قالت الأخت لأخيها: هل نحن نضحك على أنفسنا أم نضحك على الناس؟
قال أخوها: بل هم يضحكون علينا جميعا.
قالت: من هم؟
قال: الجميع.
قالت: اعمل معروفاً، أنا أتكلم جِدًّا
قال: عن ماذا تتكلمين؟
قالت: عن الدستور ولجنة الدستور، ودستور اللجنة، وكل هذا الكلام.
قال: اعملي أنت معروفا، هؤلاء ناس أفاضل وعلماء متخصصون لحقوا بنا في آخر لحظة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قالت: أنا لا أقول أنهم غير ذلك، ولا أشك في جديتهم وكفاءتهم، ولكنني أتكلم عن نفسي، وحيرتي شخصيا
قال: مالها نفسك؟ وفيم تحتارين؟
قالت: أنا فرحت بالاستفتاء السابق وأدليت بصوتي وأذكر أنني أقنعت نفسي أنها "صفقة بالجملة" وأنه ليس بإمكاني، وربما ليس من حقي، أن أنتقي منها ما أوافق عليه، وما لا أوافق عليه
قال: الله ينور، إذن ماذا؟
قالت: رحت اتأمل ما فعلت فاكتشفت أن مادة واحدة لا أوافق عليها لابد أن تلزمني أن أعلّم على خانة "غير موافق" حتى لو كنت موافقه على كل المواد الأخرى، ومع ذلك ذهبت ووافقت.
قال: ما هو كلنا فعلنا ذلك
قالت: لكنني أفقت الآن وأنا أتابع لجان الدستور الجديدة الواحدة تلو الأخرى، ماذا أفعل اليوم مثلا إذا كنت موافقة على المادة الثانية (بالعافية) وغير موافقة على المادة 219، هل توجد طريقة تسمح لي، ولغيري بانتقاء ما أوافق عليه وما لا أوافق عليه؟ أعني طريقة لجعل الموافقه على كل مادة على حدة مثلا
قال: كيف
قالت: مثلا
مادة (1): كيت كذا كذا كيت. (موافق)، (غير موافق)
مادة (12): كذا كذا كيت كيت. (موافق)، (غير موافق)
مادة (201): كيت كذا كذا كذا. (موافق)، (غير موافق)
فأضع علامة على موافق أو غير موافق براحتي واحدة واحدة.
قال: نعم؟!! نعم؟!! هل جننت؟ وكم سوف نحتاج من الوقت لتنتهي هذه المهمة.
قالت: أسبوع أو أسبوعين، هل هذا خسارة فى مصر
قال: أسبوعين ماذا؟ قولي سنة
قالت: سنة سنتين، ما هو نحن أضعنا ثلاث سنوات بالصلاة على النبي
قال: والله العظيم أنت جرى لعقلك شيء، أراهن أن ولا واحد من الكذا وخمسين مليونا ممن لهم حق التصويت قد قرأ كل المواد قبل الموافقة أو الرفض،
قالت: أنا مالي، ربنا سوف يحاسبني شخصيا على ما أوافق عليه وما لا أوافق عليه؟
قال: إذن: الحل ألا تذهبي من أصله
قالت: ربنا سوف يحاسبني على عدم ذهابي، هذا كتم للشهادة
قال: أنت تقرعينني كأنني واضع هذا النظام، أنا مالي.
قالت: ربنا سوف يحاسبك أيضا على حكايه "أنا مالي" هذه
قال: يحاسبني ياستي! أنت مالك، ربنا أرحم منك ومن كل هؤلاء
قالت: أنا عارفه، لكنني أعمل ما عليّ أولا، إنها أمانة
قال: هل عندكِ حل آخر غير هذا الخبل، قال مادة مادة قال!!؟
قالت: خطر لي حل أكثر جنونا وهو أن نقسم مواد الدستور شرائح متصاعدة، ولا يؤخذ رأي في الشريحة الأعلى إلا ممن أجتاز بنجاح الشريحة الأولى.
قال: والله ما أنا فاهم حاجة مما تقولين.
قالت: ولا أنا.
20/09/2013
واقرأ أيضاً: