حكاوي القهاوي (56)
(255)
نكسة الشرطة
بعض السذج يصفون الانكسار الذي حدث للشرطة نتيجة ثورة الشعب المصري في 25 يناير بأنه أشبة بنكسة الجيش المصري في عام 1967. ليه بقى يا أخ أنت وهو؟!! هو الشعب المصري كان جيش إسرائيل؟!! المصيبة إنهم بيطلبوا من الشرطة تقف على رجليها زي الجيش المصري ما عمل. طب الجيش المصري وقف على رجله وعمل حرب استنزاف مع اليهود. مطلوب من الشرطة بقى إنهم يقفوا على رجليهم من تاني ويعملوا حرب استنزاف معانا، وكل يوم يغيروا علينا في مظاهرة عشان ما يضربونا ويقتّلوا فينا، لأجل ما روحهم المعنوية ترجع لهم من تاني؟ الله يرحم أبوك يا أخ أنت وهو نقطونا بسكاتكم.
(256)
عسكر ومواطن
زمان وإحنا عيال كان كل واحد فينا يقول نفسه يطلع إيه، واحد يقول نفسه يطلع دكتور؛ يعني راسم صورته في بكره؛ لابس بالطو وسماعه وبيعالج الناس. واحد تاني يقول نفسه يطلع مهندس؛ يعني راسم صورته في بكره بيصلح مكنة أو حتى بيخترعها. واحد تالت يقول نفسي أطلع ظابط جيش؛ يعني راسم صورته في بكره وهو شايل البندقية وبيقتل الإسرائيلي. وواحد رابع بقى بيقول نفسه يطلع ظابط شرطة؛ وده راسم صورته وهو بيطارد الحرامية. وإحنا صغيرين لما كنّا بنلعب عسكر وحرامية، كانت دايماً فيه خناقة مين فينا الحرامي ومين الظابط. الظابط هو اللي بيمسك الحرامي ويقبض عليه. من كام سنة العيال بقوا يلعبوا لعبة ظابط ومواطن، مش عسكر وحرامية، يعني بقى الواد نفسه يطلع ظابط علشان يتقالط على زمايله، والبنات تعاكسه، والناس تخاف منه وتعمل له ألف حساب لأنه بقى الباشا. وعلى رأي ظابط محترم قال ماحستش إني بقيت ظابط إلا لما رجعت من الكلية ولابس البدلة الميري لأول مرة؛ ولقيت الجزار بيحيني وعامل لي ألف حساب، الجزار ده هو هو اللي كان بيجري ورانا لو لعبنا الكورة في الشارع من كام شهر فاتوا.
هي دي صورة الذات بتاعة البيه الظابط؛ يتعمل له ألف حساب من المواطن ويخاف منه، ويسعى لوده، الظابط بيمشي ويقول يا أرض إنهدي ما عليكي أدي، ومفيش مانع طبعاً إن سيادته وأصحابه ياكلوا ويشربوا سفلقة على حساب محلات الأكل بتاعة الغلابة في المنطقة اللي الباشا بيشتغل فيها، وده طبعاً غير الإتاوات اللي بياخدها منهم علشان مرتبه يزيد ويقدر يجيب العربية، وبالتأكيد لو حد عمل مشكله مع أخوه أو أبوه؛ تليفون صغير لزميله في القسم يجرجروا اللي زعْلّهم وينحط في التخشيبة ويوصوا عليه نزلاء التخشيبة إنه ياكل علقة كمان، ولو الموضوع كبر وقلب لخناقة بجد مفيش مانع يطلّع الطبنجة الميري ويعمل بيها أحلى شغل، وطبعاً الأب والأم والأخ فرحانين بالباشا وحاسين إنه عزوتهم.
صورة الذات بتاعة الظابط صارت ماتفرقش كتير عن صورة الذات بتاعة البلطجي هي هي بالظبط، الراجل اللي الكل بيعمل له ألف حساب بسبب سطوته، وبرضه أهله حاسين إنه عزوتهم ولا يمكن حد يفكر إنه يقرب منهم.
بعد عبور الثوار لخط مبارليف في 25 يناير وهزيمة جهاز أمن الرئيس الذي لا يقهر؛ حصلت هزة لصورة الذات عند رجل الشرطة. بعد الثورة البيه الظابط لو شتم سواق ميكروباس؛ الواد يرد عليه، ولو حصل والظابط ضربه زي زمان، السواق الجربوع يرد القلم قلمين، سواء كان الظابط لسه متخرج بدبورة أو حتى مأمور قسم. طب الظابط اللي لسه متخرج يعمل إيه؟ دا كان شايل جواه أحلام وأحلام باللي ح يكون عليه بكره، فجأة يلاقي كل ده راح على فشوش!! يعني أبوه كان دفع رشوة علشان يدخل الكلية ولاّ شاف له واسطة عشان في الآخر ينضرب بدل ما يضرب؟!! هو حفظ إن في الفيلم الظابط هو اللي بس بيضرب، وإن الشعب كومبارس ربنا خلقهم لاجل في الفيلم لينضربوا.
