كيف يغير الحكماء بعضاً من عاداتهم السيئة1
الفصل الخامس عشر
قال بعض الحكماء الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه ورجل يدري ولا يدري وذلك ناس فذكروه ورجل لا يدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فاحذروه.
حكمة: سئل بعض الحكماء أي شي أقرب فقال الأجل فقيل أي شيء أبعد قال الأمل.
حكمة: قال لقمان الحكيم لولده: شيئان إذا حفظتهما لا تبالي بما ضيعت بعدهما درهمك لمعاشك ودينك لمعادك.
حكمة: سأل أنو شروان بزر جمهر لأي شيء يمكن أن يجعل العدو صديقاً قال لأن تخريب العامر أسهل من عمارة الخراب وكسر الزجاج إذا كان صحيحاً أسهل من تصحيحه إذا كان مكسوراً.
وقال صحة الجسم خير من شرب الأدوية وترك الذنب خير من الاستغفار وكظم الشهوات خير من كظم الحزن ومخالفة الهوى في الاستكبار خير من دخول النار.
حكمة: كان رجل من الحكماء المتقدمين يطوف البلاد عدة سنين وكان يعلم الناس هذه الكلمات الست وهي: من ليس له علم فليس له عز في الدنيا ولا في الآخرة ومن ليس له صبر فما له سلامة في دينه ومن كان جاهلاً لم ينتفع بعمله ومن لا تقوى له فما له عند الله كرامة ومن لا سخاء له فما له من ماله نصيب ومن لا طاعة له فما له عند الله حجة.
حكمة: سئل بزر جمهر أي عز يكون بالذل متصلاً فقال العز في خدمة السلطان والعز مع الحرص والعز مع السفه.
حكمة: سئل بزر جمهر بماذا يؤدب البله فقال بان يؤمروا بكثرة الأعمال ويستخدموا في مشقات الأشغال بحيث لا يجعل لهم إلى الفضول طريقاً ولا فراغاً قيل وبماذا يؤدب الأخساء فقال بإهانتهم واحتقارهم ليعرفوا وضاعة أقدارهم.
قيل فبماذا يؤدب الأحرار قال بالتوقف في قضاء حوائجهم.
وسئل أيضاً من الكريم فقال الذي يهب ولا يذكر أنه وهب.
حكمة: قيل لأي سبب تتلف الناس نفوسهم لأجل المال فقال لأنهم يظنون أن المال خير الأشياء ولا يعلمون أن الذي يراد من أجله المال خير من المال.
حكمة: قيل له أيكون شيء أعز من الروح بحيث تعطي الناس فيه أرواحهم ولا يبالون فقال ثلاثة هي أعز من الروح الدين والعقل والخلاص من الشدائد. وسئل أيضاً في أي شيء يكون العلم والكرم والشجاعة فقال زينة العلم الصدق وزينة الكرم البشر وزينة الشجاعة العفو عند القدرة.
حكمة: قال يونان الوزير أربعة أشياء من عظيم البلاء: كثرة العيال مع قلة المال والجار المسيء الجوار والمرأة التي لا تقية لها ولا وقار.
واتفق أهل الدنيا على أن أعمال الخلائق كلها خمسة وعشرون وجهاً: خمسة منها بالقضاء والقدر وهي طلب الزوجة والولد والمال والملك والحياة وخمسة منها بالكسب والاجتهاد وهي العلم والكتابة والفروسية ودخول الجنة والنجاة من النار.
وخمسة منها بالطبع وهي الوفاء والمداراة والتواضع والسخاء.
وخمسة منها بالعادة وهي المشي في الطريق والأكل والنوم والجماع والبول والتغوط.
وخمسة منها بالإرث وهي: الجمال وطيب الخلق وعلو الهمة والتكبر والدناءة.
حكمة: ستة أشياء تساوي الدنيا: الطعام السائغ، والولد السليم الأعضاء، والصاحب الموافق، والأمير المشفق، والكلام الصحيح النظام، والعقل التام.
