صعوبات التواصل: معوقات معينة1
الفصل الخامس
(7) تدخل بعض العادات:
قد يتَعلّم الشَخص بعض العادات التي تتعارض مع توكيد الذات، وذلك تحت ظروف معينة، وتكوَن النتيجة هي قيامه بأعمال في الطريقِ الخاطئِ، لَرُبَّما يكون لْدى الشخص مشكلة ما فيَ عَمَله، وهذه المشكلةِ تدفعه إلى العجز عن تأكيد ذاته في عمله، وقَدْ نُسمي هذا التأثير السيء للعادات "بمتلازمة السَّلطة" ( بفتح وتشديد السين). بمعنى أن الشخص تحت ظروف معينة في حياته قد لا يستطيع أن يُحسِن ما يقوم به من أعمال ؛ مما يدفعه إلى أدائها على أي وجه، وبأي شكل، كتأدية واجب وحسب، بالضبط كما تقوم سيدة المنزل بجمع أي حبتين من الطماطم على خيارتين على جزرة أو اثنين أو قلب خسة أو بصلة لعمل طبق سلطة على السريع بناء على طلب ضيف ما، هبط فجأة على المنزل! .
الحالة:
الدكتور أيمن جاءَ لي ولديه مشكلة مهنيةِ، لقد كان يَتمتّعُ بتعليم تخصصه الذي كان يعمل فيه كمدرس مساعد للطلاب الأصغر منه، وذلك في كلية مرموقة من كليات الجامعة، لكنه كان يعمل في أكثر من مكان خاص خارج الكلية التي يعمل فيها، وذلك سراً بالطبع لأن مثل هذا العمل الخاص لا يُسمح به إلا بعد الحصول على الدكتوراه، وذلك لكي يستعين على أعباء المعيشة، وخاصة بعد أن تزوج ورزق بطفلين، ومؤخراً وَجدَ العملَ ثقيلَ على قلبه وكئيب. وكَشفتْ مُناقشتَنا بأنّ التغييرَ بَدأَ عندما كَانَ يَعْملُ على أطروحته للدكتوراهِ؛ حيث كان مشغولا جدا؛ فتَوقّفَ عن تَهْيِئة محاضراتِه لطلابه بصورة يرضى عنها، كما كان عمله في تجميع ودراسة المراجع الخاصة برسالة الدكتوراه بصورة لم يرض عنها كذلك، فقد كان يرغب في أن يكون أكثر إتقانا لما يقوم به من مهام علمية. ولكن بعد إكْماله لرسالةِ الدكتوراة واصلَ عادتَه المُكتَسَبةَ حديثاً؛ من حيث إعْطاء المحاضراتِ غير المتقنة.
وأدركَ الدكتور أيمن أن هذه المحاضراتِ سطحية؛ ولقد كان هذا الإحساس جليا عندما كان يقوم بتقديم محاضرة أمام زملائه ومن هم أكبر منه عمرا من الأساتذة والمتخصصين في مجاله، وكَان هذا الإحساس بعدم القدرة على الإتقان والإجادة في مجال تخصصه من الأسباب التي أدت إلى كآبتَه واستيائَه.
وأخبرتُ الدكتور أيمن بنظرية "السَّلَطة"؛ فوافقَني الرأي، وبدأ يعطي وقتا أكبر للاطلاع وكتابة المحاضرات في مجال تخصصه، كمَاَ بدأ يعد قوَّته ويستعد للبَدْء في عمل عدد من المحاضرات على مستويات مختلفة، يقول سومرست موم: "إذا لم ترض سوى الأفضل فستحصل عليه"، لقد بدأ شعور الكآبة يتناقص لديه، لدرجة أنه بدأ يفكر جديا في نشر كتاب يحتوي على تلك المحاضرات.
(8) الشخص الذي لديه صعوبات في تأكيد الذات مَع أطفالِه المحبوبينِ إليه والمقربين إلى قلبه:
يُريدُ الآباء أطفالهم أَنْ يَكْبروا لِكي يَكُونوا أناساً مُحترمينَ، مؤكدين لذواتهم، ناجحين في حياتهم العلمية والعملية، ورغم ذلك يُخفِقونَ في إدْراك أن المهاراتِ المتعلقةِ بتأكيد الذات تَحتاجُ لتوافر كلا من العلاقة الوثيقة الوطيدة بالأبناء، وفي نفس الوقت احترام استقلاليتهم، فالوالد يَجِبُ أَنْ يَكُونَ نموذجا صحيحا من نماذج تأكيد الذات. إذ يَرى الطفل أباه يَتصرّفُ باحترام لذاته، ويُحسِن الدفاع عن نفسه، حينئذ يكون الأب قدوة لأبنه.
