مسار الثورة 4 أغسطس... جمهورية رابعة !!
لن أضيف كثيرا إذا تحدثت عن حالة معنوية مرتفعة،صمود وإصرار، وأخلاق جماعية راقية، وتنوع ثقافي وطبقي ومجتمعي، وفي مواجهة التهديد بالموت يخرج الناس أفضل ما فيهم، فهل يكتفي المعتصمون بهذا ؟؟
أكثر من خمسة أسابيع مرت على المعتصمين بالنهضة ورابعة..المنصات تصدح، والناس تهتف، وتصلي، وتدعو الله، وتأكل، وتشرب، وتنام، وتبدع أنماطا من العيش المتقشف السعيد المتضامن، وهكذا كان التحرير خلال أغلب الـ 18 يوم ، ثم يعود الناس من حيث أتوا .. يحملون معهم بعض الذكريات، والصور، وأرقام الهواتف !!
حركة "احتلوا" المتأثرة بأسلوب الاحتشاد في الأماكن العامة -على الطريقة المصرية- تحولت اعتصاماتها -حول العالم- إلى مدارس لتعليم الأفكار، والمهارات في المناظرة، والتواصل، والنقاش، والتعاون بين المختلفين طبقيا، وثقافيا !!
جامعات مفتوحة يتبادل فيها المعتصمون الخبرات والمعارف، ومكتبات متنقلة، وحلقات نقاش، وأشعار، وموسيقى، وغناء ثوري، وغيرها من الأنشطة التي تحول التجمعات إلى أكثر من مجرد كتل بشرية متراصة!! فهل نحن زاهدون في هذه المنافع؟؟ مستغنون عن الحوار اليومي، والتطوير، والتكوين، والاندماج المجتمعي؟؟
لا أتحدث عن المنصة، وتحولات وتطوير المنصة..بل أتحدث عن ورش عمل، وحلقات نقاشية، ودروس في شتى المعارف التي يحملها المعتصمون بالفعل، والمطلوب تبادلها، وتناولها، وتداولها !!
أتحدث عن استضافة بعض من لديهم وجهات نظر أخرى -ربما- ليعرضوا ما لديهم، وليتعارفوا مع أهل رابعة، وليروا أنهم ليسوا مجرد ببغاوات، ولكن بشر متنوعين، أصحاب منطق، وموقف، ولينفتح بين المصريين حوار إنساني دائم يفتقدونه، وتعارف وتواصل يغيب فيسود الجهل والخوف بينهم، والناس أعداء ما جهلوا، ومن جهلوا !!!
لو أردنا جمع هذا العدد من المصريين في مكان واحد مفتوح .. لهذه المدة الكبيرة..هل نستطيع؟؟ كم سنتكلف؟؟
وإذا كنا نرفض إيذاء أي معتصم سلمي، فهل سنكتفي من الغنيمة بالسلامة وبالإياب ؟؟
وددت لو أرسلت للمعتصمين أعداد المرتجع من أخبار الأدب، وهي جريدة أسبوعية مصرية رسمية مدعومة تحمل مادة تستحق النقاش..وتقدم خدمة تفوق سعرها الذي تباع به!! وهي مجرد مثال لما يمكن قراءته، وتداوله، والنقاش بشأنه!!
من 25 يناير .. نحن ما زلنا نحتشد ثم ننفض .. لا نستفيد من الحشد سوى في الضغط السياسي، ولا لدينا خطط لتطوير الحشود واستثمارها لمصلحة أشكال أكثر ديمومة، وتتجاوز الأشكال التنظيمية التقليدية التي تثبت يوما بعد يوم أنها قد تجاوزت عمرها الافتراضي !!!
جمهورية رابعة تحتاج منا إلى نظرة مختلفة .. ممكنة، ونحتاجها جدا !!
4/8/2013
إحياء الموتى 5 أغسطس أخطر من البيادة !!
لدى أغلبية ساحقة من المصريين مركب هطل متوارث في تعاملهم مع الأفكار والمعلومات والمعرفة بشكل عام !!
فهم يقولون عن كلام الصحافة مثلا: كلام جرايد !!
في نفس الوقت، ولأنهم لا يعتبرون الجهل سبة، ولا منقصة، وليس مدعاة للعار، ويتفاخرون بالكذب وادعاء المعرفة، وتناقل الحواديت والشائعات والخرافات والأساطير بوصفها معلومات وصلتهم من مصادر خاصة (أي بكابورت بيكذب كذب واضح) .. ولأن القراءة فضيلة مهجورة، وعادة مرذولة عند أغلبنا .. يبقى مفيش غير بول الإعلام وبرازه .. يتداوله المصريون ويتعاركون استنادا لبعرة فلان، أو ترترة علانة !!! ويحسبون -بل هم متأكدون- أن هذا الهراء المذاع عليهم يرقى إلى مرتبة الكلام .. أصلا .. فضلا عن أن يكون كلاما يستحق النقل والتكرار !!
أي عيل صغير في أي مجتمع بيحترم عقله ونفسه بيعرف إن الإعلام مأجور لمموليه، وأن أصحاب الثروات والفضائيات والجرائد اليومية -واسعة الانتشار- وأصحاب السلطة والسلاح وكبار الساسة .. كلهم إيد واحدة..وكلهم يكذبون .. لأن السلطة مفسدة، فما بالنا حين تكون مطلقة !!!
وتكون سلطة الإعلام مطلقة حين يفتح الجمهور أذنيه وعقله لضخ البكابورتات دون فلترة، ولا تدقيق، ولا فرز .. وقد أبدعت الأمم التي أدركت هذا طرقا كثيرة ومتداولة ومتاحة -لمن يبحث- حتى لا تصاب بسموم الإعلان والإعلام .. وكلاهما وجهان لنفس العملة !!
وكل نقاد الحياة الحديثة خصصوا قدرا كبيرا من أفكارهم، وما كتبوا .. حول هذه الدنيا الخطيرة الكارثية .. دنيا الكذب الإعلامي .. بينما أغلب المصريين لم يصلهم شيء من هذا .. ويبتلعون السم ويتداولونه .. ويقبلون على المزيد !!
واليوم .. بل طوال عقود .. وبخاصة بعد يناير وفبراير 2011 .. يستسلمون في بلاهة تاريخية ،ستكتب باسمهم، لصبيان القوادين -وبعضهم قوادون فعلا- يلعبون في عقولهم، ويعملوا حاجات .. قلة أدب !!
كل ده .. عشان الاستعباط والاستهبال والاستسهال .. وبدلا من أن يقرأوا جريدة أجنبية محترمة .. أو حتى يحاولون عمل نوع من الاختبار أو المراقبة لصدق ومصداقية البكابورت الذي يختارونه مصدرا !!!
أو حتى أن يكلفوا أنفسهم عناء السؤال من مصادر مباشرة!!
لعنة الله على قلة الحيلة، والكسل وأهله .. ومن الكسل .. ما يقتل !!!
يوشك المصريون على قتل بعضهم استنادا لإعلام فاشل عاهر يكذب كما يتنفس .. ولا يملك المرء أن يقول لهم في هكذا ملابسات إلا :
موتوا بجهلكم !!!
5/8/2013
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة... زوروا رابعة!.. فاصل ونواصل!
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة: فيما يرى الحالم 28 يوليو.. الطائر/ مسار الثورة 30 يوليو عنبر العقلاء!!!!.../ مسار الثورة المعسكر الديمقراطي!! والجنرال في المتاهة