الأمة كيان حيوي موجود، لا ينمحق وإن غاب يعود، والقول بموتها وهْمٌ وتخريف بلسانٍ حقود، فالأمة متأصلة وطبعها الخلود.
هذه أمة العرب، ما نال منها ويلٌ أو خطَب، تهاجمها الأعادي وتصول عليها العوادي، وتكسرهم فيلوذون بالهرب، وتبقى قويةً ذات رَجَب.
أمة الضاد الأبية، والروح العربية، والإرادة السماوية، والقيم الحضارية، والأنوار العلمية، والشوامخ الفكرية، والإبداعات الثقافية، والأساطير الملحمية، والإضاءات المعرفية، في مسيرات البشرية.
أمة ينابيع الإنسانية، والرسالات الروحية، والتفاعلات الكونية، إنها أمة قوية، ولغتها أم اللغات العربية.
أمة إن خبت ستسطع، وإن انحنت لترفع، وإن تعثرت ستدفع، وإن تفرقت ستجمع، وإن تهددت لن تركع، وإن تزاحمت عليها النوازل ستردع، وإن توجعت فلا تجزع، أمة التسامي والنبيل الأرفع، وكم أبدعت وسطّرت ما هو أروع، أمة العرب بها نكون وعنها ندفع.
تخطّت المحن، وتجاوزت الفتن، وأسقطت الوثن، وأبهرت الزمن، وأوجدت السنن، وأسست الوطن، لا تعرف الضنن، وسرها كالعلن، صراطها الحب لا الشجن، مَن استجار بها أمن، ومَن والاها ضمن، ففيها خير الأرض قد كمن.
أمة يعربية، وإرادة أبية، وصوت رسالات سماوية، وهدايات للبشرية، أنارت فأجادت، وتسامقت وتبارت، وباقتدار أجيالها تباهت.
إنها أمتنا، وينبوع وجودنا، ودوحة أصولنا، ومنهاج وعينا، ونبراس خطونا، ووعاء ضم شملنا، وبرهان كينونتنا، إنها عزنا وكرامتنا وشرفنا وروحنا.
أمتنا عنواننا وهويتنا ووعاء رسالتنا، ومنطلق كينونتنا وبرهان صدقنا وإيماننا، إنها عقيدتنا وشعارنا وبودقة تألقنا وسطوعنا، وفيها تهجع أحلامنا وطموحاتنا، وهي التي تحتضن بذور جوهرنا وبراعم ذاتنا.
أمتنا التي بها لا بغيرها نكون، ولو كره الكارهون، وهذرب المغفلون المخمورون بأضاليل البهتان والدجل الفتان.
أمتنا كياننا السماوي، وهويتنا الإنسانية، ومنهل التسامي والنقاء والزهاء والبهاء والرجاء.
فاعرفوا أمتكم يا عرب!!
واقرأ أيضاً:
ومن العرب أبواق آكليهم!! / الرأي رأيهم؟!! / عجائب الاعتقاد!! / خريف الأغصان العربية !! / الأوطان إرادات بشرية!!