ويصبح سلوك تأكيد الذات عادة يكتسبها الأبناء من الآباء بالقدوة والتقليد؛ و ذلك مثل الكثير من العادات والسلوكيات التي نكتسبها كأبناء من والدينا، وهذا يمكننا أن نطلق عليه التواصل الأمين بين الآباء والأبناء.
أما أن يقوم الوالدين أو المدرس في المدرسة بكتابة كلمات أو حكاية قصة من التراث القريب أو البعيد عن توكيد الذات؛ وذلك بدون وجود نموذج حي يتم الاقتداء به، فهذا من الصعب أن يُجدي في ترسيخ المفهوم لدى الأبناء. ولعل ذلك هو أحد أسباب ضياع معنى ومفهوم تأكيد الذات لدى الكثير من أبناء أمتنا. فلا يعدو مفهوم تأكيد الذات بين آبائنا –إن وجد– عن كونه قصص وحكايات تُروَى من التراث، أما أن يكون تطبيقا يراه الأبناء على أرض الواقع؛ فهذا شيء نادر لا يتكرر كثيرا، وهذا من أسباب الفجوة و الهوة العميقة التي تزداد يوما بعد يوم بين الآباء والأبناء، فالأبناء قد يسمعون من آبائهم، ولكنهم يعجزون عن رؤية أفعال من والديهم تتماشى وتتفق مع أقوالهم. وكما قيل: "العمل الصالح لرجل أمام ألف رجل أكثر تأثيراً من وعظ ألف رجل لرجل".
تأكيد للذات مقابل العدوانِ:
قد تُؤدّي صعوباتُ تأكيد الذات إلى سلوكيات معوجة؛ فإذا كنت غير مؤكد لذاتك أساساً؛ فستَجيءُ ردود أفعالك ضعيفَة جداً؛ لأنك لا تُدافعُ عن نفسك، ولذا تَشْعرُ بالأذى واحتقار الذات. كما تولد أعمالُك وردودُ أفعالك تلك المشاعر من الاحتقارِ لدى الآخرين.
بالمقابل، قد تَتصرّفُ بشدّة وعنف أو عدوان وتَجيء ردود أفعالك قوية جداً. قد يكون ذلك بسبب بعض تجاربِك في الحياةِ، والتي قد تجعلك مفعما بالتَآْذي وُالغضبُ نحو بعض الناس الذين تشعر من سلوكياتهم معك بمحاولة إهانتك أو التعدي على حقوقك؛ وهذا بدوره قد يجعلك تشعر بالإهانة الموجهة إلى صميم منظومتِكَ النفسيةِ، وحينئذ يَتركّزُ رد فعلك حول إيذاء الآخرين الذين تظن مجرد الظن أنهم يحاولون الحط من قدرك، وأحياناً يكون هذا الإيذاء بشكل انتقامي من هؤلاء الناس، وبصورة فيها الكثير من المبالغة في إيذائهم، بحيث لا تتناسب حتى مع مقدار تعدي الآخرين على حقوقك، في بعض الأوقاتِ الأخرى قد تدرك حاجتكَ للدِفَاع عن نفسك، وبالفعل تدافع عن نفسك بطريقة صحيحة، بينما يظل هذا السلوكِ العدوانيِ، والذي حدث بشكل مؤقت معرقلا للاتصالِ مَع الأصدقاءِ، ومُسبّبا لعنف مضاد مِن الآخرين نحوك، وبالتالي تصبح عدوانيِا بدرجة أكبر، وهذا التوتر والاِهْتِزاز في العلاقات مع الآخرين يَبقيك على اللولبِ العصابيِ.
فالسلوك المؤكد للذات يُؤدّي إلى إنجازِ أهدافِكَ المطلوبةِ دائماً، كما يُؤدّي إلى شعور جيد حول نفسك. أما إذا انقلب توكيد الذات إلى عدوان على الآخرين، فعندئذ ستكون خائب الأمل، ولَنْ تحصل على ما تريده من الآخرين من احترام وتقدير؛ لأنك و ببساطة ستكون معاديا لهم بشكل لاعقلاني.
دعنا نَأْخذُ بَعْض الأمثلةِ ونرى ما هو الرَدَّ الحازمَ المؤكد للذات، والملائمَ في نفس الوقت للموقف:
حالة أ: يستَدْعي المعلّمُ السّيدةَ منى لمجلس الآباء ليخبرها أمام عدد كبير من أولياء الأمور الآخرين والطلاب أنّ إبنَها تامر وعمره ستّ سنوات لا يَنتبهُ في الصفِ، وأن عليها أن تَتصرّفُ مع إبنها في حل هذه المشكلة؛ لأنها لم ترَبْ ابنها تامر عَلى نَحوٍ منضبط وأخلاقي!!.
كيف تتصرف الحالة أ؟
السّيدة منى والمعلّم المُشْتَكي.
