تكاثرَ الهمُّ في صدري فأنطقني
بين المرايا بقايا ظلِّكِ العاتي
لم تُكتَشفْ فيكِ إلا ألفُ عاصفةٍ
بلهاءَ مقصدُها هدمي وإسكاتي
إلى متى أنتِ أمراضٌ تُلاحقـني
ولا تُعشعشُ إلا في التفاتاتي
وأنتِ في الهمِّ طعنٌ لا يُفارقُني
ما دامَ ظلُّكِ يمضي في اتِّجاهاتي
كم ذا أحطَّمُ مرَّاتٍ على قلقٍ
بين الفواصلِ أو بين العباراتِ
هل ترسميني كألفاظٍ مُقطَّعةٍ
وما لها مهربٌ بين السِّياقاتِ
هذي ضحاياكِ أحلامٌ ممزقةٌ
وما احتواها سوى رسمي وفرشاتي
كيفَ التخلُّصُ مِن دربٍ يُقيِّدني
وخطوتاهُ هما بحري ومرساتي
أنا المركَّبُ مِنْ أوجاعِ نائمةٍ
أنا المفتَّتُ في مرسومِها الآتي
أنا المعذَّبُ في تبيانِ سيِّدةٍ
أنا المشتَّتُ بين الذاتِ والذاتِ
أنا المغيَّبُ عن إيقاظِ أشرعةٍ
أنا المُرحَّلُ عن إحياءِ مشكاتي
أنا المهمَّشُ في نصِّ الهوى وأنا
في مفرداتِـكِ أُرمَى للتَّعاساتِ
مَن لا يرى الحبَّ كشفاً في عوالِمِهِ
فكلُّ ما فيهِ يُدعَى لانهياراتِ
وأَّنتِ ما بين ألوانِ مُدَمِّرةٍ
لا تُتقنينَ سوى رسْمِ المصيباتِ
متى تفيقينَ مِنْ غيبوبةٍ عزفتْ
مِن وحيِ ظلمِكِ ألحانَ انكساراتي
ما كنتُ منكِ سوى فكرٍ يُسَافرُ بي
ما بين شيئينِ بين الذئبِ والشاةِ
قرأتُ كلَّكِ سكِّيناً يُمزِّقني
وكلُّ ما فيهِ فتحٌ في عذاباتي
وكلُّ ما فيهِ آلامٌ تحاورني
وعالمُ الآهِ يغلي في جراحاتي
هل صرتُ منكِ بقايا لا تُعالجني
إلا إذا جئتُ مِنْ نبعِ النهاياتِ
حيثُ النهاياتُ لمْ تنهضْ مآذنُها
إلا لتحكيَ شيئاً عن معاناتي
أنا التصدُّعُ لا هدمٌ سيهزمني
وذلكَ الحبُّ يبني لي كياناتي
الحبُّ ليس رواياتٍ نذوبُ بها
إنْ لم نعايشْهُ في نفيٍ وإثباتِ
الحبُّ أكبرُ مِنْ لفظٍ نُردِّدُهُ
وفهمُ ما فيهِ فهمٌ للسَّماواتِ
قدْ تكشفُ الأحرفُ السَّوداءُ عن قمرٍ
وجودُهُ بين هاتيكَ النِّفاياتِ
سأقلبُ الهمَّ معراجاً أُديرُ بهِ
مِنْ ذلكَ الفكرِ نبضاً للإراداتِ
سأقلبُ الجرحَ أزهاراً تُعيدُ معي
معنى الحياةِ لذاكِ العاطرِ الآتي
سأقلبُ الطعنَ أشعاراً مغرِّدةً
ومنشدوها زهورٌ في عباراتي
سأقلبُ الليلة الظلماءَ بسملةً
تسيلُ بالحبِّ عذباً في مناجاتي
ما أجملَ الحبَّ رقراقاً على لغةٍ
تفيضُ بالمسكِ مِنْ ذاتٍ إلى ذاتِ
لا يُنتقى الدُّرُّ إلا ضمنَ أسئلةٍ
تُذيعُ أحرفُها أحلى الإجاباتِ
عبد الله علي الأقزم 18/5/2012م - 3/7/1433هـ
واقرأ أيضا :
لنْ أهواكِ ثانيةً / ويحلو ذلك السَّفرُ / أسئلةٌ تجتازُ المحيط / ولِلحُبِّ رياحٌ شماليَّة / ويسألُ دائماً عني / إبحارٌ بين قُبلتيْنِ