معقولة آخرتها إن الباشا يخاف يمشي بالبدلة بعد ماكان بيمشي بيها ويتغندر، معقولة بعد ما كان بيركن عربيته صف تاني وتالت ومحدش يقدر يقول إزاي، بعد ما كان بيشتم ويلعن ويسب الدين؛ يلاقي كل ده بح خلاص؟!! النتيجة الطبيعية لكل ده إنْ البيه الظابط حصل له لوثه عقلية أو دخل في إكتئاب. اللي جاله إكتئاب قدم إستقالته وساب الشرطة وخلصْنا، أما اللي جت له لوثه أقسم ليربي ولاد الكلب، لاجل ما يذلّهم ويهينهم سوا كان في قسم شرطة أو في كمين وياسلام لو في مظاهرة. البيه الظابط لازم يشعر إنه انتصر وكرامته إتردت له، وإنه لسه الباشا وصورته ما انهزتش سوا قدام نفسه أو قدام بيته وجيرانه. البيه الظابط لازم يعمل أي انتصار حتى لو استغل ثغرة في مظاهرة، وبعدها يرقص بالسنجة ويقول "طظ في الشعب.. أنا الظابط.. أنا الحكومة.. أنا الحكومة".
(257)
شعار الشرطة الجديد
يقوم ضباط الشرطة الآن بضرب المواطنين زي زمان علشان يعلّموهم الأدب، فنلاقي ضابط يقوم بضرب شاب في كمين في قويسنا ويجبره على بوس جزمة العسكري ويقولّه هنخليك لما تشوف العسكري تمشي من الشارع التاني، وكمان قلّعه كل هدومه وأمر العسكري يتحرش به جنسياً. وقام ضابط تاني من إياهم في الفيوم بضرب شاب لغاية أما لفظ أنفاسه الأخيرة. وفي مظاهرات يوم الثلاثاء الماضي قام رجل من رجالة الشرطة بالرقص بالسنجة؛ فرحان منتشي بالنصر، وأم الشهيد تنضرب بالشلوت في بطنها ويقول لها البيه الظابط قرفتونا، ويعتقلوا ابنها؛ أخو الشهيد اللي فاضل لها، وللمحاكمة العسكرية يسلّموه.. وعجبي.
كل ده وغيره من اللي ما نعرفهوش معناه شيء واحد وهو أن الشرطة رفعت شعار جديد هو "الشرطة في خدمة نفسها". الشعار ده بيعني إن الشرطة بقى وشها مكشوف، يعني طز في الشعب وفي الحكومة وفي المجلس العسكري؛ ويا روح مابعدك روح. هذا الشعار الجديد جاء للرد على الشعب ابن الكلب اللي في ثورة خمسة وعشرين يناير هان الشرطة وكسر عنجهية السادة الضباط وخرّب عليهم عيدهم. أكتر ضباط رافعين الشعار ده؛ هم الضباط الصغار اللي دخلوا الشرطة علشان الناس يترعبوا من سيادتهم. نقول لكل الضباط أصحاب هذا الشعار الجديد إن الشعب صاحي ومش راح يسمح لهم بشعارهم ده وراح نغني لهم "ودَّع هواك وانساه وانساني.. عمر اللي راح ما ح يرجع تاني".
(258)
تطهير الشرطة
أقترح أمرين في سبيل تطهير جهاز الشرطة –إلى جانب الكثير من المقترحات التي ذكرها الكثيرون من قبل– إن كان هناك من يرغب في تطهيرها فعلاً. أما الأمر الأول فهو بسيط للغاية ويتمثل في أن يضع كل العاملين في الجهاز قطعة نحاسية صغيرة عليها الرتبة والاسم، وذلك حتى نعرف بسهولة اسم الشخص الذي يتعدى علينا بهدف تقديم الشكوى ضده واتخاذ الإجراءات اللازمة. هذا الإجراء البسيط سيضع حداً يردع كل شرطي يقوم بالتعدي على حقوق المواطنين بأي شكل من الأشكال.
الأمر الثاني يتمثل في إجراء التحليل المفاجئ والمستمر على جميع العاملين بوزارة الداخلية للكشف عن المخدرات والمسكرات، ومن يكشف التحليل تعاطيه لأي من المخدرات أو المسكرات فيجب إيقافه عن العمل وإخضاعه للعلاج، فلا يعقل أن يكون ضابط الشرطة أو أمين شرطة مدمن للمخدرات. وإذا ما ثبت التعاطي في التحليل المفاجئ للمرة الثالثة فيجب فصله من الخدمة.
أتحدى أي وزير داخلية في مصر أن يقوم بتطبيق هذا الإجراء لأنه يعني ببساطة أن قلة قليلة مندسة من رجال الشرطة هم فقط الذين سيستمرون للعمل في هذا الجهاز.
4/7/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (58)
واقرأ أيضاً:
قنا: البحث عن.. جملة مفيدة/ أهم من الاستفتاء، وأخطر من ثورة مضادة/ هنا والآن.. الثورة تكون إزاي؟؟/ كشف الطيش.. في مسألة الجيش/ حكاوي القهاوي