اختبار آخر لتقييم الذات
إذا كان الفشل (حسيا أم مجردا) يؤدي إلى انطباع سيئ عن الذات، فإن النجاح يؤدي أيضا إلى تقدير جيد للذات، ولكن النجاح نادرا ما يأتي فجأة؛ فهو يأتي من الاهتمام بالقواعد، على سبيل المثال، يتحقق الفوز في مباريات كرة القدم عن طريق إحكام الدفاع والرقابة اللصيقة للمنافسين، أكثر مما يتحقق عن طريق الضربات الإبداعية أو الانطلاقات المثيرة والتي تحقق القليل من الأهداف التاريخية التي تثبت بالذاكرة؛ لذا تذكر أن: "الرغبة والقوة والشجاعة هم أهم عوامل النجاح"، ونحن نادرا ما نتحول فجأة من السير على مهل وبلا هدف إلى الوثب الطويل دفعة واحدة، فينبغي أن نحقق انتصارات صغيرة متوالية إلى أن يأتي يوم ندرك فيه أننا قد فزنا بتحقيق حلمنا؛ والقاعدة هي أنه لكل جهد منظم عائد مضاعف.
كثيرا ما نرى تقدير الذات كشيء ثابت بداخلنا، بينما نتسم في الحقيقة بطبيعة مرنة، ويختلف تأكيد الذات باختلاف المواقف في حياتنا، عندما ينهار كل شيء فجأة –العمل والحب والمظهر الخارجي والصداقات والعائلة– فإن شعورنا بقيمتنا يختل في الحال، لقد مر كل فرد منا بتجارب ناجحة وأخرى فاشلة؛ فأحيانا نعتلي القمة، وأحياناً أخرى نشعر بأن الحياة مجرد شراك نقع فيه، ونحن نشعر في الحياة بعدم الأمان لاعتقادنا الخاطئ بأننا سبب كل المشكلات، والأسوأ من ذلك أن كلاً منا يشعر -بشكل ما- أنه الشخص الوحيد على وجه الأرض الذي مر بهذه التجارب الفاشلة، حتى رغم أننا نعلم جيدا أن هذا الاعتقاد سخيف. لذا تذكر دائماً المثل الإنجليزي الذي يقول: "يوجد دائما من هو أشقى منك"؛ فاستمتع بالنجاح وخذ بأسبابه وانتظره، وتذكر دائما: "أن نجاح دقيقة واحدة يدفع فشل السنين" .
إن التغيير شئ نقاومه جميعا بفطرتنا، ربما يرجع ذلك إلى الخوف من المجهول، فالاستمرار في أداء الأمور بالطريقة التي اعتدنا عليها ينطوي على قدر أقل من المخاطرة، إننا نرفض أحيانا أن نتغير، و ذلك خوفا من المغامرة، حتى وإن أدركنا أن عدم تغيرنا يمكن أن يديم المشكلات التي نحاول التغلب عليها، وإلى أن نفهم جيدا أن الألم الذي سنعانيه إذا تغيرنا أقل من الذي سنعانيه إذا ظلت الأمور كما هي، فسنظل نعارض أن نؤدي الأشياء بصورة مختلفة. وكما قيل: لا مستحيل عند أهل العزيمة، ولا مستحيل تحت الشمس. ولا ننسى قول أبي الخلفاء العباسيين أبي حعفر المنصور:
إن كنت ذا رأي فكن فيه مقدما فإن فساد الرأي أن تترددا.
لابد أن نستفيد من هذه المعلومة في تعاملنا مع التغير، إذ نشعر بتزايد الشك الذاتي عندما نواجه تحديا خطيرا وقويا لأول مرة، فإذا أدركنا أننا نتعامل مع الخوف من التغيير، فسوف يساعدنا ذلك كثيرا في التغلب عليه، وإذا علمنا أن مقاومة التغيير سمة ملازمة لكل إنسان، والتي تواجه كل فرد منا، ولابد أن يتغلب عليها؛ لحاولنا بشجاعة أن نجرب شيئا جديدا؛ وأن نغامر بالتغيير. وما أجمل ما قاله سقراط: "لا تحزن إن فشلت، ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد". كما يقول الشاعر:
الجد في الجد والحرمان في الكسل فانصب تصب عــن قريب غاية الأمل
واصبر على كل ما يأتي الزمــان بــه صبر الحسام بــكف الذارع البطــل
والبس لكل زمــــان مـــــــا يلائمــــه في العسر واليسر من حل و مرتحل
ومعنى الأبيات هو: إن الحظ في الاجتهاد والعمل، وإن الكسل يولد الحرمان، فاجتهد و اتعب تبلغ عن قريب ما تريد، واصبر على صروف الزمان كلها كما يصبر السيف بيد الرجل الشجاع، وتصرف بكل زمان بما يناسبه إن كان عسراً أو يسراً أو كنت مقيماً أو مرتحلاً.
