الكذب بالنظر مباشرة في العينين
الكذاب، عكس ما يشاع، يميل إلى النظر إلى مخاطبه أكثر من أي شخص آخر يقول الحقيقة.
يُعتقد في الغالب أن الكذاب يُزيح بنظره مخافة أن يفضح، وأنه ومن أجل كشف الكذاب من طرف مخاطبه، يكفي أن تطلب منه إعادة الحديث، وأن ينظر مباشرة في عينيك.
لكن هل هذا الاعتقاد يطابق الحقيقة؟
من أجل معرفة ذلك، عمل باحثون في علم النفس، على إنجاز خلاصة أبحاث عديدة حول الموضوع. فلاحظوا أن بعض العلامات تفضح فعليا الكذاب؛ إذ يميل الكذاب إلى تسجيل وقفات خلال خطابه، أو التردد، وقليلا ما يصاحب حديثه حركات الأيدي.
فيما يخص النظر على أي حال، يبدو أن الكذاب لا يزيح بنظره، بل على العكس من ذلك تماما.
طلب الباحثون في تجربة بإحدى المطارات إلى المسافرين قول الحقيقة -حول وجهتهم- أو الكذب. كان على الملاحظين تسجيل عدد المرات الذي كانوا فيه يزيحون بنظرهم، أو على العكس يبحثون عن تلاقي أعينهم بأعين مخاطبيهم.
تبين من بين 338 مسافرا الذين ثم استجوابهم، أن الكذابين يسعون غالبا إلى الاتصال البصري بمخاطبيهم، أكثر من الصادقين.
كيف نفسر هذا التأثير؟
الكذاب يميل إلى التشكك في مصداقيته. لهذا السبب، يرغب بدرجه أكبر في أن يظهر أكثر إقناعا. ولمعرفة أنهم يصدقونه، يبحث عن علامات في أعين مخاطبه، وفي إشاراته، ملاحظا إياه بانتباه.
الشخص الذي يقول الحقيقة، على العكس، أسباب التشكك لديه قليلة في أنه لن يتم تصديقه، داعيا نفسه بالنظر في جهة أخرى.
المظاهر، كما الأشخاص، خداعة.
العناوين الكبرى وتأجيج العاطفة
لماذا تفضل صحافة الإثارة العناوين بالخطوط العريضة؟
لأنها ببساطة تسبب إثارة أكبر، حسب الاختصاصيين النفسانيين بألمانيا. فبوضع أقطاب كهربائية على رؤوس أشخاص نريهم كلمات ذات وقع عاطفي، بخطوط صغيرة أو كبيرة، لاحظوا أن موجة دماغية سالبة تحدث بعد 0,15 ثانية من إظهار الكلمة، وموجة أخرى 0,15 ثانية فيما بعد، بسبب الكلمات المكتوبة بخط عريض.
هذه الموجات الدماغية تعكس قوة المعالجة العاطفية من طرف الدماغ. وهكذا تحدث الكلمات المكتوبة بخطوط عريضة ردة فعل شديدة.
حسب الباحثين، يعمل الدماغ على تعديل شدة العواطف حسب القرب أو البعد: فإذا رأينا عنكبوتا على بعد 10 سنتيمترات، نكون أكثر خوفا مما لو رأيناه على بعد مترين. حجم المثير إذن حاسم في تعديل شدة ردة الفعل. مثل ردة فعل الكلمات تماما.
شبكات اجتماعية... أو لاجتماعية؟
النشاط الاجتماعي على الشابكة -الانترنيت- يفترض أنه يساعد الأفراد الأكثر انطواء على البوح والثقة بالآخرين، وذلك على الرغم من خجلهم.
لكن دراسة أنجزت بكندا كشفت أن هذا الدعم على الشبكة يرافقه خوف متصاعد من الالتقاء بأشخاص في الحياة الحقيقية.
إضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، الخوف من الظهور أمام الناس، الالتقاء بالناس، يطورون أعراض اكتئاب بشكل أسهل عندما يقضون الكثير من الأوقات على الشبكات الاجتماعية. تتراجع نوعية الحياة لديهم، ويظهر أن اللجوء إلى -الشابكة- يغذي رهابهم الاجتماعي أكثر مما يعالجه.
من هو المدير المثالي؟
تخيل أنه يمكن لك اختيار مديرك، ترى كيف ترغب أن يكون؟
شابا، كهلا، ذكيا، عاطفيا؟ امرأة أو رجلا؟
كشفت دراسة أجريت في بريطانيا أن الموظفين، يفضلون مديرا شابا إن كان رجلا،و مديرة كهلة إن كانت امرأة.
كما أنه إذا كان يتم تقديره معدل الذكاء، فليس الأمر كذلك بالنسبة للذكاء العاطفي. فهذا الأخير يعكس القدرة على إقامة علاقات تفهم لعواطف الآخرين والعواطف الذاتية.الشخص الذكي عاطفيا يعرف متى يكون المساعد مرهقا، سعيد، غاضبا، حزينا... كما أنه يعرف تقلبات مزاجه بغرض عدم المس العاطفي لزملائه للحصول على أفضل النتائج.
النساء، تكشف هذه الدراسة، يطلبون أكثر من الرجال رئيسا يتوفر على ذكاء عاطفي جيد. لكن بما أنهن أقل تمثيلا في اللجان التي تختار المدراء، يحدث الفصام بين حاجات الموظفين واختيار المدير.
المرجع:
المجلة الفرنسية: Cerveau & Psycho – في عدد N°53 septembre - octobre 2012
واقرأ أيضاً:
السياسة ترى على الوجوه / تأتي الأفكار ونحن نمشي / هل هناك مورث للسعادة العاطفية؟ / الحب المرضي إدمان يستعبد الفتيات