(580)
المتادور
الفصل الأول: المشهد الأول:
يقف الراوي على خشبة المسرح قائلاً:
يقول الرئيس كارتر: "نحن لم نجعل السوفييت يتدخلون في أفغانستان ولكننا زدنا من احتمالية تدخلهم".
لقد دفع الأمريكان السوفييت للتدخل في أفغانستان عن طريق استفزازهم بتقديم الدعم للمجاهدين هناك. ففي 3 يوليو 1979 وقبل الغزو السوفييتي لأفغانستان وقّع الرئيس كارتر التوجيه الأول لدعم معارضي السوفييت في كابول.
المشهد الثاني:
يقف الميتادور الأمريكي ليحرك وشاحه الأحمر أمام الثور السوفييتي الهائج ليهجم الثور السوفييتي على الإسلاميين ليصرعهم، فإذا بالإسلاميين هم الذين يصرعون الثور السوفييتي الهائج.
المشهد الثالث:
يتباهي المتادور الأمريكي مختالاً بأدائه الرشيق الذي صرع فيه الثور السوفييتي العظيم برشاقة حركاته ودون أن تسقط منه قطرة دم واحدة لتهتف له الجماهير (أوليه.. أوليه).
المشهد الرابع:
يظن الميتادور الأمريكي أنه وبطعنة واحدة سيصرع الثور الإسلامي المنهك، فإذا بالمتادور الأمريكي يوشك أن يلقى نفس المصير السوفييتي.
المشهد الخامس:
يتراقص الثور الإسلامي السلفي في الحلبة منتشياً وسط هتافات الجماهير (أوليه.. أوليه)
الفصل الثاني: المشهد الأول:
يدخل رجلٌ إلى خشبة المسرح يتصبب عرقاً، يبدو عليه الإجهاد الشديد. يقف الرجل ليلتقط أنفاسه ويقول احذروا يا قوم فالآن وفي المحروسة يتكرر السيناريو الأمريكي السوفييتي، فبعد أن ذهب كنزهم الاستراتيجي مبارك فلا سبيل للمتادور الأمريكي الصهيوني سوى أن يمارس مهارته في إثارة الثور السلفي الإخواني لينقض على القوى الثورية الليبرالية للتخلص منها. يخرج الرجل من المسرح وهو يبكي.
المشهد الثاني:
يبتسم المتادور ويتذكر كيف حدث اغتيال السادات، فيقول فبعد أن ثارت القوى الليبرالية في وجه السادات وأدخلهم جميعاً السجون وفعل الشيء نفسه مع الإسلاميين، أيقنت أن الثورة على الأبواب وأنه إذا ما جاءت تلك القوى الليبرالية الثورية فسوف يؤثر هذا حتماً على مصالحنا في المنطقة.
يقف المتادور الأمريكي الصهيوني وسط المسرح ليحرك وشاحه الأحمر سريعاً أمام الثور الإسلامي لينقض على السادات وسط هتاف الجماهير (أوليه.. أوليه)، وما أن قتلوا الرجل، قام المتادور لينقض على الثور الإسلامي بنخجره الجديد مبارك ليصرع الثور الإسلامي وسط هتاف الجماهير (أوليه.. أوليه). تلتف الجماهير حول المتادور الأمريكي الصهيوني مبارك دعماً له لتحقيق الأمن والأمان والأستقرار.
المشهد الثالث:
يدخل الراوي المسرح ليقول وبهذا يا سادة أجهض المتادور الأمريكي الصهيوني ثورة القوى الليبرالية في مصر التي كادت أن تطيح بحكم السادات. الآن وبعد ثلاثون عاماً عاد الليبراليون لينجحوا في ثورتهم ضد خليفة نظام السادات. الآن ليس هناك بد مما منه بد، فهذه القوى الثورية الليبرالية لن تقبل بالخضوع لأمريكا وللصهاينة ذلك لأنهم يقرأون ويفكرون، وعلى المتادور الأمريكي الصهيوني أن ينزل الحلبة مرة أخرى ليقدم لنا درساً في فنون المصارعة وكيفية إفشال الثورات لتحقيق وتعميق مصالح المتادور في المنطقة لتهتف له الجماهير (أوليه.. أوليه). يهتف الجمهور (أوليه.. أوليه)
الفصل الثالث: المشهد الأول:
يدخل الراوي ثانية خشبة المسرح فيتوسطها قائلاً، يقول غزلان معلقاً على أحداث جمعة كشف الحساب في 12 أكتوبر من عام 2012:
"إن مظاهرات التحرير هي حرب على الإسلام، وأن فاعلوا هذه الأحداث إنما يرغبون في إفشال الحكم الإسلامي وتشويه صورة الإسلاميين المرتبطة بحكم الرئيس محمد مرسي؛ فاليوم نواجه من يكره أن يحكم مصر الإسلام."
