أيهما أفضل للرضيع: الإبهام أم المصاصة؟ الجدل قديم حول هذا.
للمرة الأولى انكبت فرق بحثية على المسالة: بينت الدراسة أن استخدام المصاصة خلال النهار لدى الأطفال، يقلص من قدرات التعاطف والذكاء العاطفي، أو ملكة التمييز وفهم عواطفه وعواطف الآخرين.
فقد عمل الباحثون على اختبار الفرضية التي مفادها أن العواطف تضعف باستخدام المصاصة خلال تفاعلات الطفل مع والديه أو مربيه -تتقلص حركية عضلات الوجه المحاكية- (الابتسام عندما يبتسم الأخر أو القلق عندما يقلق). وهذه المحاكاة مهمة لتعلم الطفل وفهم مجموعة من العواطف، حيث صوّر علماء النفس وجه أطفال -سبع سنوات- يشاهدون على شاشة وجوها معبرة بالعواطف.فلاحظوا أن الأطفال الذين استخدموا خلال سنواتهم الأولى المصاصة -وليس الإبهام- اظهروا محاكاة وجهية أدنى -بل منعدمة تقريبا-، على مدى خمس سنوات من استعمال المصاصة.
ولدى شبان بالغين من العمر 19 سنة، لاحظ الباحثون أن الاستخدام المبكر للمصاصة مرتبط بذكاء عاطفي ضعيف. لقد أظهر هؤلاء الشبان صعوبة في التعرف على عواطف الآخرين، وعلى عواطفهم الذاتية، والتفاعل بشكل مناسب. هذا والذكاء العاطفي مرتبط بشكل وثيق بالرفاه، وبالنجاح الشخصي والمهني. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليص استخدام المصاصات.
توضح هذه الدراسة أنه خلال تفاعلات الطفل مع المربين خلال النهار قد تكون الآثار ضارة، وبالمقابل يمكن إعطاء المصاصة في الليل أو خلال فترات الراحة، ولسبب مازال عليهم اكتشافه، هذه الآثار لا تؤثر إلا على الأبناء. استخدام الإبهام ليست له آثار من هذا القبيل.
المصدر: المجلة الفرنسية المتخصصة في علوم الدماغ لشهري نوفمبر وديسمبر: Cerveau&Psycho - n° 54 novembre - décembre 2012
البحث الأصلي:
P. Niedenthal et al., in Basic and Applied Social Psychology, vol. 34, p. 387, 2012
اقرأ أيضاً :
التربية: دعوة إلى الله ! / حتى نعْدل إن عاقبنا / مفهوم اللغة في حياة الطفل