عقار موازن ٌ للمزاج Mood Stabiliser
هذا المصطلح لوصف العقاقير المستعملة في الطب النفسي كثير الاستعمال هذه الأيام كبديل لمصطلحات أخرى. يستعمله العامل في الصحة العقلية مع مراجعه أكثر من استعماله مع زملائه في العمل.
العقار الموازن للمزاج تحديداً هو العقار الذي يمنع تقلبات أو تأرجح المزاج من حالة منخفضة إطارها الاكتئاب ومحتواها قد يحتوي على أعراض أخرى من قلق وخوف وهلع إلى حالة مزاج مرتفعة إطارها الهوس وقد يكون محتواها الغضب أو الانفعال. هذه العقاقير تحديداً تدفع حالة المزاج إلى الاعتدال دون الوصول إلى قاع منخفض اكتئابي أو قمة هوس عالية. البعض يضيف لصفات التالية:
١ - عقار يستعمل في علاج الثناقطبي.
٢ - عقار يمنع تحول المزاج الشديد.
هذه الصفات بحد ذاتها دفعت الكثير لاستعماله كبديل لعقار مضاد للذهان أو عقار مضاد للفصام الشائعة الاستعمال في الثناقطبي واضطراب الشخصية الحدية. كذلك نرى بأن هذا المصطلح يتم استعماله لوصف عقار مهدئ في نوبة هوس حادة وهو عقار كلونازيبام Clonazepam رغم أن فعالية هذا العقار لا علاقة لها بتوازن المزاج.
ثلاثية موازن المزاج
موازن المزاج المثالي هو العقار الذي يتم استعماله في هذه الحالات السريرية:
١ - علاج نوبة هوس حادة.
٢ - علاج نوبة اكتئاب.
٣ - الوقاية من الهوس والاكتئاب.
التعامل مع تقلبات وتأرجح المزاج سريرياً لا يقتصر فقط على استعمال العقاقير وإنما يمتد إلى ما يلي:
١ - التوازن البيئي: رغم ميول الطب النفسي الحديث إلى علاج الاضطرابات النفسية بعيداً عن المستشفيات ولكن سحب المريض من البيت إلى المستشفى ضرورة في الحالات الحادة ومعالجة المخاطر. بيئة البيت أحيانا لا تساعد على الشفاء وتأثير حالة المريض على الآخرين لا يمكن غض النظر عنه. كذلك ليس من الحكمة أن يتحمل الأهل مسؤولية علاج مريض يشكل خطراً على نفسه وعلى الآخرين. رغم اعتراضات البعض على بيئة ردهات الطب النفسي ولكنها توفر للمريض بيئة تتسم بالتوازن ويشرف عليها من لهم الخبرة في التعامل مع هذه الحالات.
٢ - الحواجز المانعة للشفاء: المريض المصاب بحالة هوس لا يرغب في العلاج وبسبب اندفاعه يميل إلى استعمال عقاقير منشطة محظورة. هناك أيضاً المريض المكتئب الذي فقد تواصله مع الآخرين ومثقلٌ بالذنب ولا يرى بصيصاً من الأمل.
٣- الرعاية الذاتية: لابد من الانتباه إلى تأثير النوبة على صحة الفرد وطعامه وسلوكه مع الآخرين ومهنته.
٤ - المساندة الاجتماعية: يجب توعية أهل المريض والمجتمع عموماً عن طبيعة المرض وعلاجه والانتباه إلى علامات الانتكاس المبكرة.
أدناه مراجعة سريعة لموازنات مزاج أربعة يتم تصنيفها كذلك.
ليثيوم Lithium
لا يزال عقار ليثيوم هو المعيار الذهبي لموازنات المزاج ويتم قياس فعالية أي عقار مقابل هذا العقار القديم. يتميز هذا العقار بضيق نافذته العلاجية ويعني ذلك بأن فعالية العقار محدودة ضمن تركيز معين في الدم هو 0.4 – 0.8 mmol/L. دون ذلك التركيز لا فعالية له وأكثر من ذلك وخاصة إذا تجاوز التركيز 1.2 mmol/L قد يؤدي إلى ظهور أعراض تسمم حاد.
يتوفر العقار كملح كاربونات أو سترات ويتم تناوله مرة واحدة ليلاً. يجب معايرة الجرعة تدريجياً وبصورة منتظمة للوصول إلى التركيز العلاجي وبعد استقرار التركيز يتم قياسه بصورة منتظمة لفترة لا تزيد عن كل ستة أشهر.
