استيقظت "شروق" ذات يوم وهي منشرحة الصدر فرحة، ياااااااااااا... أخيرا أنهت دراستها الجامعية "الصعبة" والتقطت أنفاسها. بل وفي نفس الوقت تفتح الدنيا أبوابها .. فتلتحق بعمل وتنطلق سعيدة كالطفلة الرقيقة. كم هي رائعة وجميلة ورقيقة ومطيعة؟.
انتبه "رامي" لجمال "شروق" فقرر إدخال وسيط لتفاتحها في رغبته في الارتباط بها، فقامت نور بالتحدث معها وأخذت تكلمها عن "رامي". كانت "شروق" فرحة جدا لأنها ترى أنه يكفي أن يكون من طرف نور، فقالت لنور أنها محل ثقة وأنها رغم منصبها في العمل إلا أنها متواضعة وقريبة من الكل الصغير والكبير.
شعرت نور بالقلق والمسؤولية من فرحة "شروق" المطلقة ب"رامي" حتى وقبل أن تراه لمجرد أنه من طرفها، ف"شروق" تري أنه طالما نور هي التي تقدمه فأكيد هو إنسان جيد! فقالت نور يا رب أعني.
التقوا الثلاثة نور و"رامي" و"شروق" وأخذت نور ترحب بالفتاة وتتحدث في شتى المواضع لتشعرها بالقرب والدفء، وأخذ "رامي" يتحدث أيضا واندمجت الفتاة. ولكن بعد أن استأذنت حتى لا تتأخر، فاجأ "رامي" نور بأنها عادية!
فقالت نور: ماذا حدث يا "رامي"؟ ألم تكن مهووسا برقة وجمال هذه الفتاة بل وتلح عليّ لأكلمها عنك!
غضبت نور غضبا شديدا من "رامي" لأنه يبحث عن انبهار كامل ومتعدد في أنثى واحدة يبدأ بالشكل وينتهي بالشخصية ولن يتنازل عن أي منهما!
أكيد هي فتاة عادية، وليست كائن فضائي!
متوقع لحديثة التخرج ألا يكون لها أهداف حياتية بعد التخرج والعمل غير الزواج وتكوين أسرة! فماذا تقصد بأنها غير طموحة؟؟ الطموحة التي تبحث عنها تكون قد تجاوزت السابعة والعشرين بدون زواج فتبدأ في وضع أهداف وخطط ومسارات تشعرها بإنجاز موازٍ وتضع فيه طاقاتها حتى لا تشعر بفراغ غياب الزوج والأبناء رغم احتياج فطرتها لهم!
متوقع أن تكون الفتاة الجميلة الرقيقة المهذبة المطيعة ليست فائقة النشاط واللباقة والقدرات والحركة!
تنهدت نور في ألم ثم قالت ل"رامي":
لن تجد الجميلة المبهرة الرقيقة النشيطة الطموحة المنفتحة المتجددة المستقلة المعتمدة على نفسها والتي تحتاج لزوجها، المنطلقة، "المطيعة"، العاملة خارج البيت والمدبرة في البيت وأم الأبناء والزوجة والسكن الودودة اللينة والمبهرة الجمال والشخصية والطباع والتي من وسط اجتماعي جيد والمثقفة في الدنيا أبدااااااا
هذه نماذج متضادة! فكيف تطلبها في فتاة واحدة؟؟؟
رتب أولواتك يا "رامي"، هل تريدها فتاة مستقلة برأيها؟ أم تطيعك؟
هل تريدها جميلة؟ أم تبحث عن الانبهار بجمالها وشخصيتها ؟؟؟
فكر يا "رامي" وصارح نفسك بما تريد حتى وإن كنت تبحث عن من تحمل عنك الأمر كله وتكتفي أنت بأن مهمتك هي أنك "زوجها" فقط، فأنت لك ما لك وعليك ما عليك وهكذا جميعنا على هذه الأرض.
انسحبت نور محبطة من طريقة تفكير "رامي" وجيله بعد أن أوضحت لهما بأن دورها في التعارف قد انتهى وليكملا بنفسهما موضحة:
أنا موجودة إن احتجتما لي.
بالتوفيق.
واقرأ أيضًا:
اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / يوميات ولاء: عن رجل وامرأة...سألوني / رجل وامرأة سنة أولى زواج 5 / امرأة تؤكد ذاتها بقوة
التعليق: حلوة كتير حبيتها وعلى فكرة أنا عضوة جديدة حبيت أتعرف على الأعضاء هون