من تأملي لجملة المشهد الذي نراه ونحياه، وفي زاوية منه يبدو لي أغلبية المصريين مبرمجون على استجابات معينة، أراها تتفاعل أمامي، وكأنها تخرج من كتاب الأنماط المتكررة!!
معطيات ومشاهد كثيرة تتدفق من سنتين، لا يتعب المصريون أدمغتهم كثيرا، لا في تفكير، ولا في تفسير، بل يستخدمون الكليشيهات الجاهزة يحسبونها شيئا!!!
اسأل من حولك: ما هو تفسيركم وتعليل ما يجري، لن تحصل إلا على إجابات مكررة، من قبيل:
السبب في بعدنا عن الدين، السبب في غياب الأخلاق، أو كله من الإخوان، ومنك لله يا مرسي، أو المؤامرات الخارجية، التي لا تهدأ!!!
يبدو لي أن المصري قد تربى على أنه إنسان صاحب حضارة، وقادر على أن يفهمها، وهي طايرة!!!
رغم أن كل قدراته العقلية تقريبا قد تم تجريفها عبر تشويه منظم فيما يعتبره تعليما، أو ما يمارسه... تربية!!!
النتيجة:
عندما يشعر المصري أنه غير قادر على فهم ما حوله يرتبك جدا، ويشعر بالألم، والعار، والفشل... وهي مشاعر غير محببة كما ترون!!
الحل أمامه بيبقى الهروب لأقرب كليشيه متداول، مثلما ذكرت... أمثلة!!!
والنتيجة النهائية أنه محبط، ومكتئب، وحزين لما وصلنا إليه، أو ما ظهرنا عليه من "انعدام للإخلاق", وفوضى عارمة في الشارع، واستقطاب، واختلاف، وارتفاع صوت، وعيال "قلالات الأدب" يملؤون الشوارع صخبا، والميادين تحرشا!!!
والتشخيص البائس يصل بنا إلى المزيد من التيه!!
لأنه لا توجد حلول معقولة، ولا ممكنة، أو في المتناول لسوء الأخلاق، أو البعد عن الدين، أو حتى المؤامرات الخارجية!!!
تفتكروا المصريين بيعملوا كده عشان يبرروا عدم تعلمهم لأفكار ومهارات جديدة لتفسير الواقع، والاشتباك معه، والاكتفاء بمصمصة الشفايف، وتكرار المواعظ، والكلام المعبأ سلفا، والممل.... عديم الفاعلية!!!
13/2/2013
ويتبع >>>>>: 15-22 فبراير مسار الثورة: خلع الحجاب
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة: اديني عقلك / مسار الثورة : الفريضة الغائبة / مسار الثورة : اللعب في الشاسيه