رد غير مؤكد للذات: على السّيدة منى أن تَقُول، "نعم، أنت قد تكون على بعض الحق فيما تقول، فابني يَحتاجُ إلى انضباطَ أكثرَ في البيت. ومن فضلك أرسل لْنا مُلاحظة كلَّ مَرَّةٍ يسيء التصرف واينتبه في صفه الدراسي. ونحن سَنَمنعُه من مشاهدة الكرتون في المنزل أثناء وقت العصر، في هذه الحالة، تَعلّم تامر أنّ حاجاتَه ومشاعرَه لا تَهمّانِ، ويَشْعرُ إمّا أنّه "سيئ" أَو العالم غير عادل من حوله.
رد عدواني: السّيدة منى تَرْدّ على المدرس ُقائلة، "مشكلتك فقط أنك لا تَفْهمُ ابني، لقد سمعت مِنْ بعض أولياء الأمور أشياءِ وتصرفات عنك تفيد بأنك غير تربوي، ولديك نزعات عنيفة في معاملة الأطفال. سَأَتكلّمُ مع مديرة المدرسة لنقل ابني إلى فصل مدام فضيلة، فهي معلمة تربوية طويلة البال وتحب الأطفال، وبالتأكيد سيكون ذلك أفضل بالنسبة إلى حالة ابني النفسية.
وتَتكلّمُ الأم بالفعل مع مديرة المدرسة لنقل تامر إلى فصل مدام فضيلة، وذلك دون الرجوع إلى الطفل نفسه وأخذ رأيه، وهنا يَتعلّمُ تامر بأنّه ليسَ لهُ رأي فيما يَحْدثُ من حوله ويخصه وأنّ حاجاته ومشاعره لا اعتبار لها عند أهله وعند المدرسين، ولذا يتولد لديه الإحساس بأنه يَعِيشُ في عالمِ غير معقولِ.
رد حازم مؤكد للذات: ترد السّيدة منى َقائلة: دعني أتكلم مع تامر في البيت وأناقش موضوع عدم انتباهه معه، والأسبوع القادم أنا سَأَحْصلُ منه على بَعْض الأفكار. "و بعد عودة تامر من المدرسة تناقشه لمدة طويلة هي (وزوجها والد تامر) وتَكتشفُ بأنّ ولدا في الصفِ معه أرهبَه و تعدى عليه؛ وكنتيجة لذلك، تشَعر الأم َ بالانزعاج. هي سَتَعُودُ للمدرسة وتناقش المَعَلّم فيما حدث، وتُناقشُ القواعد المعمول بها في مثل هذه الحالات، مع مدرسيه ومع مديرة المدرسة؛ وذلك لوضع حد لتعدي بعض التلاميذ على بعض زملائهم. ومن هنا يتعلم تامر، ويكتسب الكثير من توكيد الذات كتجربة عملية وليس كلام إنشائي وحسب، فالتواصل البنّاء مَع أبويه، ونموذجِ الحِساب البنّاء والمتعقل في حل المشكلة قد استوعبه مِن قِبل أمِّه.
حالة ب: تَنتظرُ جميلة دورها في صف طويل بمحل عالمي كبير أثناء الأوكازيون، وذلك لتدفع ثمن رباط عنق اشترته كهدية لزوجها بعد أن أعجبت به، وبعد أن اقتربت من الكاشير، وَأَوْشَكَت أَنْ تَنهي الزبونِة التي أمامها محاسبة الكاشير، فوجئت جميلة بسيدة تحاول الدخول أمامها، لتحاسب الكاشير قبلها وتخرج من المحل الكبير المزدحم مبكرا، ولم تكن جميلة قد رأتها واقفة في الصف من قبل!!، وعندما نبهتها جميلة بأن هذا ليس بدورها صرخت قائلة بل دوري وأنا ذهبت فقط إلى دورة المياه مع طفلي، والآن رجعت لأقف في دوري.
كيف تتصرف السيدة ب:
جميلة ودخول سيدة أمامها في صف "طابور" دفع الحساب:
رد غير مؤكد للذات: تَقُولُ جميلة "لا شيء" أو "مش مهم"، لو دخلت هذه السيدة أمامي في الصف فسوف أتأخر دقائق معدودة فقط ثم أنصرف، وقد اشتريت رابطة العنق التي أريدها كهدية لزوجي، وتُقرّرُ في نفسها بأنّها لَنْ تَعُودَ إلى ذلك "المتجر الكبير" مرة أخرى .
رد عدواني: توبّخُ جميلة تلك المرأة التي تحاول أن تتخطى الواقفين في الصف، كما توبخ الكاشير لأنه لم يطلب من هذه السيدة بحزم أن تقف في آخر الصف.