مقياس لحب المغامرة والتغيير:
المقياس التالي يساعدك على معرفة مقدار رغبتك في التغيير إلى الأفضل، وحب المغامرة المحسوبة أحياناً. أجب على الأسئلة التالية بـ"نعم" أو "لا"، إذا أجبت بـ"نعم" على أكثر من نصف الأسئلة، فلا بد أن تفكر في الخيارات التي أمامك (إذا كان ثلاث أرباع الأسئلة قد أجيب عنها بـ "نعم" فعليـــك أن تحترس، إذا أجبت على أكثر من 75% من الأسئلة بـ "نعم" فاعلم أن الأمر قد بات خطيرا، عليك أن تتغير قبل أن تُجبَر على التغير.
1- هل تشعر بأنك (أو الآخرين) قد حددت معيارا بعيد المنال لأدائك ؟ | |
2- هل يضايقك القيام بعملك بطرق مختلفة ؟ | |
3- هل تكره مواجهة تحديات جديدة ؟ | |
4- هل يقلقك دائما آراء رؤسائك وزملائك ومرؤوسيك فيك ؟ | |
5- هل تعارض القيام براحات أو بإجازات خوفا مما سينتظرك حين تعود؟ | |
6-هل تخشى الأحداث اليومية في موقع العمل ، بينما يجب أن تهدأ وتستمتع بوقتك؟ | |
7- هل تقابل مشكلة في إيجاد موضوع تتحدث عنه مع أناس بعيدين عن مجال عملك ؟ | |
8- هل تأخذ المسألة بصورة شخصية عندما ينهار مشروع تقوم فيه بدور محدود؟ | |
9- هل تشعر كثيرا بأن عملك أصبح يفتقر إلى المتعة ؟ | |
10- هل يستنفذ العمل كل قواك ، لدرجة أنك لا تملك من الطاقة ما يكفي لتقوم بأي شيء آخر ؟ | |
11- هل تشعر بأن المحيطين بك ليس لديهم نفس مستوى الالتزام مثلك ؟ | |
12- هل زملاؤك أقل كفاءة منك ؟ | |
13- هل يسبب لك زملاؤك الضيق بصورة متكررة ؟ | |
14- هل تشعر بخيبة الأمل لأن الآخرين لا يقدرون مشاركتك في العمل داخل الوحدة أو الشركة ؟ | |
15- هل تجد أن تقبلك لآراء الآخرين يقل ويقل ؟ | |
16- هل ترفض أحيانا التعاون مع الآخرين ، حتى عندما تعلم أنه سيكون لمصلحتك؟ | |
17- هل تشعر أحيانا بصعوبة في أن تكون مهذبا مع من تعمل معهم ؟ | |
18- هل تغضب بصورة أسرع مما كنت عليها قبل ذلك ؟ | |
19- هل لديك أصدقاء ورفقاء في العمل أقل عددا مما كان قبل ذلك ؟ | |
20- هل تؤجل – في أحوال كثيرة – أعمالا هامة ، رغم أنك تعلم الثمن الذي ستدفعه بعد ذلك ؟ | |
21- هل تقرر أحيانا تجاهل أمر أو طلب لأنه غير مناسب أو غبي ؟ | |
22- هل تتجاهل أحيانا التعليمات لأنك تعتقد أن الشخص الذي يصدرها ليست لديه الشجاعة التي يفرض بها تلك التعليمات ؟ | |
23- هل أنت مقتنع بأنك تستطيع أن تقوم بعمل رئيسك أفضل منه ؟ | |
24- هل فقدت احترامك للمشرف عليك ؟ | |
25- هل تحسد أصدقاءك عندما يتحدثون عن إنجازاتهم في أعمالهم ؟ |
يمكنك أن تطبق التقنيات السبعة التالية لتحترم ذاتك وتقدرها:
قيم ذاتك ثم تقبلها:
ابدأ بجدية في مراجعة نقاط قوتك وضعفك، وحدد ما تحبه من نفسك، ومالا تحبه. لا يوجد إنسان كامل على وجه الأرض. هنئ نفسك علي الأشياء التي تحبها، وخذ عهداً على نفسك أن تغير أو تتجاهل الأشياء التي لا تحبها، وذلك حسب الأهمية التي تشكلها هذه الأشياء بالنسبة للصورة الكلية عن نفسك.
