ربما يعترف الإخوان لأنفسهم يوما، ويعتذرون لشعبهم... أنهم أخطاءوا التقدير والتصرف في مواقف كثيرة، وظنوا في أنفسهم -وبعض الظن إثم- بأنهم قادرون على قيادة الوطن بطريقة تناسب المرحلة، وقادرون على إدارة دولة لا يمتلكون من خيوطها شيئا، وقادرون على تحقيق أحلام شعب قام بثورة، ثم بدلا من أن يتكاتفوا مع جموعه -الغاضبة على النظام-، وبدلا من التعاون مع مختلف الأطياف، بدءوا ففصلوا من (أعضاءهم) -شبابا، وشيوخا- كانوا رصيدا استراتيجيا هائلا للوصل والتشبيك مع غير الإخوان!!!
وأهملوا استثمار طاقات هذا الشعب المهدرة، ودماءه النازفة على الأسفلت، وظنوا أنهم -وحدهم- قادرون على تطهير (الدولة) من عصابات لا يعرفون أولها من آخرها!!!
بدلا من دائرة مستديرة معلنة للحوار بين كل الأطراف -وتتضمن رؤوس النظام السابق/الحالي- يجري أمام الشعب في شفافية، وبدلا من تشكيل كيانات شعبية لاستكمال ملفات تطهير، وتطوير وتغيير منظومات الأمن، والإعلام، والقضاء، وغيرها.... يكتفي الإخوان بتحريك أشخاص، وإحلال وتبديل، هنا وهناك ببطء شديد، يفرمله صخب المعارضة، طبعا... لكنه أصلا مسار خاسر لن يصل بنا إلى شيء!!!
أضاع الإخوان فرصة تاريخية لإحالة كل النخب السياسية القديمة إلى التقاعد، وتقديم نخب جديدة من أجيال جديدة، تتضمن الإخوان، وغيرهم.... وطبيعي أن إبقاء نخبة القيادات العجوزة للإخوان أبقت على بقية العجائز في أجهزة الدولة، وفي المعارضة - طابقين على أنفاس بلد 60% من سكانه شباب وأطفال-!!!
ما هي خطة الإخوان للخروج من الكمين الذي أدخلوا أنفسهم فيه؟؟
ما هي خطتهم لتطهير الدولة، والحوار مع القابضين على زمام أمورها، بشفافية أمام الشعب، وليس في الغرف المغلقة؟؟
ما هي خطتهم للخروج من الرمال المتحركة التي يتوغلون فيها؟؟
ما هي خرائطهم البديلة للخروج من المأزق متعدد المراحل دون مزيد ابتعاد عن طاقة الشعب، والشباب... المتحولة إلى سخط يحرق، ودماء تنزف، وتعذيب تمارسه الداخلية ويتحمل الإخوان المسئولية إعلاميا، وسياسيا، وبسبب ابتعادهم عن غضب الناس الساخطين.. يصبح موقفهم أكثر ضعفا في التعامل مع عصابات النظام!!!
وما هي خطتنا جميعا -كل في موقعه- لاستثمار نقاط القوة الكثيرة، والإمكانيات الهائلة للناس -التي تتكشف كل يوم أكثر- للخروج من هذه المرحلة؟؟؟
9/2/2013
ويتبع >>>>>:مسار الثورة : تفاسير الجهابذة
واقرأ أيضاً:
30 يناير مسار الثورة: الشعب أقوى من السلطة / مسار الثورة: اديني عقلك / مسار الثورة : الفريضة الغائبة / مسار الثورة : اللعب في الشاسيه