الثقة بالنفس: مصطلح يثير بعض الارتباك في معناه واستعماله في الصحة النفسية، يتم استعمال المصطلح أحياناً بالتناوب مع مصطلح أخر هو التقييم الذاتي والاحترام الذاتي. يتم تعريف المصطلح الأخير من خلال ثلاثة أبعاد وخاض في ذلك الباحثون في العلوم النفسانية والاجتماعية منذ القرن التاسع عشر. التعريف الأول كان سائداً هو لوليم جيمس ويمكن تلخيصه بإنجازات الإنسان في واقع الحياة نسبة إلى اعتقاده الخاص به حول كفاءته وقابلياته.
التعريف الثاني ظهر في الستينيات من القرن الماضي ويرتكز على نظرة الإنسان سلباً وإيجاباً لنفسه. هذه النظرة والفكرة مطابقة لقيمة الإنسان لنفسه. ثم هناك تعريف آخر الذي يجمع بين البعد السلوكي للتعريف الأول والبعد الداخلي للإنسان نفسه في التعريف الثاني ويمكن إيجازه كما يلي:
الاحترام الذاتي= الكفاءة الشخصية + شعور الإنسان بقيمته.
كذلك نشير الدراسات إلى أن احترام الذات أعلى نسبياً في الذكور مقارنة بالإناث ويصل ذلك الذروة في أعوام المراهقة ويقل تدريجياً بعد ذلك.
أدناه جدول بالمصطلحات المتعلقة باحترام الذات.
يمكن القول بأن نظرة الإنسان لنفسه عموما سمة من سمات شخصيته وفي تفاعل مستمر مع ظروفه٬ رغم أن المثير من الدراسات تشير إلى أن هذه السمة ثابتة نسبياً في الغالبية من البشر. هذه الأيام يتم قياس الثقة بالنفس والاحترام الذاتي حين يتوجه الإنسان نحو العمل بعد نهاية تعليمه الجامعي. نجاح الإنسان في عمله وارتفاع إنتاجه أكثر ملاحظة في إنسان يملك الثقة بنفسه ويحترم ذاته بغض النظر عن تحصيله الأكاديمي.
انعدام الثقة بالنفس ليس مرضاً بحد ذاته ولا يجوز وصفه كاضطراب نفسي لأن ذلك يقضي على طموح الإنسان ويؤدي إلى تهميشه.
أسباب ضعف الاحترام الذاتي:
الثقة بالنفس واحترام الذات أشبه ببناء يتم تشييده بقوالب نفسية منذ الطفولة، ويتم تقويته وتدميره بسبب البيئة التي يعيش فيها الإنسان. يتعرض هذا البناء لعملية تدمير كالآتي:
١- يعيش الطفل في بيئة مكتظة بكائنات لها سلطة عليه وأولهم الأم والأب.
2- الإسراف في الانتقاد السلبي والتركيز على فشل الطفل في فعالية وامتحان ما يؤدي تدريجياً إلى تدمير بنائه.
3- انشغال الأم والأب بهمومهم ومشاكلهم وأحياناً التركيز على طفل دون آخر.
4- التعرض للتنمر في المجتمع والمدرسة دون تقديم المساندة الصحية من العائلة ومؤسسات التعليم.
5- تحديات أكاديمية لا تلبي احتياجات الطفل وإنما احتياجات الوالدين.
6- التحرش الجنسي في الطفولة.
7- العنف المنزلي.
8- انعدام الثقة بالنفس قد يكون أحد أعراض القلق والاكتئاب وخاصة إذا ظهر تغيير ملحوظ في سلوك الفرد.
معالجة مشاكل ضعف احترام الذات:
رغم أن الكثير يوصي بعلاج كلامي للتخلص من ضعف الاحترام الذاتي ولكن الإنسان يستطيع عمل ذلك بنفسه.
لا بد أولا من تعريف المعتقدات السلبية في داخل الإنسان وتحديها مثل شعور الإنسان بأنه عديم الكفاءة ولا يبالي به أحد. ليس هناك أفضل من كتابة هذه المعتقدات ومراجعتها.
الخطوة الثانية: هو تدوين الأدلة لهذه المعتقدات وكذلك كتابة بداية ظهور هذه الأفكار.
الخطوة الثالثة: هي تدوين أي دليل يتحدى المعتقدات السلبية ويناقضها.
الخطوة الرابعة: تدوين كل ما هو إيجابي عنك.
واخيراً تدوين ما يقوله الناس عنك.
يجب أن يستهدف الإنسان عمل خمسة فعاليات بصورة منتظمة أسبوعيا ويدرك بأن الظروف وحدها هي التي تؤدي إلى شعور الإنسان بعدم احترامه لذاته ولكن الحاضر غير الماضي والمستقبل يجب أن يكون أفضل من الماضي والحاضر.
واقرأ أيضًا:
الثناقطبي Bipolar / إصابة الدماغ الرضحية الطفيفة / الطب العصبي النفسي