المشهد الثاني:
يقف المتادور الإخواني وسط المسرح محركاً وشاحه الأحمر ببراعة ورشاقة شديدتان لينطلق الثور السلفي الهائج منقضاً على الوشاح فإذا بالمتادور يحرك وشاحه ليقتل الثور السلفي القوى الليبرالية التي وضع المتادور الإخواني وشاحه أمامهم، وسط هتافات الجماهير (أوليه.. أوليه).
يفرح المتادور الإخواني ويختال راقصاً حالماً بالانقضاض يوماً على الثور السلفي الذي يجب إدخاله في معارك كثيرة حتى يسهل عليه قتله بطعنة واحدة ليطرحه أرضاً وسط هتاف الجماهير للمتادور الإخواني "أوليه.. أوليه".
المشهد الثالث:
يتوسط الراوي خشبة المسرح قائلاً، يقول العريان معلقاً على منح خمسين ألف فلسطيني للجنسية المصرية بعد تولي مرسي الحكم: "إذا قبلت بريطانيا خمسة مليون مهاجر، وفرنسا وألمانيا كذلك كدول ديمقراطية ونجحت بإقناع شعوبها، فإنه يمكن للديمقراطيات العربية أن تطرح قبول لاجئي فلسطين".
يدخل ناشط سياسي إلى خشبة المسرح ويقول للراوي احفظ عني أيها الراوي أني من أبناء سيناء وأدعى أبو فجر، احفظ عني أيها الراوي أنه "هكذا يخطط الإخوان لبيع سيناء للفلسطينيين لقيام دولة غزة الكبرى".
المشهد الرابع:
مرة أخرى يقف الميتادور الإخواني وسط الحلبة ليحرك وشاحه الأحمر أمام الثور الإسلامي الهائج في جبهته الجديدة بسيناء، حالماً بأن ينقض هذا الثور ليقتل العدو الإسرائيلي، وسط هتافات الجماهير (أوليه أوليه)، فالمتادور الإخواني البديع الشاطر سيقتل العدو الأوحد بأقل مجهود ودون أن تسقط منه قطرة دم واحدة.
الفصل الرابع: المشهد الأول:
يدخل الميتادور الأمريكي الصهيوني ليتوسط الحلبة محركاً وشاحه الأحمر في مواجهة الثور الإخواني السلفي الإسلامي الهائج. يراهن المتادور الأمريكي كالمعتاد على غباء الثور الإسلامي الذي يعرف فقط الاندفاع في الهجوم دونما الحاجة للتفكير.
يكرر المتادور الأمريكي السيناريو السوفيتي بالكربون فيحرك وشاحه الأحمر ليندفع الثور الإسلامي الهائج من سيناء ليهاجم إسرائيل بدعوى تحرير القدس وتحقيق الحلم الإسلامي العظيم.
الثور السلفي يحلم بالنصر، وإسرائيل أيضاً تحلم بأن يكون هذا الثور المتهيج مبرراً كافياً لها لإعادة احتلال المنطقة (ج) في سيناء بدعوى حماية دولة إسرائيل من هجمات هذا الثور الهائج الذي يشكل تهديداً لأمنها ووجودها، لتخلق إسرائيل مزارع شبعا جديدة في سيناء.
المشهد الثاني:
تحتل إسرائيل المنطقة (ج) وتعلن أنه لا مانع لديها بالتخلي عنها ولكن في إطار مفاوضات جديدة للسلام، فإسرائيل دولة سلام وليست دولة حرب، تتعالى هتافات الجمهور للمتادور الأمريكي الاسرائيلي الصهيوني (أوليه.. أوليه).
المشهد الثالث:
يضحك الثور الفلسطيني السلفي الإسلامي فهو لم يخسر شيء فالحلبة التي يصارع عليها المتادور الصهيوني ليست أرضه، وسيسكنون الجبال ليشكلوا تهديداً مستمراً لإسرائيل بهجماتهم العنترية.
