الفصل السابع عشر
إذا أردت أن تتعلم قمة الوفاء وحسن العهد والصحبة، وصلة الأقارب والأرحام في شبكتك الاجتماعية فعليك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أقتدي به قدر ما استطعت، ولن تندم على ما سوف تحققه من خير في الدنيا قبل الآخرة.
خلقه صلى الله عليه وسلم في الوفاء وحسن العهد، وصلة الرحم
وأما خلقه صلى الله عليه وسلم في الوفاء وحسن العهد، وصلة الرحم ـ عن عبد الله بن أبي الحمساء، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث، وبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: [يا فتى، لقد شققت علي، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك].
وعن أنس: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتي بهدية قال: "اذهبوا بها إلى بيت فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة، إنها كانت تحب خديجة".
وعن عائشة قالت: "ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، لما كنت أسمعه يذكرها، وإن كان ليذبح الشاة فيهديها إلى خلائلها".
واستأذنت عليه أختها فارتاح إليها.
ودخلت عليه امرأة، فهش لها، وأحسن السؤال عنها، فلما خرجت قال: "إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان".
ووصفه بعضهم، فقال: كان يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء غير أن لهم رحماً سأبلها ببلالها".
وقد صلى عليه السلام بأمامة ابنة ابنته زينب يحملها على عاتقه، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
وعن أبي قتادة: وفد وفد للنجاشي، فقام النبي يخدمهم، فقال له أصحابه: نكفيك، فقال: "إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وإني أحب أن أكافئهم".
ولما جيء بأخته من الرضاعة الشيماء في سبايا هوازن، "بعد غزوة حنين"، وعرفته بنفسها، بسط لها رداءه، وقال لها:"إن أحببت أقمت عندي مكرمة محبة، أو متعتك ورجعت إلى قومك" فاختارت قومها فمتعها.
وقال أبو الطفيل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام إذ أقبلت امرأة حتى دنت منه، فبسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضـعتـه.
وعن عمر بن السائب ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوماً، فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه، فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلسه بين يديه.
[وكان يبعث إلى ثويبة مولاة أبي لهب ومرضعته صلى الله عليه وسلم بصلة وكسوة، فلما ماتت سأل: "من بقي من قرابتها"، فقيل:"لا أحد"].
وفي حديث خديجة رضي الله عنها أنها قالت له صلى الله عليه وسلم يوم أتاه جبريل أول مرة: أبشر، فو الله لا يحزنك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
يتبع >>>>>>>>>>> الصدقة تحقق العدالة الاجتماعية