يوميات أيام الثورة.. 1"لا تبتئسوا"
"الورد اللي فتّح في جناين مصر"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"
من مصر، ومن موقعي كمواطن وكطبيب نفسي أكتب:
ماذا فعلت بأخيك؟، صرخة مدوية في الأرض عند بدء الخليقة أتصور أنها هزت كيان أحد ابني آدم بعد أن قتل أخاه ثم راح يتطلع في ذهول ليفكر ماذا بعد!؟
سؤال أتوجه به إلى الذين يمارسون القتل في ميدان التحرير وأنحاء مصر في مشهد غير مسبوق لم نكن نظن أن يصل إليه الحال، السلطة تتعامل مع متظاهرين سلميين خرجوا تعبيرا عن رأيهم لإنقاذ الثورة المصرية التي هزت العالم من الانتكاس.
كل التحية والإعزاز للشهداء، ونحني رؤوسنا تقديراً واحتراماً لأولئك الشباب الرائعين ممن نطلق عليهم: "الورد اللي فتّح في جناين مصر" الذين تقدموا الصفوف ورفعوا رايات الاحتجاج النبيل في ثورة يناير، ثم عادوا إلى ميدان التحرير مرة أخرى يقدمون في جرأة نادرة الأرواح والدماء من أجل الحرية، إنهم شباب تحركهم الأحلام، وأصوات متحمسة مازالت تدوّي في سماء الميدان: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وسواعد مشدودة، والدماء أيضاً مازالت تسيل على أرض مصر، شهيد يتلو شهيد، وأحلام الشباب تزداد والفجوة بينهم وبين الواقفين أمام حلمهم تزداد اتساعاً وتملؤها الدماء. تزهق الأرواح، الشهداء قدموا أنفسهم فداء الوطن، لقد قدموا لنا نموذجا رائعا وانتشلونا من اليأس إلى الأمل.
آخر الكلام: "وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا"
هذه أبيات لأمير الشعراء، لنقرأ، ولنتأمل، ولنبكي ونتأثر...
وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ *** فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ *** يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا *** إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا *** وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ *** وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ *** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
واقرأ أيضاً:
قانون العزل السياسي، قانون التفافي/ لماذا عادت الثورة من جديد؟/ افهموا سيكولوجية الثائر يا ولاد الطغاة/ وجوه مصرية في التحرير