هناك أعراض جانبية حادة مع بداية علاج منها عصبية وعضلية وجلدية. هناك من يصاب بالصدفية مع استعماله وحينها لا مفر من توقف العلاج. أعراضه الجانبية الطويلة المدى هو تثبيط فعالية الغدة الدرقية وتدهور فعالية الكلى. على ضوء ذلك لابد من عمل تحاليل طبية للتحرى عن فعالية هذه الأعضاء كل ستة أشهر.
فعالية العقار في موازنة المزاج واستقراره في اضطراب الثناقطبي لا شك فيها. كذلك يتميز عن بقية العقاقير بتأثيره الإيجابي في الوقاية من الانتحار ورفع عتبة التثبيط السلوكي.
موازنات المزاج الأخرى
يمكن تنصيف موازنات المزاج الأخرى إلى عقاقير مضادة للصرع Antiepileptics وعقاقير مضادة للذهان Antipsychotics يتم استعمالها كموازنات للمزاج أيضاً. الحقيقة هي أن جميع العقاقير المضادة للذهان يتم استعمالها في اضطراب الثناقطبي مع أو بدون وجود عملية ذهانية. لكن من الناحية العلمية هناك ٣ موازنات أخرى للمزاج جميعها عقاقير مضادة للصرع وهذا موجزها.
فالبرويت Valproate
يعرف هذا العقار أحيانها صوديوم فالبرويت Sodium Valproate أو حامض فالبروك Valproic Acid وفي العالم العربي يعرف باسمه التجاري القديم ديباكين Depakine أو ابيلم Epilim. لا يوجد أي دليل على اختلاف فعالية جميع مستحضرات هذا العقار ومن ضمن ذلك المستحضرات الطويلة الفعالية.
شاع استعمال هذا العقار في الثمانينيّات وانتشر منذ التسعينيات. فعاليته أقل من ليثيوم وله أعراضه الجانبية وخاصة في تأثيره على خصوبة المرأة تشوهات جنينية في الحمل والبدانة.
لا يزال هذا العقار المضاد للصرع من أكثر العقاقير استعمالا في جميع أنواع الصرع ولكن بسبب تأثيره على الخصوبة الأنثوية والجنين أثناء الحمل فيجب إعلام المريض والتأكيد على متابعة طبية منتظمة.
استعمال العقار بالإضافة إلى العقاقير المضادة للذهان قد يؤدي إلى زيادة تركيز هذه العقاقير في الجسم لأن فالبرويت يثبط إنزيمات الكبد التي تتخلص من الكثير من العقاقير.
كارباميزابين Carbamazepine
التركيب الكيمائي لهذا العقار هو ثلاثي الحلقة تم اكتشافه أولا كعقار مضاد للاكتئاب ولكن سرعان ما تم ملاحظة ضعف فعاليته المضادة للاكتئاب مقارنة بفعالية مضادة للصرع. كان اكتشافه نقطة تحول في علاج الصرع بعيداً عن عقار فينتوين Phenytoin وعقار فينوباربيتون Phenobarbitone. لا يزال يتصدر القمة في علاج الصرع مع العقار أعلاه.
فعالية توازن المزاج لهذا العقار أقل من فالبرويت، ونادراً ما يتم استعماله بمفرده ويتم إضافته لعقار ليثيوم في علاج حالات الثناقطبي الشديدة والمعروفة بسريعة الدوران Rapid Cycling.
في الوقت الذي يثبط فالبرويت إنزيمات الكبد نرى هذا العقار يحفزها وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى انخفاض تركيز العقاقير الأخرى في الجسم. لابد من قياس تركيزه في الدم بصورة منتظمة والوصول إلى نافذة علاجية ما بين 30 – 40 mg/L.
هناك استعمالات عدة لهذا العقار في مختلف الاضطرابات العصبية الوظيفية والألم لا تستند جميعها إلى دليل قاطع.
لامتروجين Lamotrigine
رغم أن هذا العقار يتم تصنيفه كعقار موازن للمزاج ولكن فعاليته تقتصر فقط على القطب الاكتئابي لاضطراب الثناقطبي. استعماله في أي اضطرابات أخرى باستثناء الصرع لا يستند على دليل علمي قاطع.
يتفاعل هذا العقار مع فالبرويت حيث أن الجمع بين الاثنين يؤدي إلى زيادة تركيز لامتروجين في الدم وبسبب ذلك يجب توخي الحذر مع استعمال هذا الخليط.
واقرأ أيضًا:
العقاقير المضادة للقلق / الثناقطبي Bipolar / اضطرابات وجدانية: هوس واكتئاب Bipolar I / اضطرابات وجدانية مختلطة Bipolar, Mixed