رد مؤكد للذات: تَقُولُ جميلة ببساطة: "آسفة"، أنا لم أراك واقفة في هذا الصف على الإطلاق، وهذا دوري في دفع الحساب، وتخبر الكاشير بحزم: أريد رابطة العنق تلك، من فضلك.
حالة ج: سهى ونهى تَعْملانِ كموظفتين استقبال في مكتب تأمينِ. وتغادر سهى مبكراً لإحضار طفليها من المدرسة ثلاث مراتِ في الأسبوع، بينما يَجِب على نهى أَنْ تَردَّ على المكالمات التليفونية الواردة للمكتب، أو تقوم بتحويل بعضها للمختصين؛ ثم تَنهي الأعمال الكتابيةَ لليومَ. ونهي لا تُمانعُ في العمل الإضافي حقاً؛ ولكنه عمل و مجهود مضاعف، وبلا أجر إضافي ثلاث مرات أسبوعيا، لذا فلدَيها شعور متزايد بأنّ وضع العمل مع سهى بهذا الأسلوب غير عادل.
حالة ج: الآنسة نهى التي تَستاءُ من تَرْك زميلتها سهى للعمل مبكراً ثلاث مرات أسبوعيا
رد غير مؤكد للذات: لا تُريدُ نهى التَدَخُّل في مناقشة موضوع تنظيم الوقت مع زميلتها سهى، بحيث يصبح الانصراف من العمل مبكرا بصورة متبادلة وعادلة بين الاثنتين؛ وتَستمر نهى في الصمت، متحملة على كاهلها أعباء العمل، مع الإحساس بالتَوَتّرِ المستمر؛ وتُقرّرُ في نفسها الَبْحثَ عن عملِ آخرِ.
رد عدواني: تتحاربُ سهى مَع نهى، وتستمر المعارك الكلامية بينهما، فتقول نهى"أَنا مُتعبة مِن القيام بعملِك بدلا منكَ"..."هذا المكتب لم يعد يطاق، لأنك تَستغلينُّني بطريقة غير معقولة"
"سَأدخل لرئيس المكتب، وأشكو له من إنصرافك المبكر من العمل."
رد مؤكد للذات: تجلس نهى بهدوء؛ ثم تتناقش مع سهى بهدوء عن كيفية توزيع العمل في المكتب بصورة عادلة بينهما؛ فتعرض نهى بعض الاقتراحات التي يمكن أن ترضي الطرفين بخصوص توزيع العمل بصورة عادلة أو حتى بصورة يتقبلها الطرفين و إن كانت شبه عادلة، فتستمع نهى إلى اقتراحات سهى، وكذلك تستمع سهى إلى اقتراحات وآراء نهى، وبهذا يمكنهما أن تصلا إلى وضع في العمل يرضي الطرفين، أو ما نسميه بالحل الوسط.
حالة د: قَبْلَ سَنَة قام عادل باقتراض خمسمائة جنيهاَ مِنْ صديقه علي. في ذلك الوقت كان على عادل بعض الديون؛ فأمه مريضة، ولا عملَ لديه ينفق منه. أما الآن فقد استعادت أمُّه صحتها، ولدى عادل راتب شهري جيد من عمله الجديد. ولقد ازدادت حاجة علي للمال، فقد استقال من عمله منذ شهرين، وما معه من مال مدخر قد أوشك على الانتهاء، وكلّ يوم تَستاء أموره المادية عما كانت من ذي قبل، وعادل يرى وسمع ذلك ولكنه لا يحرك ساكنا، ولا يعرض حتى رد ما عليه من مال لصديقه "علي" المحتاج!!.
كيفية التصرف في الحالة " د": علي، الذي أعارَ خمسمائة جنيها لصديقه عادل.
تصرف غير مؤكد للذات: في كل مَرَّةٍ يَرى علي فيها عادل، يَتكلّمُ علي بشكل مبهم، و بصورة غير مباشرة حول ارتفاع الأسعار، و مصاريف العلاج و الأدوية لأمه المريضة و التي تكلفه الكثير من المالَ!!. ويَتمنّى علي في نفسه أن ينتبه عادل إلى تلميحاته؛ فيعطيه عادل شيء من المساعدة المالية أو على الأقل يرد مبلغ الخمسمائة جنيه التي أخذها عادل منه منذ أكثر من سنة و لم يردها.
تصرف عدواني: يُوبّخُ علي عادل ؛ فيقول له: "يا أخي اشتريت لنفسك ملابس جديدة بمبلغ وقدره، وأنت ملاحظ وضعي المادي المتدهور؛ و أمي مريضة محتاجة أشتري علاجا لها، وأنا بلا عمل منذ شهور، يا أخي على الأقل رد لي الخمسمائة جنيه؛ الدين عليك!!!.
