(هذا بوست يتفلسف، ويقول كلاما لا يهم كارهي التنظير!!!)
من مفارقات هذه الثورة الفريدة أنها جاءت من وعي عميق لا يكاد أغلب المصريين يدركونه بداخلهم!!!
طبقات الوعي، ومستوياته وأنواعه مبحث هام لعلوم النفس المعاصرة المتجددة، والمصريون لا يقرأون غالبا، ومن يتثقف فيهم واقع -غالبا- في مصيدة الأيدلوجيا، ومقيد في فخ (إخوان-ضد إخوان)، وفيه تغرق السياسة في الدم طوال سنتين ونصف!! لكن عمقا أكبر، ووعيا أهم يتحرك في أعماق المصريين، دون أن يعيروه الانتباه الذي يستحق!!
جزء كبير من القلق والاضطراب ناتج عن الفشل الكامل للدولة المصرية أمنا وجيشا واقتصادا وتخطيطا، والمصريون في وعيهم العميق وصلهم فشل فكرة الدولة النخبوية التي تتشكل لتخدم ثم ينتهي المطاف بها لتكون عصابات سلب ونهب وقتل وتنكيل، وهي هكذا في كل العالم، على فوارق في درجات الشياكة، وإتقان الكذب!!
لكن الوعي الظاهر القاحل الفقير بتاع دارسي العلوم السياسية ومدرسيها لدينا، وخبراء الشاشات -متوسطي الموهبة- وما يتداوله الناس من كلامهم لا يتطرق لحوارات الخارجين عن الخط العام للعلوم السياسية، والاجتماعية، والإنسانية الذين يعيدون النظر في الوعي البائس للبشر حول الأرض بشأن وهم الدولة الديمقراطية وشرعية القوانين والدساتير!!!
وينحتون مفاهيما جديدة -وصيغا- ونقدا جذريا لما نثور نحن ضده، ونحاول صياغته في علاقة الدولة بالناس، في شكل الدولة وحدود سلطاتها ومصادر شرعيتها!!!
فنصبح أمام عدة مفارقات في وقت واحد، دولتنا منهارة وفاشلة، والدولة الحديثة تمر بمأزق شرعية إنجاز وعدالة ونزاهة، ووعي الناس العميق في مصر، والملايين تلو الملايين تخرج رافضة للظلم والصيغ الفاشلة كلها، لكن وعي المتخصصين، والساسة، والمثقفين الأيدلوجيين ما يزال أقل من الوعي العميق للناس!!! فيصيغون وعيا ظاهرا مشوشا ومتناقضا مع وعيهم العميق، ويظل هذا التناقض ينفجر -كل حين- ونخطئ في التشخيص، ووصف العلاجات بالتالي!!
لو أنصف المتكلمون، وعموم المصريين لطرحوا أسئلة حقيقية وجذرية عن شكل الدولة التي يريدون إبداعها لأن كل الصيغ القديمة ستبوء بالفشل، وستؤدي إلى إحباط كبير!!!
الكلام حول "الدولة الإسلامية" مثل الكلام حول الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة!!
حوارات فاشلة حول مفاهيم قديمة وساقطة في خبراتها وتعديلاتها وكوارثها!!
حوارات فاشلة نتجاوزها وتتجاوزها حركة الناس موجة تلو موجة، وبدلا من أن نفهم أنفسنا ونتأمل حركتنا، نتحامق، ونعتقد أننا فاهمين، ونفرز خطأ، وننقسم في الاتجاه الخطأ!!!
أتساءل لو كانت هذه الثورة قد وقعت في أوربا أو أميركا، أو في مكان أخر من العالم!!
أغلب من يعني لهم هذا البوست شيئا، لا يتكلمون اللغة العربية أصلا!!
ومعرفتهم بما يجري عندنا سطحية ومشوهة، وبالتالي لا تواصل بيننا، وبينهم ولا مساهمة في تطوير شيء هام يحصل عندنا، ومتصل بأهم أوضاع الإنسانية، وأسئلتها الملحة المعاصرة!!
والله أعلم!!
يا رب
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة 14 أغسطس الشارع، وقفزة إلى الهاوية
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة:... جمهورية رابعة !! وأخطر من البيادة!!/ مسار الثورة... زوروا رابعة!.. فاصل ونواصل!/ إحياء الموتى 11 يوليو... إنت مع مين ؟؟..