حكمة: قال الحكيم خمسة أشياء ضائعة: السراج في الشمس، والمطر في السباخ المالحة والمرأة الحسناء عند الأعمى، والطعام الطيب يقدم بين يدي الشبعان، وكلام الله سبحانه في صدر الظالم.
حكمة: سئل الاسكندر لم تكرم معلمك فوق كرامة أبيك فقال إن أبي سبب حياتي الفانية ومعلمي سبب حياتي الباقية.
حكمة:قال إذا لم يمش معك الزمان كما تريد فامش مع الزمان كما يريد فإن الإنسان عبد الزمان والزمان عدو الإنسان وكل تنفس تنفسه فبقدره عن الحياة ويقرب من الممات.
حكمة: سأل قوم من الحكماء بزر جمهر فقالوا عرفنا من أبواب الحكمة ما ينفع أرواحنا وأشباحنا لنجتهد فيه وما يضرنا فيه وما يضرنا للبعد عنه فقال اعلموا وتيقنوا أن أربعة من الأشياء تزيد في نور العين وتحد النظر.
وأربعة تنقص نورها وأربعة تسمن الجسم وتخصبه وأربعة تضعفه وتهزله وأربعة أشياء تحيي القلب وأربعة تميتهن وأربعة يصح بها الجسم دائماً وأربعة تكسر البدن.
أما الأربعة التي تزيد في نور العين فهي الخضرة والماء الجاري والشراب الصافي والنظر إلى وجوه الأحباب.
وأما الأربعة التي تنقصه فهي أكل المالح واللحم القديد وصب الماء على الرأس والنظر الدائم في عين الشمس ورؤية العدو.
وأما الأربعة التي تسمن الجسم وتخصبه فهي الثوب الناعم وخلو البال من الأحزان والرائحة الزكية والنوم في المكان الساخن.
وأما الأربعة التي تضعفه وتهزله فأكل اللحم القديد وكثرة الجماع وطول المكث في الحمام ونوم العشايا.
وأما الأربعة التي يصح به الجسم فأكل الطعام في وقته وحفظ مقادير الأشياء ومجانبة الأعمال الشاقة وترك الحزن على غير موجب.
وأما الأربعة التي تكسر البدن دائماً فسلوك الطريق الصعب وركوب الفرس الحرون والمشي على التعب ومجامعة العجائز.
وأما الأربعة التي تحيي القلب فالعقل النافع والأستاذ العالم والشريك الأمين والزوجة الموافقة والصديق المساعد.
وأما الأربعة التي تميته فبرد الزمهرير وحر السموم والدخان الكريه ومخافة العدو.
حكمة: قال سقراط خمسة أشياء لا يشبع منها خمس: عين من نظر وأنثى من ذكر وأذن من خبر ونار من حطب وعالم من علم.
حكمة: سئل حكيم ما أمر الأشياء في الدنيا وما أحلاها فقال أمر الأشياء استماع الحسن ممن لا قيمة له، والدين الفادح، وضائقة اليد، وأحلى الأشياء الولد والكلام الطيب واليسار.
حكمة: سئل حكيم ما الموت وما النوم فقال النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل.
حكمة: سئل حكيم ما الغنى؟! فقال القناعة والرضا فقيل ما العشق؟! فقال مرض الروح وموت في حسرة.
حكمة: سئل ارسطاطاليس أي صديق أوثق وأي صاحب أشفق؟ فقال الصديق الأصيل أوثق والصاحب القديم أشفق وتدبير العقلاء أفضل.
حكمة: قال حالينوس سبعة أشياء تجلب النسيان: استماع الكلام الخشن ولا يصوره القلب والحجامة على خرزة العتق والبول في الماء الراكد وأكل الحوامض والنظر في وجه الميت والنوم الكثير والنظر في الأماكن الخراب.
وقال أيضاً في كتاب الأدوية أن النسيان يحدث من سبعة أشياء وهي البلغم وضحك القهقهة وأكل المالح واللحم السمين وكثرة الجماع والسهر مع التعب وسائر البرودات والرطوبات فإن أكلها يضر ويجلب النسيان.
يتبع >>>>>>>>>>> كيف يغير الحكماء بعضاً من عاداتهم السيئة3