تصرف حازم و مؤكد للذات: يَقُول علي لعادل: "من فضلك، أنت تعرف ظروفي المادية الصعبة في هذه الأيام يا عادل، وأنا محتاج مبلغ الخمسمائة جنيه التي أقرضتها لك منذ عام لشراء أدوية تحتاجها والدتي المريضة"، قد يرد عادل قائلا:"أنا لا أملك هذا المبلغ كله حاليا!؛ وليس معي حاليا إلا مائتي جنيه فقط"؛ يجب على علي أن يأخذ المائتي جنيه على الفور ولا يضيع هذه الفرصة التي قد لاتتكرر، ثم يتفق بعد ذلك على تسديد باقي المبلغ على دفعات، ولتكن كل دفعة مائة جنيه على مدى ثلاثة أشهر.
حالة ه: سعاد عمرها خمسة وعشرون عاما متزوجة ولديها طفلان، وتعيش مع زوجها في إحدى قرى البحيرة بمصر، وتريد أن تذهب مع زوجها وطفليها إلى شقة أمها بالإسكندرية، لقضاء أسبوعين من إجازة الصيف في شقة العائلة الصغيرة بالإسكندرية، وسعاد لها أخ وأخت يؤديان امتحانات الثانوية العامة في ذلك الوقت، وليس لهم مكان يعيشون ويستذكرون فيه إلا شقة العائلة الصغيرة، وأبني منى كثيري الصياح والضجيج وزوجها كثير الطلبات. وقد طلبت منها أمها أن تؤجل سعاد زيارتها "الميمونة" لهم حتى ينتهي أخوها وأختها من الاختبارات، ولكن سعاد أصرت على القدوم إلى شقة الأسرة بالإسكندرية لأنها مخنوقة وطفشانة وزهقانة من جو القرية التي تعيش فيها!!!.
حالة ه: كيف تتصرف الوالدة تجاه ابنتها الأنانية وأسرتها؟
تصرف غير مؤكد للذات: تَتْركُ الأمُ ابنتها وأسرتها يحضرون من قريتهم للتصييف، وتعطيهم غرفة من غرفتي شقة العائلة الصغيرة، ولكن الأم لن تهتم بطلبات ابنتها سعاد وعائلتها.
تصرف عدواني: تبدأ ُ الأمُ بالاتصال بابنتها، وتخبرها بأنها أنانية ولا تراعي مشاعر الآخرين، ثم تتصل بزوج ابنتها وتهاجمه أيضا؛ لأنه يطيع رأي ابنتها "زوجته" في كل شيء حتى في الخطأ!!، وأن وقت هذه الزيارة غير مناسب.
تصرف حازم مؤكد للذات: تُخبرُ الأمُّ ابنتها بأنها ستكون سعيدة بحضورها إلى شقة العائلة الصغيرة بالإسكندرية، ولكنها ستكون أسعد أكثر لو أخرت ابنتها الكبرى وعائلتها الحضور حتى انتهاء امتحانات الثانوية العامة؛ وذلك كي تتمكن الأم والأخ والأخت من الترحيب بعائلة ابنتها الغالية وأختهما الكبرى، والقيام بخدمة هذه العائلة القادمة من الريف على خير وجه. وتستطيع الأم من إخبار زوج ابنتها صراحة بذلك أيضا.
في الحقيقة تُمثّلُ هذه الأمثلة الخمسة بعض الحالاتَ التي تحتاج إلى رد حازمِ مؤكدٍ للذات. ولقد رأينا نماذج لتأكيد الذات في مواجهة مثل تلك المواقف.
حقوقك:
إذا أَحْبُّ زوجي شيئا،ً ولم أحبه أنا!؛ فماذا أفعل؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في رَفْض إعطائي سيارتيِ إلى إبنِي الجامعي ليلة الجمعة؟ ليتنزه بها مع أصدقائه؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في إخْبار زوجِي بأِنُ وزنه ازداد أكثر من اللازم في الشهور الأخيرة؟
هل أَمتلك الحق في إُخبار رئيسَي بأنّني لا أُريد أن أعمل وقتا إضافيا؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في الخروج كإمرأة عاملة و العَمَل جزئياً، على أن أَتْركَ أطفالَي في مركز رعاية نهارية؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في رَفْض إعارة كتاب هام عندي لصديق؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في رَفْض صداقة زوجة صديق زوجِي، والتي لا أستريح عند الجلوس والتحدث معها؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في تَدليل نفسي؟
هَلْ أَمتلكُ الحقّ في الدِفَاع عن حقوقِي؟
لْديَكَ خمسة حقوقِ أساسيةِ دائما وهم:
تَشخيص صعوباتكَ الخاصة:
لتَقْرير مشاكلِكَ الخاصةِ والمتعلقة بتأكيد ذاتك، يَجِب عليك أَن تُقومَ وتحدد مشاكلَكَ ومخاوفك التي تمنعك مِن تأكيد ذاتك.
