أكتب عن الخطف الذهني بصفتي إنسان مصري وبصفتي أستاذ دكتور أقوم بدراسة وتدريس علم النفس والطب النفسي وبصفتي باحث في هذا المجال وكاتب لعدد من المقالات المتخصصة في هذا المجال ولأول مرة بصفتي أمين عام للصحة النفسية في مصر ومسئول بشكل أو آخر عن الصحة النفسية للمصريين.
قررت وزارة الداخلية المصرية اليوم على لسان المتحدث الرسمي لها أن ما حدث في مصر كان استجابة لشعب مصر الذي وقف في ميدان التحرير في 30 يونيو و26 يوليو وأن شعب رابعة والنهضة وباقي ميادين الجمهورية مختطفون ذهنياً. كما نصحت هؤلاء المختطفين ذهنياً بضرورة الاحتكام للعقل والاستماع للمصادر الوطنية الأخرى.
الحقيقة كلام يضحك ويبكي ويستفز ويدعو إلى التأمل، في أول الأمر وصفوا من في الميادين أنهم إخوان وتبين أنهم كاذبين، ثم ضربوا منهم جزء عند الحرس الجمهوري وقالوا مهاجمين للدار وتبين أنهم كاذبين، ثم وصفوهم أنهم سوريين وفلسطينيين ومأجورين بمائة جنيه في اليوم وتبين أنهم كاذبين، ووصفوهم بأنهم مضغوط عليهم ومأخوذ منهم البطايق وتبين أنهم كاذبين.
ثم وصفوهم أنهم إرهابيين وفوضوا بعضهم البعض في القضاء عليهم ثم خافوا وتراجعوا للخلف مع اهتمام الإعلام الأجنبي وزيارة العديد من الجمعيات الحقوقية العالمية والدبلوماسيين الأفارقة للميدان، ثم الآن يصفونهم بأنهم مخطوفين ذهنياً وهنا يجب أن نرد على هذه الأسئلة لنعرف حقيقة من هو المختطف ذهنياً.
من الجانب الذي يحجب القنوات والجرائد والمتحدثين من كافة طوائف الشعب؟
لماذا يقوم هذا الجانب بحجب مقالات وائل قنديل وفهمي هويدي ويمنع ظهور كل هؤلاء الأحرار على القنوات المصرية؟
من هو الجانب الذي يعتقل قيادات الجانب الآخر ويلفق لهم تهم جنائية سخيفة مثل سرقة الشقق والسيارات؟ ولماذا يفعل ذلك؟؟
من هو الجانب الذي رأى فقط من يقف في ميدان التحرير يوم 30 يونيو ولم يرى كل المتظاهرين بالميادين من يوم 28 يونيو إلى اليوم؟
من هو الجانب الذي أزاح الرئيس والدستور ومجلس الشورى بشكل غير قانوني؟
من هو الجانب الذي يكذب ويقول أن من نزلوا في ميدان التحرير والاتحادية يوم 30 يونيو عددهم 30 مليون (والمكانين بالشوارع الجانبية لا تتجاوز مساحتهم 200 ألف متر مربع ولو فرضنا أن كل متر يقف عليه 5 فعددهم لن يتجاوز مليون)؟
من الذي قتل المتظاهرين السلميين ويدعي عليهم الأكاذيب؟
من الذي يدعي أن المتظاهرين مسلحون ولو كانوا مسلحين ما كانوا ليموتوا ويصاب منهم الآلاف كما حدث؟
من الذي يشيع الجرب والخطف والتعذيب والسوريين والفلسطينيين وأخذ البطاقات وحجز الناس بالعافية عن الطرف الآخر؟
من هو الجانب الذي اختلق للرئيس تهمة مر عليها ثلاث سنوات فلماذا كان السكوت ثلاث سنوات على هذه التهم؟
من هو الجانب الذي يتحدث عن ثورة جديدة وفي الحقيقة هي ثورة مضادة أرجعت لنا وجوه حسني مبارك مثل أمن الدولة ووزراء الحزب الوطني؟
إجابة الأسئلة كلها واحدة وهي قادة الانقلاب هم من فعلوا كل ذلك وإذا كنا نتحدث عن المختطفين ذهنياً فنحن نتحدث عن من يؤيدهم ويصدق أكاذيبهم بحسن نية.
المختطفون ذهنياً هم من يوافقون على تفويض قتلة الساجدين والصائمين والقائمين على قتل باقي إخوانهم. المختطفون ذهنياً هم من يرون إعلام الكذب والتلفيق هم من يستمدون معلوماتهم فقط أثناء جلوسهم أمام شاشات كاذبة وجرائد الفتن.
أما من ينزلون من بيوتهم ويقفون في حرارة الشمس فهم يستمعون لكل مصادر المعلومات ولا يكفرون أحدا ولا يفوضون أحدا في قتل أحد بل ينادون بالسلمية طوال الوقت في خطابهم الرسمي.
أيها المختطفون ذهنياً لا تسمعوا للإعلام المصري ونصيحتي لكم تابعوا بي بي سي وفرنسا 26 والجرائد والمجلات الأجنبية فكل هؤلاء يعرضون كل وجهات النظر وسوف تصلون إلى الحقيقة بأنفسكم أو استمتعوا بالخطف الذهني إلى أن تفيقوا على الحقيقة.
واقرأ أيضاً: