لا ينحازُ حبيبي لي
ينحازُ إلى العصفورات
وأنا،
لا أنحازُ إليه
أنحازُ إلى الشجر الطالعِ،
والعشب المتسلق.
.....................
بيني وبين بلاد من هجر الفؤادَ بلاد
شجرٌ،
وعشبٌ طالعٌ في كل ناحيةٍ،
وليس يروح ناحية المهاجر،
للعصافيرِ البعيدة
بيني وبين بلاده،
جرّبتُ زقزقة العصافيرِ
جربت رفرفةَ العصافيرِ
وبنيت لي عشا على الأشجار
خبّأتُ قوتَ الجسمِ،
ما خبّأتُ قوتَ القلب
حتى كبرتُ،
ولم يزل قلبي صغيرا في تعشّقه
هاجرتُ من عُشّي،
وجربتُ البلادَ،
حططتُ في كل البلادِ،
وها أنا،
في آخر الأعوام
أصبحتُ كهلا،
ضيقا بالعشبِ،
والشجر الكثيرِ،
ولم يزل بيني وبين بلاد من هجر الفؤاد بلاد .
.....................
من أجل حبيبي،
قلّدتُ العصفورات
زقزقتُ،
ورفرفتُ
لكن حبيبي من أجلي،
هل قلّد شجرا يطلعُ،
أو،
عشبا يتسلّق ؟.
.....................
السمّاح عبدالله
واقرأ أيضا:
غُفْرَانْ / لما تدخلني عيناك / ندى / كُنْ وَطَنًا لِي / حِكَايَةُ الْعَصَافِيرِ وَالشَّجَرْ / كل الحكاية تقصك -إلى الشمس العربية