الخطوة الأولى: اشتري دفتر ملاحظات للتدريب على تأكيد الذات، أَي أنك سَتَستعملهُ لهذا التمرينِ.
الخطوة الثانية: نُدرجُ بعض الأسئلةَ
الخطوةُ الثالثة: نُجيبُ عن كلّ سؤال بوَضْع نعم أَو لا بِجانبه. ولتحري درجة أعلى من الدقة؛ يمكنك أن تستخدم: دائماً، في أغلب الأحيان، أحياناً، مطلقا.
الخطوة الرابعةُ: تُحيطُ الأجوبة التي تُشيرُ إلي وضعك من حيث تأكيد الذات بدائرة ؛ الآن يمكنك أن تستوضح مشكلتَك من حيث توكيد الذات و بكلماتِك الخاصة.
على سبيل المثال، إذا كان جوابِكَ على السؤال 7 ، وهو هل تَشْعر بعدم الرضى عن حياتِكَ الاجتماعية؟ِ، أنت قَدْ تَكْتب: "أنا لَيْسَ لِي حياةُ اجتماعية"ُ، أو قد تكتب أحيانا يكون لي حياة اجتماعية.
َقد يكون رَدِّكَ على البند 20: هل عِنْدَكَ صعوباتُ ُ في تأكيد الذات مع الأتباع؟ أنت قَد تَذكر: "عِنْدي مشكلة في إعطاء بعض الأعمال لمُساعدِي، فأنا خائف أنه لَن يحبني!!!
قد تَشتري الأشياءَ التي لا تُريدُهاُ حقا، لأنه من الصعب عليك أن تَقُولَِ للبائع لاِ؟
(1) قد تَتردّدُ في إرجاع بعض المشتريات إلى المتجر، حتى عندما يكون هناك سبب مقنع لعَمَل ذلك؟
(2) إذا َتكلّمُ شخص ما بصوت جهوري أثناء عرض فيلم، أو مسرحيّة، فهَل بإمكانك أَنْ تَطْلب مِنْه الصمت؟
(3) هَلّ بإمكانك أَنْ تَبْدأُ محادثة مع غريب؟
(4) في المناسبات الاجتماعية ، هل يمكنك مناقشة مشاكل و أحداث الساعة؟
(5) هَلْ يَتصرّف الناسُ و كأنك شخص هاما بينهم ؟
(6) هَلْ أنت راضي عن حياتِكَ الاجتماعية؟
(7) عندما يطلب منك صديق طلبا غير معقول، فهل أنت قادر على رَفْض طلبه ؟
(8) هل أنت قادر على طلب المساعدة من أصدقائك؟
(9) هَل بإمكانك أَنْ تَنتقد تصرفا خطأ من صديق لك ؟
(10) هَل بإمكانك أَن تَمتدح تصرفا حسنا من صديق لك؟
(11) عندما يَمتدحك شخص ما، فهل تَعرف ماذا تقَول له؟
(12) هل هناك شخص ما يُمكِنُك أَن تَشاركه في مشاعرك العميقة؟
(13) هَل أنت راض عن عاداتِ عملِك؟
(14) هَلْ يَمِيلُ الناسُ إلى اِستِغْلالك؟
(15) هل يُمْكِنك أَنْ تَكُوني منفتحةً وصريحة في إظْهار كل من المشاعر الرقيقة أو الغاضبة نحو الرجالِ؟
(16) هل يُمْكِنك أَنْ تَكُونَ منفتحاً وصريحاَ في إظهار كل من المشاعر الرقيقة أو الغاضبة نحو النِساءِ؟
(17) هل أنت راضي عن تقدّمِكَ في عملك؟َ
(18) هل أنت نموذج جيد لتأكيد الذات بالنسبة لطفلِكَ ؟
(19) هل عِنْدَكَ صعوباتُ ُ في تأكيد الذات مع الأتباع ؟
حدد ما يثير توترك :
الغرض: لتَمييز وتحديد الأشياءِ الذي تَجْعلُك تَبْدو متوتراً، وخائفا َوقَلِقا عادةً.
الخطوةُ الأولى: قم بإدراج المثيراتَ التالية،َ وهي إمّا أشياء أَو تجارب:
النقد
الفشل
الغرباء
أَبْدو أحمقاَ
تقبل المديح
الأصوات العالية
أن تكون حسّاسا
أنْ يَكُونوا مهملين
كَلام مستفز في العمل
الأشخاص قساة المظهر
التعامل مع أهل السلطةِ
التعامل مع من يكْرَهونك
التعامل مع الأشخاص الغاضبين
الحساسية في معاملة الآخرين
التعامل مع من يخطئون في حقك
التعامل مع الأشخاص سريعي الاستثارةََ
الخطوة الثانية: أضفُ إلى القائمةِ أيّ مثيرات إضافية تؤدي إلي المشاعرَ القَلِقةَ فيك.