راجع قيمك ومبادئك:
هل لديك قيم ومبادئ واضحة ومحددة تعيش وفقا لها دائما؟ إذا لم يكن لديك، فإنه من السهل جدا أن تسيطر عليك آراء الآخرين الذين يستغلونك لتحقيق أهدافهــم الخاصة. تأكد من وقوفك على أرض صلبة. وتذكر أن: "الفعل وليس المعرفة هو الغاية العظمى من الحياة" كما يقول توماس هنري.
غامر بحساب:
تقول الحكمة: "من لا يغامر في الفشل لا يحرز النجاح"، ولكن عليك أن تقلل من المخاطر عن طريق التفكير الواعي في البدائل، ولكن لا تخش أن تجرب شيئا جديدا عندما تكون احتمالات النجاح في مصلحتك.
تعلم من الفشل:
إن الأخطاء ليست خالدة. تعلم منها، وانتقل منها إلى تحد آخر. إنك ستزداد قوة نتيجة المحاولة، ومن المرجح أنك ستنجح في المرة القادمة. لا يُحزِنك أبداً أنك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد، واعلم أن الإخفاق هو أساس النجاح، وتيقن أنه أسوأ من الإنسان الفاشل الشخص الذي لا يحاول النجاح، وليس سقوط المرء فشلا، إنما الفشل في أن يبقى الشخص حيث سقط، ويُقال: "الفشل هو فيروس قاتل يقتحم الكيان البشري ويحطمه إذا لم يكن الشخص مُسلحاً بالمصل المضاد وهو الثقة بالنفس". لذا إذا عرفنا كيف فشلنا فهمنا كيف ننجح. وبعد كل ذلك عليك أن توقن: "أن الفشل هو الفرصة الجديدة لتبدأ مرة ثانية بذكاء أفضل".
عش في المستقبل:
لا تغرق في الماضي، بإحياء التجارب الفاشلة، أو تحاول أن تعود بذهنك إلى إنجازاتك السابقة. أنظر في المرآة وإسأل نفسك هذا السؤال: "ماذا قدمت لي حتى الآن؟ ماذا تنوي أن تقدمه لي غدا؟"، ولكن عليك أن تكون مدركاً أن الأمس هو شيك قد تم سحبه، والغد هو شيك مؤجل، ورصيدك المتبقي لك في الأزمات، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتاحة لك حالياً، فعليك أن تنفقه بحكمة. وناضل من أجل المستقبل، وتذكر دائماً أنه: ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله.
اختر التأثيرات الإيجابية:
لا تبدد وقتك مع هؤلاء الذين يقللون من شأنك. وتذكر أن: "الذين يستحقون الإطراء فعلا، هم الذين يتحملون الانتقادات بقلوب مبتسمة". أما إذا كانت لديك علاقة هدامة، فالجأ إلى شخص متخصص يمكنه أن يساعدك. إذا كنت تحب ببساطة أن تُحسِّن رأيك عن نفسك، فاقرأ كتابا إيجابيا لا يحتاج إلى معلم، أو انضم إلى إحدى مجموعات الدعم التي تزيد من تقديرك لذاتك، وتدفعك دفعاً لتحقيق ما تصبو إليه، وما أجمل قول طاغور شاعر الهند المبدع: "سأل الممكن المستحيل أين تقيم؟ فأجاب: في أحلام العاجزين".
طالب بالاحترام:
إذا لم تعجبك الطريقة التي يتعامل بها الآخرون معك، فأخبرهم بذلك. أخبر أصدقاءك وأفراد أسرتك وزملاءك بأنك تتوقع منهم نفس الاحترام والتقدير الذي تكنه لهم. نادرا ما يُمنح الاحترام بلا مقابل، فلابد أن يكون له ثمن. عندما يعلم الآخرون أنه لم يعد في استطاعتهم أن يقللوا من شأنك، فسوف يتوقفون عن المحاولة. عليك أن تكون إنساناً له قيمة أولاً، وبعد ذلك سيأتيك النجاح تلقائياً.
ويتبع >>>>>>>>>>> حول الصراع إلى تعاون