصدقاء
ما خسرنا الأصدقاء ..
لو تغنينا وواصلنا الغناء ..))
يا فتاتي وفتحنا النافذة ..
فاغتسلنا بالضياء ..
ونظرنا .. فرأينا في الطريق الأشقياء
وضحكنا ((نحن لسنا وحدنا ..
فلم الخوف ؟))
وغبنا في عناق !
واقرأ أيضاً:
ما أسوأ، ما أقسى! / أعظَـمُ منْ حبٍّ ! / مَعْـشوقَةُ الأحزانِ !!/ بِـلالُ العِشقِ !/ حَــيْـضٌ ! / لـوْلَــوهْ!!/ لُعْـبَةُ الزَّوجينِ !/ كلماتٌ على مِقْصلة الحلم:/ لستُ أنـا !/ فَـداحَـهْ !/ بَعْدُ وَبَعْدُ.../ فِـقْـهُ الرَّغْـبَةِ !