الفصل السادس عشر
يقول المثل الألماني: "من يبحث عن المساواة فسيوصله طريقها إلى المقبرة".
لا يقصد من موضوع العدل هنا التعرض لما ينتج عن تطبيق الشريعة الإسلامية حيث أن الشريعة الإسلامية تكفل العدل للجميع، ما نتعرض له هو ذلك الشعور الذي يشعر به بعض الناس عندما يشعرون في لحظة ما ومن خلال تعاملهم مع شخص ما أن ذلك الشخص ليس عادلا في التعامل معهم، ومن ثم يعانون الكثير من الألم النفسي، لقد تعود الكثير منا على التفكير في أن العدل يجب أن يرافق كل موقف اجتماعي أو حدث عالمي نتعرض له، وعندما لا يحدث ذلك نشعر بالقلق وعدم الراحة النفسية، في الحقيقة إلقاء نظرة على العالم أو الأشياء من حولنا تعطينا فكرة واضحة أن تطبيق العدالة أمر ليس سهلا.
الناس الذين نتعامل معهم ويفترض فيهم أن يعاملوننا بصورة عادلة لا يفعلون ذلك، إن العالم ككل -على الرغم من كل قوانينه- يفتقر -بصورة كبيرة- للعدل في التعامل بين الشعوب، فكما يعرف الجميع فإن القوي يستغل الضعيف، والضعيف يتسلط على الأضعف، وهكذا دواليك.
هذه ليست مجرد نظرة متشائمة أو نظرة مقصود من ورائها الحط من القيم الإنسانية، ولكن الواقع يدلل على ذلك، وعلى هذا الأساس -ومن أجل سعادتك- فإنه ليس من الضروري أن تشعر بالضيق والاشمئزاز عندما تواجه موقفاً غير عادل خصوصا في تعاملك الاجتماعي.
الكثير من الناس يربط سعادته بمواقف يعتقد أنها غير عادلة، كثيراً ما نسمع جملة "هذا ليس عدلا" أو "ليس لك الحق في عمل ذلك"، أو "والله العظيم أنا مظلوم"، بهذه الجمل نبحث عن العدل ونعتبر انعدامه سببا لتعاستنا، بالطبع طلب العدالة ليس عرضا من أعراض الاضطرابات النفسية، ولكن التصرف المريض هو أن تعاقب نفسك بانفعالات سلبية عندما لا ترى دليلاً على تطبيق العدالة.
يتبع >>>>>>>>>>> التواكل النفسي تأكيد الذات مشاركة8