"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" 12:2
"قرآنا عربيا غير ذي عوجٍ لعلهم يتقون" 39:28
"كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون"41:3
العربية والقرآن حالة واحدة، فلكي تعرف القرآن عليك أن تعرف العربية، ولكي تصون القرآن عليك أن تصون العربية، ولكي تقضي على القرآن عليك بالقضاء على العربية. تلك حالة متوازنة متواصلة عبر العصور ومنذ نزول أول آية وسورة فيه، وبسبب القرآن تألقت العربية وتطورت وترسخت وصارت علما متشعب الفروع والاختصاصات، ووأصبح لها معاجم عظيمة ومفردات متنامية ومتوافقة مع واقع العصور التي مرت بها. ومن الواضح أن هناك حملات غاشمة موجهة ضد اللغة العربية ويحمل لواءها أهلها، بما يقومون به من أفعال وأعمال تهينها، فهم لا يتكلمون بها بفصاحة، ولا يكتبون بها بانضباطية نحوية وقواعدية، وإنما يسود التعامل بها الترهل والأخطاء، وبعضهم يحاولون محوها بلغات أجنبية، ولهجات عامية منبثقة منها.
والعرب أنفسهم لا يعزّون لغة الضاد مما يعني أنهم لا يعزّون القرآن ويهينون دينهم وهم لا يشعرون أو في غفلتهم سادرين، فكيف يتكلم العربي بلسان أعوج ويكتب بإملائية خطلاء وقواعدية نكراء وكأن العربية ليست لغته، ويتباهى بأنه يتحدث بلغة أجنبية، فينكر لغته ويتنازل عن هويته وجوهر ذاته وتأريخه وحضارته.
إن العلاقة بين العربية والإسلام كعلاقة الجسد بالروح، فالعربية روح الإسلام ومنبع علومه ومنطلقاته الروحية والفكرية والسلوكية، وبدونها يكون الإسلام جثة هامدة. فالقرآن يرتل بلسان عربي، والنبي عربي ويُعد مرجعا للعربية، وما تكلم إلا بلسان فصيح وصريح، وما قاله يمثل غاية البلاغة والفصاحة والإخلاص للعربية. ومن العيب حقا أن نعيش في زمن يعجز فيه رموز الدين عن الإتيان بعبارات فصيحة، وبنطقهم يهينون العربية ويؤذونها، وهي لغة القرآن والنبي والأئمة والصحابة وجهابذة العلوم الدينية والدنيوية.
فالذي لا يحترم اللغة العربية لا يحترم رموز الدين ولا يمت بصلة للقرآن، وهذه حقيقة مريرة علينا أن نواجهها ونستيقظ من الاندثار في دوامات العواطف والانفعالات التدميرية التي تعزز إرادة الهاجمين على العرب والدين.
فهل من وعي حقيقي، وإدراك مصيري لما يفعله العرب بأنفسهم ؟!!
واقرأ أيضاً:
"الله أعلم" و"أنا أعلم"!! / التأريخ يوجعنا!! / البرمجة الدماغية الخبيثة!! / تمَذْهَبْ لتذهَبْ!! / يوم احتراق بغداد!! / اعرف طريقك!! / طبائع المدن ومصير الأوطان