يعرفني رمسيس الثاني
والهرم الأكبر
والنهر الخالد
وأبوالهول
تعرفني الطرقات المتناثرة على صدرك
والعتبات
شمسك حفظت رسمي
لما ألقت فوق حقولك ظلا لملامح جسمي
والقمر المتلأليء فوق جبينك
يعرف كل ملامح وجهي
وترابك
يعرف تدويرة شفتيّ
وتدويرة جبهة رأسي
يعرفني فقراؤك
حين أغني
لأُبَعّدَ أحزان الدنيا عن أكمام الودعاء
يعرفني أبناء الشمس
وأبناء الغيطانْ
حين أغني في ضوء القمرةِ
للعرسانْ
تعرفني أحلامك
لما أتدلى من فوق سماوات الدنيا
بتصاوير الفرحة
للبؤساء
تعرفني حيطانك
لما أتسلق بجلابيب العيد
لأبناء الطرقات
تعرفني أشجارك
لما أتدوّر تفاحا
أو رمانا
أو زيتونا
يزهو بالبهجة في ليل العشّاق
تعرفني أوجاعك
لما أتسلل كي أمسح حبات اللؤلؤ
في الأحداقْ
تعرفني دلتاك
حين حملتُ المدفع
كي أدفع عنك الأعداءْ
تعرفني تربتك الظمأى
حين زرعت الزيتون
لكي ينبت حبا
وعطاء
وجبالك وبيوتك ورمالك
أيضا تعرفني
فلماذا
تنكرني عيناك ؟
السمّاح عبدالله
واقرأ أيضا:
لما تدخلني عيناك / ندى / كُنْ وَطَنًا لِي / حِكَايَةُ الْعَصَافِيرِ وَالشَّجَرْ / وَطَنٌ لِلْبُكَاءْ / مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟ / حَالْ / سرقة