يضحك المتادور الصهيوني فبساكني الجبال هؤلاء سيكون لديه المبرر لبناء جدار عازل في سيناء بدعوى حماية نفسه مع استمراره في إحتلال المنطقة (ج).
المشهد الرابع:
يدخل الثور الإسلامي الإخواني السلفي خشبة المسرح صارخاً أن حي على الجهاد ضد العدو الصهيوني، فيظهر نفسه بذلك في صورة البطل الذي لن يهدأ له بال ولن ينام له جفن إلا بعد أن ينتصر على العدو الصهيوني. تهتف الجماهير للثور الإسلامي (أوليه.. أوليه).
المشهد الخامس:
الثور الإخواني يجلس في الخفاء مع المتادور الامريكي الصهيوني ليعقد معه صفقة أن اتركوني في السلطة وسأضمن لكم بقاء الوضع على ما هو عليه.
المشهد السادس:
يتوسط الثور الإخواني خشبة المسرح مخاطباً الجمهور ويدعوهم لنبذ الخلاف والالتفاف حوله كما فعلوا مع عبد الناصر بعد النكسة، فيبقى في السلطة حتى يتمكن من أن يصرع هذا المتادور الصهيوني.
يندفع بعض من الجمهور حاملين الثور الإخواني على الأكتاف يهتفون (أوليه.. أوليه).
المشهد السابع:
يدخل الثور الإسلامي خشبة المسرح ملتفتاً إلى الجمهور ليتهمه بأن ما جرى إنما هو بسبب تركهم الدين، وأن ما حدث من هزيمة ليس إلاّ عقاباً من الله لهم. وأنه يجب أن تتطهر البلاد أولاً من الدنس والشرك حتى يتحقق النصر بإذن الله.
يهجم الثور السلفي ليحرق الملاهي ودور المسرح والسينما وأي مظهر من مظاهر المجون، ويطارد النصارى والشيعة والبهائيين والملاحدة وبقايا الليبراليين.
المشهد الثامن:
يقف المتادور الأمريكي الصهيوني ليكمل احتفاله بالتهام الكعكة المصرية فيطالب بحماية الأقليات مع التفكير في ضرورة تقسيم مصر.
يوافق الثور الاخواني على فكرة التقسيم طالما ستكون له دولته وخلافته الإسلامية في الشمال حتى يتحقق لهم النصر بإذن الله وإعادة توحيد البلاد.
يوافق الثور السلفي على إقامة خلافته الاسلامية في الجبال بسيناء، مع شرط البقاء أيضاً في المناطق الفقيرة من الشمال ليشن منها هجماته على كل فاجر آثم في الشمال لا يقبل بحكم شرع الله، حتى يتحقق لهم النصر بإذن الله وتوحيد البلاد.
تسعد الأقلية المسيحية بالبقاء في الجنوب فأخيراً ستعود مصر مسيحية ويبتهلون إلى الرب بإعادة توحيد البلاد.
المشهد التاسع والأخير:
ينقلب الثور الإخواني على الثور السلفي حتى لا ينازعه في ملكه ويتهمه أنه بغبائه المعهود قد أوصل البلاد لما وصلت إليه. يتهم الثور السلفي في المقابل الثور الإخواني بخيانة العهد. يتصارع الثوران في الحلبة بوسط المسرح.
يقف المتادور الأمريكي الصهيوني ليمد كليهما بالسلاح حتى يضمن بقاء القتال وحتى يقوم الثور الإخواني بما لا يرغب المتادور الأمريكي الصهيوني أن يتورط فيه بقتل هذا الثور السلفي الأحمق.
يحتدم القتال، وتسيل دماء كلا الثورين وسط هتاف الجماهير أوليه.. أوليه.
يغلق الستار:
يخرج الثور السلفي ليحيي الجمهور، يعقبه الثور الإخواني، ثم يخرج في النهاية على الجمهور المتادور الأمريكي الصهيوني وسط تصفيق حاد للبطل يهتفون أوليه.. أوليه.. أوليه أوليه أوليه.
24/10/2012
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (124)
واقرأ أيضاً:
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة / خبر مبارك المكذوب / مازوخية المصريين: باي باي ثورة! / مازوخية المصريين: ثورة بالقانون وها.. ذي آخرتها! / حكاوي القهاوي