الخطوة الثالثة: حدد درجة الاستثارة لديك مستعملا المِقياس التاليَ:
0 لا على الإطلاق
1 قليلاً
2 أحيانا
3 كثيرا
4 كثيرا جدا
تندرج المبررات في عدم كونك مؤكدا لذاتك عموماً تحت ثلاثة احتمالات:
الاحتمال الأول:
يفكرُ الناس في حدوث احتمالات نادرة كعذر لعدم تأكيد الذات. على سبيل المثال: تَركتَ شخصا ما يَأْخذُ مكانا يسبقك في صف طويل من الأشخاص المجهدين، وذلك أمام شباك دفع فواتير الهاتف ، وبدون حق له في ذلك، حيث أنه جاء بعدك، ثم وقف أمامك في هذا الصف الطويل ، وذلك بحجة " أن ذلك الشخص سيصرخ في وجهي أمام الناس إذا أَصررت على تمسكي بحقي وأسبقيتي منه في الصف"، أنت لا تَستطيع أن تضمن أن هذا لَنْ يَحدثَ ، لَكنَّه أيضا قد لا يحدث. وعلى العموم، يَجِبُ أَنْ لا تستند في أعمالَكَ على قول "َرُبَّمَا" يحدث ذلك.
الاحتمال الثاني :
يتصور الناس حدوث الاحتمالات الأسوأ ، بل و يَعطون لها معان إضافية؛ مثلا "سَيَكُونُ هذا فظيعاَ إذا حدث" على سبيل المثال، تَشْعرُ بأنّك إذا دافعت عن حقوقِكَ بوقوفك في وجه صديق فإنه سَيَغْضبُ منك . ثمّ تُضيفُ الفرضيةَ بأن هذا سَيَكُونُ فظيعا ومُدَمّراً لحياتك الاجتماعية.
فنان يؤكد ذاته بسيمفونية موسيقية :
ولد "لودفيج ثان بيتهوفن" في عصر نابليون بونابرت، وأحس الناس في ذلك الوقت أن فجرا جديدا من الفن بصورة عامة سوف يولد وذلك على يد هذا الشاب الألماني الوافد على النمسا.
كان بيتهوفن معجبا أيما إعجاب بشخصية نابليون، وكان يرى فيه رمزا جديدا لعصر إنساني مختلف عن العصور السابقة التي كانت مازالت تسدل أستار الظلام على أوروبا. هذا العصر الجديد الذي كان يمثله نابليون في نظر بيتهوفن. كان بيتهوفن يرى في نابليون رمزا جديدا لعصر إنساني مختلف عن العصور السابقة. كان يرى فيه عصر الحرية والكرامة الإنسانية. كان يرى فيه ثورة على الفوارق بين طبقات الشعب، وبالرغم من أن بيتهوفن كان قد ارتقى إلى أعلى الطبقات بفضل موهبته إلا أن أصله الشعبي كان عائقا أمام انخراط في الطبقة العليا من المجتمع الأوروبي الأرستقراطي في ذلك الوقت. ولم تكن أي فتاة من الطبقات الأرستقراطية لتقبل بالزواج منه لأنه من أصل وضيع كما كانوا يطلقون عليه وعلى أمثاله من الموهوبين المكافحين؛ لذا فقد رأي في نابليون الحلم لتحطيم تلك القيود والأفكار البالية.
وعندما سمع الفنان العظيم بخبر تحول نابليون من قنصل إلى إمبراطور قال: إذن فنابليون هذا هو واحد من الناس جاء ليدوس على حقوق الإنسان ويعمل على تحقيق أطماعه الخاصة ويتعالى على البشر ويمعن في الاستبداد والطغيان!.
واتجه إلى المكتب وأمسك بصفحة عنوان السيمفونية الثالثة والتي كان قد اسماها "بونابرت" ومزقها بالطول ورمى بها أرضا وانتهى أمره إلى محو اسم بونابرت من عنوان سيمفونيته الثالثة، وأطلق عليها اسم: "سيمفونية البطولة في ذكرى رجل عظيم".
وهكذا غير بيتهوفن موقفه من نابليون، وكأن لسان حاله يقول في لحظة التغيير: "حتى أنت يا بونابرت!!"، لقد كنت أملا للحرية وكرامة الإنسان وأنت قنصل ديمقراطي، أما الآن فقد أصبحت طاغية مثل سائر الطغاة بعد أن جعلت من نفسك إمبراطورا مستبدا. فقد كان بيتهوفن يأمل أن يقوم بونابرت بخلق نظاما سياسيا لفرنسا لا يتعرض للمنازعات المختلفة والصراع بين القوى المتعددة على الحكم والسلطة.
