الندم له موقعه في تقييم الحالة العقلية للمراجع وله موقعه كذلك في علم النفس. الحديث عن الندم والشعور بالألم بسببه كثير الملاحظة مع حالة وجدانية اكتئابية ولذلك يتم تصنيفه أحيانا كفكرة اكتئابية تصاحب الشعور بالاكتئاب. هذه الفكرة تتطور أحياناً إلى فكرة وهامية حين يكثر حديث الإنسان عن شعوره المفرط بالكآبة والندم على ما فعله يوماً ما وندم عليه. عند هذا المنعطف يتم تشخيص الاكتئاب الذهاني.
أما في علم النفس فالندم هو رد فعل عاطفي لقرارٍ أو تجربة أو حدث في الماضي ورغبة الإنسان بعدم حصوله. هناك أيضاً ما تسمى بنظرية الندم Regret Theory وهي أشبه بنموذج اتخاذ القرار في الحياة بسبب الخوف من عواقب القرار نفسه بسبب تجربة سابقة. الخوف من الندم بسبب تجربة سابقة قد يؤدي إلى تثبيط عزيمة الإنسان في اتخاذ القرار وخاصة في مواقف لا تخلو من الغموض وعدم الوضوح وبالتالي وبسبب الخوف من الندم يتجنب الإنسان اتخاذ قرارات قد تكون مصيرية.
للندم بعدان:
1 - رغبة الإنسان في تغيير قرارٍ اتخذه في الماضي.
2 - تأنيب الذات والشعور بالفشل بسبب القرار.
التعامل مع الندم في الاكتئاب
الإنسان ينجح غالباً في كبت مشاعر الندم بسبب فعل ارتكبه أو قراراً اتخذه. هذه المشاعر المكبوتة تدخل إلى حيز الوعي مع إصابة الإنسان بالاكتئاب ومن الصعب أحيانا مناقشة هذه الفكرة في علاج كلامي مثل العلاج المعرفي السلوكي حين يكون إطارها ذهانياً في الاكتئاب الجسيم. يكشف الإنسان عن خطاياه وأسراره للطبيب المعالج وعلى الطبيب النفسي توخي الحذر من البوح بتفاصيل محتوى الندم للمقربين منه. يتم كبت هذه المشاعر مرة أخرى مع العلاج والشفاء ولكن عواقب البوح بما تحدث به المراجع قد تكون جسيمة.
هذه الظاهرة كثيرة الملاحظة أيضاً في الاكتئاب المتميز بأعراض الوسواس القهري وقد تكون خطايا الماضي عاملا في لجوء الإنسان إلى سلوكيات قهرية مع استعمال دفاعات نفسية غير واعية للتخلص من الفكرة والحالة الوجدانية الاكتئابية.
الشعور بالندم الشديد في الاكتئاب يتطلب أحيانا إضافة عقار مضاد للذهان إلى عقار مضاد للاكتئاب إذا لم يحدث تحسن سريع مع الأخير.
واقرأ أيضًا:
علاج الوسواس القهري / إعادة صياغة الحديث Reframing / التفنيد Refutation