لقد أراد الفنان بطلا حرا، لكنه لم يجد ذلك المعنى في حاكم متسلط يوزع المناصب على إخوته وأقربائه، ثم يوزع باقي المناصب على الذين يظهرون الولاء الخالص له، فيفرضهم على الشعوب المختلفة التي خضعت لسلطانه في إيطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية (كما فعل نابليون)، والذي قام بتطليق زوجته لكي يتزوج من غيرها لأن الأولى لم تنجب وريثا للعرش. وهنا يعلن بيتهوفن ثورته على نابليون وكأن إمبراطور الفن يعلن ثورته على إمبراطور السياسة والحكـــم والحرب، وهكذا أعلن بيتهوفن سخطه على استبداد الإمبراطور بونابرت عن طريق محو اسم بونابرت من عنوان سيمفونيته الثالثة، وأطلق عليها اسم: "سيمفونية البطولة في ذكرى رجل عظيم". وهذه طريقة من طرق تأكيد الذات، والتي تكون برفض تصرف الحاكم المستبد من جانب بيتهوفن، و محوه لاسم "بونابرت" من عنوان سيمفونيته الثالثة، وذلك بعد أن تحول بونابرت من قدوة ومثل للدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان إلى طاغية مستبد .
الاحتمال الثالث:
يَختلق بعض الأشخاص على نحو غريب جدا تبريرا مِن الزعمِ بأنهم فاقدون للصلاحية، وقَد يَنظرون للوراء على مدار خمسين عاما من حياتِهم؛ مع البحثِ والتدقيق فيما أنجزوه خلال تلك السنوات ، ويرددون أنهم لم يعيشوا الحياة الأفضل، وهذا كثيرا ما يحدث بعد سن الستين.
قد يكون العجز عن تأكيد الذات في مناطقَ محددة من حياة الشخص مثل العجز عن تأكيد الذات مع الزوجة أو أحد الأصدقاء أو مع الجنس الآخر بصورة عامة. في هذه الحالة أبحث في نفسك عما يمنعك من توكيد ذاتك مع هذا الشخص: مثل الرفض أو القطيعة، أو الغضب، أَو الخوف من ذلك الشخص!!. و هنا عليك أن تناقش مع نفسك أسوأ ما يُمْكِنُ أَنْ يَحْدثَ مع هذا الشخص إذا قمت بتوكيد ذاتك معه، وبعد ذلك تَفْحص تلك الاحتمالاتِ ونتائجِها ولكن بِموضوعية.
وعند صيَاغتك لمثل هذا السلوكِ المعيّن من تأكيد الذاتِ، عليك بداية أن تعرف أين تقف الآن. وطبيعة سلوككَ الأول من حيث عدم توكيد الذات مع هذا الشخص، ثم أختر خطوة أولية سهلة وبسيطة في تأكيد ذاتك مع هذا الشخص، والذي يمكنك نفسك، وفي اعتقادك أن تُتقنه؛ وإلى حد معقول في فترة زمنية قصيرة نسبيا؛ ثمّ تَستمر على نفس المنهاج إلى الخطوة القادمةِ.
أما إذا كان عِنْدَكَ مشكلةُ بخطوتِكِ الأولى، مثلا أن تكون قد اخترتَ سلوكا صعبا عليكَ جداً؛ من حيث توكيدك لذاتك مع مثل هذا الشخص؛ ففي هذه الحالة ابحث عن مهمّةِ أسهلِ في نفس تلك المنطقة من السلوكيات أو ذات علاقة بها؛ ثمّ اَنتقل بعد ذلك إلى منطقة أخرى أكثر صعوبةً.
و مهما كانت مشكلتك في تأكيد ذاتك مع هذا الشخص؛ فهناك بَعْض المبادئِ الأساسيةِ المنتظرة لتأكيد ذاتك معه:
اكتشف أكبر قدر من شخصيتك وسلوكياتك وفكرك، بحيث تساعد نفسك على تأكيد ذاتك مع هذا الشخص .
جاهد لإبداء مشاعرك، سواء أكانت غاضبة أَو هادئة.
تصرّف وفق الطرقِ التي تزِيدُ من اَحترامك واعتزازك بنفسك.
افحص سلوكَكَ الخاص وحدد المناطقَ التي تَرغَب في أَن تَكُونَ أكثرَ حزما وتأكيدا لذاتك.
احذر من أن تكون عدوانيا، عندما تحاول أن تؤكد ذاتك مع مثل هؤلاء الأشخاص.
تأكيد الذات لَيسَ بحالة ثابتة دائما؛ بل هو يَتغيّر مثل تغير الحياةِ، وأنت تُواجهُ دائما تحديات جديدةَ تَحتاج لمهاراتٍ جديدةَ.
ويتبع >>>>>>>>>>> التعامل مع الشخصيات الصعبة